الأحد، 28 أكتوبر 2012

رحيل الشاعر الأردني الكبير حبيب الزيودي - لانا راتب المجالي‎

               رحيل الشاعر الأردني الكبير حبيب الزيودي

الأديبة لانا راتب المجالي
الأديبة لانا راتب المجالي
 • كان مِن المُمكِن أن يكون صباحي مختلفاً ، كأن أفتح (الفيس بوك) كعادتي، يستوقفني خبر رحيل شاعر أردني كبير، أطلعُ على سيرته وجزء مِن أشعاره، فأصاب بالدهشة عندما أعلم – مصادفة- أنّهُ مَن مَزج الحنّاء بصوتِ أنغام لتقول لحبيبتنا عمّان: ( صباح الخير) . وكان من الطبيعي أن أطلبُ لهُ الرحمة بينما أشعرُ بالحزنِ قليلاً. كثيراً . أكتبُ نَعياً مُقتضباً في صفحتي، وأتابع ردود أفعال المشهد الثقافي العام، ثمّ أكملُ يَومي كيفما أُتفِق.
كانَ مِن المُحتمَل أن يحدثَ كلّ هذا، لولا أن فتحتُ بريدي قبل شهور قليلة، لتباغتني رسالة تقول:
(استاده احنا لازم نتواصل ل500سبب اهمهم :
1- انت شاعرة تطيري العقل.
2-انت مسؤولة تحرير الادب العربي.

3- انت صديقة عيسى بطارسة.
4- ارغب باستضافتك ببرنامجي الاداعي فضاءات ابداعية الاربعاء 6 مساء انت والاستاذ عيسى للحديث عن الادب العربي وأدب المهجر.
انا رقم هاتفي ........./ حبيب الزيودي) .
فأتصل معه معتذرة عن اللقاء، بسبب انشغالي بمؤتمر عالمي يستضيفه المكان الذي أعمل فيه. لنتواصل بعدها من خلال ( الأدب العربي) و(موقع الفيس بوك)، وبعض المكالمات الهاتفية المتباعدة .
ما أرغب بقوله تحديداً في هذهِ العُجالة; إن َّ الشاعر الكَبير حبيب الزيودي، لَم يَكُن كبيراً بشعره فقط، فالشعر ليسَ تاجاً فوق رؤوس الشعراء، بل فوق أخلاقهم ، وداخل قلوبهم; وهو ما لمستهُ خلال مروري على شهادات وردود أفعال أصدقائه – ومعظمهم من المبدعين الشباب- على غيابه بهذا الشكل المُفجِع.
ماتَ الشاعر ولم تمت قصائده، مات الإنسان ولم تمت مشاعره النبيلة التي نثرها في ذاكرةِ أصدقائه . مات حبيب عمّان ولم يَمُت اللون في حنّاء عمّان ، ماتَ الشاعر الأردني ولم يخبرني عن أل 496 سبباً الباقية التي ربطتنا قبل الموت، وتدخلت عنوة في تغيير مسار صباحي يوم الموت.
حبيب الزيودي، الإنسان والشاعر:
رحمك الله رحمةً واسعة، وغفر لك ، وإنا لله وإنّا إليه راجعون .



الشـــاعــــر  -  حبيب الزيودي

الحبُّ شمعتُهُ ، وسرُّ صلاتِهِ

والحبُّ دمعتُهُ ، وحبرُ دواتِهِ
ويَحُتُّ أضلعَه على إيقاعه

متفرداً كالذئبِ في فلواتِهِ

كلماتُهُ تصبو إلى غيمٍ ولا

يدري بأنَّ الغيم في كلماتِهِ

الأرضُ غانيةٌ تبادلُهُ الغوى

وتضجُّ شهوتُها بموجِ فراتِهِ

الجمرُ كلُّ الجمرِ في نَزَواتِها.....

والنارُ كلُّ النارِ في نَزَواتِهِ

ضاقت بوحشتٍهِ البيوتُ وكلُّها

تأوي بوحشتها إلى أبياتِهِ

الريحُ في إيقاعه ، والموج في 

أوجاعه ، والغيب في شهَقَاتِه 

الحبر خيّط شكّه بيقينِهِ

والشعرُ دربُ هلاكِهِ ونجاتِهِ

ليست هناك تعليقات: