الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

هنا مطر من جنونى..... من بعض جنونى - اشراقة مصطفى حامد

هنا مطر من جنونى... من بعض جنونى -اشراقة  مصطفى حامد 


المرض و حالات الاكتئاب الوطني


تنبئُ نظراتهم بقريبِ فِراقٍ واقِعٍ عينا (حنان الطاهر) الماهلتان كهدهدة (الحبوبات) تمنحانِ بعض الأمل، فيما عينا (عبد الملك) بعضاً من يقين، في الوقت عينه لا يكفّ فيه (حمدي السر) عن مناولتي مفاتيح الفرح,ولا (كمال معاذ) عن ممازحتي كما كان يفعل وقت الصبا من شاكلة الغزل البرئ على غِرار (دهباية، أم ضفائر),وحينها أيضاً كان (....) قد تسرب تماماً إلى سدة قلبي,وفيما أصابع الأمل تضيء فانوساً بروحي,فانوسٌ (أخدراني) الغناء كـ(خدرة) قلبه ولونه..

هدّ بلوني سمرة الأحلام والأمنيات،ومدّ إليّ حِبالَ الأملِ وهو يودعني وأصابعه تثير بذات القدرِ عصافيرَ روحي لتحلق كلما لامستُهُ مودعةً أو مصافحة.


وسافرتُ..

لكني سرعان ما عُدتُ مرة أخرى إلى كوستي ليستقبلني عالياً ضَحكُ (عبد الوهاب علي الحاج) وهو يشاكسني مازحاً:

- ما تعملي الدرب ساساقة..

وفي ذات وقت ممازحته يُخرجُ أخرَ ما في جيبه وكل ما في روحه من أماني..

وبالمثل فقد جمع لي الأصدقاء والصديقات مبلغاً لشراء التذكرة التي كانت وقتها لم تتجاوز الستة عشر جنيهاً ولكن فعل الأصدقاء والصديقات تجاوز المدى وغنيت لإنسانهم وإنسانيتهم.

شغلني أمر البيت والحلم الذى أنتظره أهلي طويلاً..

كل الأبواب موصدة سوى نفاجاً في الروح تهب منه نسمة أيوبية,

ما دهاني وأنا أترك قلبي لنمل ذلك الدفق الحميم يمرح ويتسكع بحنان فيّ؟

قرأت وانجا, تويجات الدم, أحلام مريم الوديعة وغابريلا قرنفل وقرفة, الكتابان الأخيران حرضني أيوب على قراءتهما ووعدته بإرجاعهما حالما تكتمل مشيئتي نحو العالم المنفتح, لم يحدث أن التهمت الكتب كما فعلت آنذاك, كل رواية قراءتها حينها كانت تسلبني غيبوبة المكان والزمان, فلا شيء يربطني بالواقع الذى يذكرني بالدروب المغلقة وبشبابيك زنازين المستقبل, كنت أظن أن القراءة ستخرجني من قمة اليأس والاحباط الذى يزحف كل يوم كثعبان (يبرقطني) بالهزيمة.

كل شيء يقود إلى الضياع.

فارقتني فراشاتُ النوم فأدمنت السهر، امتطي صهوة كتاب وأنزل في ساحةِ أخر, رواية تلو رواية، وإبان ذلك أخربش على كراسة بجواري أوجاعي بحبر دمي, خرجت مع الوانجتين, وانجا أيوب ووانجا نقوجي واثينقو فى رحلة طويلة أنهكتني بأسئلة قارة بحالها, أشجتني بتفاصيل المقاومة وشدو البنات في دروب النضال, تتأرجح مشاعري بين الصفحة والأخرى, تدمع عيناي وتنهمران وابتسم بعدها وتجلجل ضحكتي فتستعيذ أمى حليمة بالرحمن من الشيطان الرجيم ويغمرني صوتها بحنان دعواتها:

- يا ربي تحفظ شروقتي ما تصيبها عين.

- هو في عين أكتر من اللي أنا فيهو يا أمى

أقولها سرّا وخطواتي تتمشي في الدرب مع الوانجتين فلهما لون واحد وشدو (أخدر),
في غمرة القراءة تناغمت والرجل الذي كتب وانجا -المرأة التى صوبت فاكهتها نحو الفرح وأدهشت الفصول بموسمين- أحسستُ بأني وانجا, أحسسته حبيبى, توسدت ساعده الأسمر, كنت لوز روحه, غسلني ضوء ابتسامة ذلك الشيخ, وقفت على عتبة بابه مع ناجي العلي وقرأت معه ماخربشه الأطفال على حيطان المدارس, قشرت بصل الروح (قاورمة) لعذاباتي الطويلة, أحسستني قصيدته الدافئة فتهيأتُ وردة نار للشتاء، تنهيدة ولون يصطف في وجهي, صدري يعلو ويهبط وخطواتي تنكش أغاني القلب لأقصى المدى وعلى كراسة أحتوت أربعة وستين ورقة كتبت في بياضها كله عن الوانجتين, ما كانت مقارنة إلا بقدر الشجن الذى سكن هؤلاء النساء وكنتهن في حالات اندغامي فى طقس الحياة التى أشتاق..


كل يوم يمر يزداد أحساسي بالارهاق وبنمل الاسئلة يقرصني دون رحمة, أحس بتكاثر النمل ونحلات الشوق للغد, بعقارب الواقع تلدغني, بقدميّ متعبتين، وبروحي مرهقة.

لكم أن الواقع قاس, يقسو عليّ وأقاومه,

وها إني أعلن هزيمتي,

سأتخلى عن هذه الحياة بعد أن تخلت عني -كيف تتركني على قارعة اليأس وحدي بلا حبوب تلقح دربي بالأمل.

وبدأ اليأس يمدّ لي لسانه هازئاً على ضعفي,

اليأس الذى لكم هزمته بمعارك الحياة الطويلة حا يهزمني اليوم فأرقد صريعة الوهم والاكتئاب والحُمى, حُمى الفقد والضياع في منتصف الدرب.

بدأت الأزمة الجديدة –و كأنه قد توقفت الأزمات يوماً عن انتهاكي وجرحي بسكاكين الواقع, وكأني ما انتصرت عليها وعلى جبيني إعلان يؤكد انتمائي للحياة- وذلك حين استولى الإرهاق على جسمي فبدأ عليه الهزال, وبدأت تنتاب روحي حالات انسراب فتبعد كل يوم عن أرض الأحياء الأموات..

يومها كان من يضئون ليلي ونهاري بجمالهم الصارخ:

(ليلى) و (زهراء) أبنة خالتي التي غالباً ما تضحك وهي تحدثني عن جنة عرضها السموات والأرض, هناك حيث أنهار العسل وجنان العنب ورجال من الحور..., كذلك (نجوى, سندس, فردوس, خالتى فاطمة, حبوبتي ريا, آمال وحميدة...).

برمتهم قابعين بجواري وحولي لم يفارقوني لحظة واحدة, أحكي لهم أحداث مسرح الحياة فيخبرونني عن رحمة الموت حين تقفل الحياة أبوابها وتقسو..

بدأت أحس بالتضخم في أطرافي فإذا به يسري في كل أنحاء جسدي, أحس بيدي ضخمة ثقيلة لا أستطع حملها, كأنها تتكاثر يدي داخلياً وتملأ الغرفة فأصرخ مفزوعة..

- قولي بسم الله ده كابوس.

وأستمرت الكوابيس فالحمى لا تفارقني لوهلة, وبعد إجراء الفحوصات اللازمة أتضح أنها الملاريا فأكملتُ الدواء اللازم لها إلا أنها تعيد دورتها بدمي ليبدأ التوهان مجدداً حيث نظراتي زائغة لا شيء يربطها بالواقع, وينبري أبي ليقرأ آيات من القرآن الكريم ويتفل على رأسي, أما أمي حليمة التي طفقت تصلي لأجلي فإنها ما أنفكت تلهج بالدعاء, ومن طرف فاترٍ أرى جدي مُنكباً يجوس في أرجاء الدعاء بينما تقف أمي مرتبكة وحزن عينيها يعبئ كل دِنان الخوف و قلبي..


أخبرتهم بانى سأموت قريبا!!


فتنتحب نجوى – شقيقتي الصغرى-, أما منى فإنها تكبت حزنها ودمعها،


ولا يكف الجيران الأهل عن الدعاء وهم يرددون:


- بت عشة الله يرفعها, عين وأصابتها, فقدت عقلها..


أما رجال السوق الصغير فإنهم يوالون بسؤال أبي عن حالي ويدعون بكل إنسانيتهم لي بالطيب والحياة.


يجيب دكتور فائز الذي تبدو عليه علامات التدين على أسئلتي الملحاحة الجمة عن الله, والموت:


لماذا نُخلق إذا كُنا أصلاً سنموت يوماً؟


وتتلاحق أسئلتى وهو يلهث في الإجابة بالكاد على السؤال الأول..


المرضى ينتظرون بالخارج -وما أكثرهم في موسم توالد الباعوض-.


ذلك حتى جاءت نتيجة الفحص بأن ما يعوث بجسدي هو التايفود,


ولكن ما الذي يحدث فى أقدامي من تنميل يبدأ فى يدي اليسرى ثم يطال كل جسدي,


وإذ ذاك تراصصن صويحباتى وبنات أهلي اللآتي فارقن الدنيا لينادين عليّ لألعب معهن (عصارة عصارة، يادنيا عصارة), خطوة نحوهن وأخرى تتراجع للخلف ثم للأمام وهكذا, عيناي معلقتان بشجرة بعيدة خضراء اللون وقد هدأ النشيد الأيوبى داخلي, هدأة من سيفارق الحياة قريباً..


تقترب أيام عيد الأضحى والحزن يكسو بيتنا فتسمع غير بعيدٍ صوت بكاء ابتهال أختي الصغرى وترى دمع إجلال التي تقترب مني يتهاوى من عينيها اللتين حرضتاني على النهوض فهما (ابتهال وإجلال) ينتظرانني كل وقفة عيد لتسبقني ضحكاتي وأحلامي وابتهاجي بالحياة رغم قسوتها ليبدأ الضجيج والحكايا يتجولان في البيت إلى جوار الهدايا من (غوايش بلاستك إلى فتيلين منكير وجلسرين إضافة إلى كلونيا أقنعني الصبي البائع بأنها من ماء ورد الياسمين ورغم مفاصلتي في السعر لكنما حقيقة لم أكن أملك سوى ما فاصلت عليه, والكلونيا لأعطر بها أمي حليمة فتعطرني بدعواتها),


ما تخليتُ عن وعدي ولا عن الأمل بأن يوم بكرة سيكون أجمل فقد وعدتهم بأني سأعمل قريباً في الصحافة وبأنه سيتحسن وضعنا وبأني سأفعل كل ما يشتهون متجاوزة صوت أبي القائل:


- بكرة بنط فيها عسكري وبتتحل الجرايد, شوفي ليك قراية تنفعك وتنفعنا..


نظرت في عيني إجلال, أمسكت يدها وطلبت كوب ماء..


بدأ حالي يتأرجح بين حالتي الغيبوبة والصحو وانبريتُ أحكي حكايات السرحان كما لو أنها واقعية ومنطقية في تسلسلها إلى أن يقطع حبلها اللامنطق.






كنت فى دروب هلوساتي هذه قد ألتقيت الكاتبة المصرية المعروفة فريدة النقاش ففرحت بلقائها وأخبرتها عن إعجابي وأمنياتي في السير على خُطى وعيها وعن رغبتي في أن أصبح صحفية ذات شأن مثلها فشجعتني وطمأنت قلبى بأني على دربها أسير ذلك لأن إرادتى قوية, سالتها أن تسمح لى بالتعلم على يديها فوافقت فأشرقت الحياة بوجهى, كل ذلك وأخواتي يراقبن لكن الشمس لا تطيل المكوث حينها فقد تجهم وجهي حين كسرت أحجار التوهان منطق الحُلم وذلك حين أشترطت عليّ فريدة النقاش أن أقوم بإطعام دجاجها أيسكريم!!


لحظتئيذ تبدأ يدي في التضخم, ترتعد فرائصي, ويتصبب العرق من وجهي ويجف حلقي حد الموت.


تقترب مني منى وبمنطق حبها للرياضيات تبدأ فى تحليل الهلوسة, تحاول بسخريتها وسرعة البديهة التى حباها الله بها أن تخرج الجميع من التوتر الذي أشاعته هذه الحالة:


- بيقولوا حلم الجعان عيش مش أيسكريم.


وألحظ الوجوه التى أرتسمت عليها ابتسامة تغالب الخوف والحزن الذي كساها.






مرت أيام وأسابيع وأنا في اقترابٍ من رفقة الأموات, الموت الذى يقف أمامي مُكشراً أنيابه لإبتلاع حياتي, أريد أن أنام قليلاً لكن عيناي لا يغمض فيهما رمش, كانوا يفعلون كل شيء لأجلي, فلا اليد القصيرة أعاقتهم ولا العين البصيرة كفت يد أمانيهم من أن أُعافى.


كنت أطمئن لتلك المرأة التى تسكن في حينا, قلت لهم أريد أن أذهب إلى بيتها, لم يسبق أن دخلته من قبل, ثرثرات الناس عنها وعن حياتها جعلت الجميع يقفون بعيداً عن عتبة بابها. لم يمانع أبي, وضعت رأسي فى حجرها, أغمضت عيناي وسكنت لربع ساعة, شعت الوجوه بالفرح ولسان حالها يردد:


- اشراقة نامت, قدرت تنوم..!!


منى تحاول مرة أخرى أن تعبر عن ذاتها بطريقتها المألوفة:


- خلاص النمشى أجيب ليها هديماتها, خلوها تسكن هنا..


فترمقها نجوى بنظرة تصمت على إثرها..


أنتقل الاحساس بحالات التضخم إلى فمي, فطفقت أتابعه وهو يمتد أمامي (يدافر ويداقش في الناس القدامو) وقلت لنفسي بأني سوف أساهم فى حلِّ مشكلة المواصلات فى حالة الاستفادة من كبر (خشمي وتحويله لبص أبو رجيلة مثلاً) فضحكت بجنون لهذه الفكرة فهبّ الجميع نحوي لأحكي لهم عن تفاصيل هلوستي فما تفتأ منى أن ترمي تعليقها بسخريتها المعهودة:


- دي حالة جنون وطني..


ويضحك الجميع وأضحك معهم...


مرّ زمن طويل لم نضحك فيه، كان الضحك الذى سبق العاصفة فقد بدأت حالتي تسوء, أحسست بالخوف في عيونهم, أبي الذى ظل متماسكاً يبدو عليه الانهيار وتلك العلبة التى كان يضع فيها حبوب الملاريا تكاد تعلن حاجتها لمن يعبئها من جديد, كان أغلب أهل حينا المسكين يتناولون حبوب الملاريا أول ما يحسون بأعراضها, فلا أحد له المقدرة على معاودة الطبيب بعيادته الخاصه. أمي حليمة تبكى في صمتٍ وهي لا تزال تدعو رب العباد والشيخ الفاضل أن تُردَّ إليّ عافيتي.


ليلتها كان القمر فى دائرية الحزن الذى أكتمل ضوءه بعيني أمي فيما السماء صافية زرقاء, أنه الوقت المناسب لمغادرة هذا العالم, مدّ أبي يده بعد صلاة العشاء ليمسح على جبيني الذى كان كنّار الله الموقدة ويتلو آيات من القرآن, جدي يوصي بشراء عسل النحل, قلت لهم وجميعهم حولي أن يسمحوا لي بوداعهم وأن لا ينسوني, فقد كانت ليّ أحلام عظيمة في أن أعمل بعد تخرجي صحفية لها موقف ورؤية, وعلى هذه الرؤية تغبش الواقع أمامي وغبت عن الوعى.


لم أحس بروحي الاّ بعد ساعات في عنبر الباطنية بكوستي, وجوه أنهكها المرض, عيون غائرة فقدت القدرة على الحلم ومثلهم تماماً كان حالي, عند الرابعة مساء قلت لأمي أني أرى ملك الموت وقد أخبرني بأن حياتي قد أكتملت دورتها اليوم وإن عليّ أن ألملم شدو روحي وأربطه في (دلقان) كتميمة صبر لأمي. قلت له أنتظر قليلاً ريثما يأتي (زولي الأخدر) فدعني أملأ روحي من نهر عينيه, دعني أصافحه وأودعه للمرة الأخيرة, ستزهر أصابعي يوم القيامة رغم مغادرتي بكامل أحزاني ونضجها.


أبتسم, لملك الموت إبتسامة ناصعة, لم يعِدني ولكنه توارى سريعاً, كانت أمي على حافة الأنهيار وأنا أتحدث بصوت مسموع, مع ملك موت لا يراه غيري. ثم خرجت أمي من العنبر مخنوقة بالعبرات وتصطك كصفقة نيمة فى مهب خريف جارف, سيكون خريف غيابى عن حياتها وعمرها, الأمر ليس بيدي يا أم الكل, كنت أرغب أن أبقى معك, أهدهد جراحاتك وأسقيها بدموع الحلم لتزهر فى دربك.


ضمتني خالتي فاطمة إلى صدرها فهدأت روحي قليلاً, أنها المرة الأولى التى تحتضنني فيها بكل هذه الأمومة, فمنذ ماتت أبنتها الوحيدة وهى صابرة, لم تبكي حتى لا تعذبها في قبرها, تمنيتها أن تبكي, أن تصرخ يومئذ ولكنها لم تفعل, فماتت بعد أعوام بسبب تحجر كبدها.


رفعت رأسى من حضنها, أنتبهت إلى المرأة التى ترقد بجانبي في سرير ذلك العنبر البائس الكئيب. لاحظت أن جسدها النحيل والمنهوك بسبب التايفود وسوء التغذية يتمدد برضاء ومن ثم أسدلت ستائر عمرها على مسرح الحياة وغابت. لقد كانت المرة الأولى التى أشاهد فيها الحياة تنسرب من الجسد, بحثت عن روحها, فرأيت غيماً يصعد بسماء قريتها المجاورة لمدينة كوستى, كان أول ما أنهمر عيناها على صغيرتها وهى تصرخ بهستيريا أمام الجسد المسجى في وقار.


أيام كشاحنة برسيم مضت في المستشفى, الملاريا تمت معالجتها لكن التايفود يحتاج إلى زمن, أما الوساوس فلابدّ من عرضي على طبيب نفسى ليعرف ما بي. كنت أعرف ما بي ولكن ما كنت قادرة أن أجد تفسيراً واحداً للكوابيس التى تسيطر علي في صحوي, ولا تفسيراً للتضخم المتناوب على أعضاء جسمي.


كان عيد الاضحى على الأبواب, أخبرتنى منى شقيقتى أن عدداً من الأصدقاء سيأتون لزيارتنا للأطمئنان عليّ خاصة وأن الأخبار التي وصلتهم أقلقت نومهم. ثلاثة أسابيع ويأتون (حمدى السر, عبد الوهاب على الحاج, إبراهيم كوجان, الهادى بشرى, أمير فاروق وأيوب مصطفى).


ما أن نطقت بالأسم الأخير حتى تصاعد دم ورود الحياة فى روحي, صدحت أناملي المتضخمة بسبب الهلاويس، كان لهم أيضاً أصدقاء هم عقدنا المنضوم بالشوق (حنان وعماد الطاهر وإدريس تبيدي وكمال معاذ)..






وبدأت رحلة علاج بالمحبة وكالعادة فعبد الوهاب على الحاج يشاكسني وضحكته تجلجل وهو يهمس


- ما تقولي ده الحب يا بت اللذين أمنوا..


جميعهم لاحظ هدأة مهجتي مع ....,


كان يومها الطبل الذى أيقظ الحياة في عمري.

ليست هناك تعليقات: