الأحد، 30 ديسمبر 2012

الشاعرة جودة بلغيث تقود ثورة الماء باتجاه مناطق الحب - وجدان عبدالعزيز

الشاعرة جودة بلغيث تقود ثورة الماء باتجاه مناطق الحب - وجدان عبدالعزيز
وجدان عبدالعزيز
جمال الحياة ان تعيش لحظات تتأمل فيها ، ذلك الاصيل الذي يعانق مروج النهر ، ونباتاته التي تغرف من مويجاته نفحات الامتلاء من ظمأ يعتريها ، كي تورق من جديد ، لكنك تبدأ تنفعل مع نزول خيوط الظلام وإسدال ستارها على تأملاتك في حقيقة الكون والوجود .. وجاءتني الكثير من التأملات بعد رحيلي من شاطيء النهر الى الشاعرة جوددة بلغيث في (ثورة الماء) ، وهي ترسم خلجاتها بالوان انفعالية تغاير العنونة ، وتتحول من ثورة الخصب والجمال التي يوجدها الماء الى ثورة انفعالية بـ(آهة مُتعلّقة بنفَس / مكتوم يُغالب القهر) اذن هي استعارت الماء كي تستجدي منه صورة الموج لتركبها باطار صورة القهر والحزن .. لتكتشف مناطق القبح من خلال مناطق الجمال ، وهكذا هذا التضاد يوضح لنا رؤية الشاعرة جوددة في افتراض الحضور في مساحات غياب الاخر ، وتمثل هذا بقولها :
(مُعتّق أنت بجرار الرّوح
اسمُك ثورة مائي و حنينُه
لشواطئ لا تأتي
قِبلة مُناجاتي اسمك
وصدى ابتهالاتي.......)

كما نعرف ان الله جعل من الماء كل شيء حيا ، واستعارت الشاعرة هذه الصورة الظاهرة ، لتدلنا على صورة خفية تندرج ضمن اطار الماء عنوان الحياة ، تخاطب الاخر (اسمك ثورة مائي) ، لتعلن المعنى الحقيقي من مقطوعتها الشعرية (ثورة الماء) ، فماء الانثى يظمأ لماء الرجل والدائرة منغلقة في اختلاط المائين ، لتكون الروح اول حركة في هذه المعادلة التساهمية ، وهنا اثبتْ رأيا في شعرنا الحديث ، هو انه ملتصق بصيرورة الحياة ، وهو دوائر منغلقة على بعضها ، تنفتح على مساحات جمال تفترضها الشاعرة وتبحث عنها دون كلل ، لكنما تسبب لها انفعال عقلي عاطفي يبحث عن حقيقة الوجود والكون ، وكنه الحياة ، والثورة ضد حالات الغياب الذي تسببها العلاقات الانسانية الغير مبرجة وفق رؤى الانسان الباحث عن الاستقرار والاطمئنان في كنف الحب المنشود (فتورق سنديانة الحبّ و تُزهر) ، فهل ان هذه السنديانة تورق بدون دفق الماء .. وتبقى الشاعرة جوددة ، جميلة الاتجاه تبحث في مناطق الجمال وتعلن ان الشعر هو ثورة 
الاعماق وثورة الماء وثورة الحب !!!

ثورة الماء

تنفثُ الرّيح صرير الوجع 
القابع في أصقاع الصّدر 
على حرف ال آ
آهة مُتعلّقة بنفَس
مكتوم يُغالب القهر

يهدُر قلب البحر 
يطرد حزنه أمواجا
صرختُها تفتّتُ الصّخر
على الشّاطئ تتشظّى
وجعا ، أنينا و زنابق سوداء

تتربّص احتفاليّة الشّوق بالنّبض الأسير 
تقتنصُ النّوارس البيضاء 
تسفك دم الرّوح
قطرة قطرة 
فتورق سنديانة الحبّ و تُزهر

مُعتّق أنت بجرار الرّوح
اسمُك ثورة مائي و حنينُه
لشواطئ لا تأتي
قِبلة مُناجاتي اسمك
وصدى ابتهالاتي.......
الشاعرة  جودة بلغيث 


ليست هناك تعليقات: