الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

من أنا ؟ - سارة طالب السهيل

من أنا ؟ - سارة طالب السهيل
 سارة طالب السهيل 

سألني أحدهم : من أنا ؟ بعضهم قال : من تكونين ؟ 
أنا ابنة الرافدين أحمل في قلبي كل الأعلام .. أسرح هائمة في البلدان هوايتي الترحال على سطح المعمورة أبحث في كل شبرعن طفل يبكي لأسجل بدفتري هذه الأحزان لعل أحداً يمسح دموعه أبحث عن طفل يضحك ربما ينسيني أحزان ذاك الطفل الباكي .. أسافرلألتقط صور أحفرها بقلبي لأماكن مر التاريخ عليها وشهدت قصص حكم أو حب أو إخلاص وأحمل العبرفي نفسي ربما أدونها كأسفار نورانية تكتب بمداد من نور . 
أعرف نفسي فأرجوك تتعرف علىّ . 
أنا قليل من الحاضر وكثير كثير من المستقبل أما ماضىّ فأحاول أن أتذكره لأنه مرمن سبعة آلاف سنة عندما كنت في بلاد الرافدين وجئت إلى أرض الكنانة . 
أنا تلك القوية المسكينة ، المسكينة القوية .. أشعر أني أشبه زهرة الجاردينيا أحب عطري لذلك أفوح به في كل مكان . و اشبه زهرة تباع الشمس التي تلاحق النور بطموح عفوي و عطاء لا حدود له .

ربما هذا الحاضر يؤلمني ولكن رصيدي المدخرمن آلاف السنين به الكثير من الفرح والانتصارات فطغى على حزني وأعطاني الثقة . 
أحب وجود الناس فهم وقودي وأشعرمعهم بالدف ء والطمأنينة . 
أعشق قلمي فهو دليلي وهو طبيبي وهو كل ما أملك أنا إنسانة قنوعة ؛ فالقناعة هى السعادة . 
أشعردائمًا بأنني لست وحدي وكأنني ابنة السماء . أعني طبعا أن العناية الإلهية تحيط بي وتحرسني وتسرع في معاقبتي إذا أخطأت إيمانًا مني بأن هذا هو الحب .. فمن يحبك يضحكك ويبكيك ، وكل في وقته . 
أنا لست سوى طفلة اضطرت أن تنضج في سن مبكرة ، أرى كل شيء من حولي كحلم لأنني أصدق الأحلام فكل مناماتي مستجابة وكأنها دعاء . 
أحب الشتاء أكثرمن الصيف وأحب الصيف أكثرمن الشتاء فهل فى هذا تناقض؟! لاتندهشوا ، فمنذ طفولتي كنت أجيد فن التعامل مع الدمي وكل ألعابي أصادقهم وأحبهم كأفراد من عائلتي ينتسبون لدمي ، فكل شىء له روح : الأشجار ، والأحجار ، والمرايا ، والقماش ، الحبر، والقطط ، كلها معاني وإحساس وذكريات . 
أستطيع أن أقسم يمين الشرف بأنني لم أكره أحداً فى حياتي . 
وأستطيع أن أقسم يمين الشرف بأنى أحببت بحياتي حبا حقيقيًا وهبته لمن يستحقه ( والدي) 
بسيطة جدا أسعد جدا بجلسة تحت القمرأوبالهواء الطلق أوعلى ضفاف النهرالخالد أسمع شعرا أوأغنية..،أوحاولت إستعادة أحد مفردات الزمن الجميل حين أ شاهد فيلم من أفلام الأبيض والأسود وجلست أتابعه أتناول الشوكلاته والبونبون والحلويات ... ولاأخفى عليكم بأننى أتابع أفلام الكارتون بكل محبة لاأعرف لماذا دوما أحب الأشخاص والأماكن معا ولاأعرف الفصل فى هذه الأشياء . 
أجمع تناقضا فى تواضعى وبساطتى وأحيانا فى حب كل ماهو عريق ومثيرتاريخيا . 
أدعو لآى أحد يكرهنى بأن يحب نفسه فهذا كاف بالنسبة لى تمنيت لو كنت أعيش فى قديم الزمان منذ آلاف السنين وأكتشفت أن فعلا كنت أعيش فى قديم الزمان . 
كنت أتمنى أن أعيش فى منطقة الحسين منذ مائة عام لو لم تسألونى من أنا ماكنت بحثت عن الإجابة . 

سارة طالب السهيل 

كاتبة عراقية

ليست هناك تعليقات: