الأربعاء، 6 مارس 2013

العالمة المغربية مريم شديد.. سيدة نساء العرب في ''قارة العالم السادس''

العالمة المغربية مريم شديد.. سيدة نساء العرب في ''قارة العالم السادس''
مريم شديد

إعداد: المجلة المصرية
تتوقف مريم كثيراً عند دلالات رفعها للعلم المغربي في القطب الجنوبي المتجمد، حيث تقول : إن رفع العلم المغربي كان عنواناً على القدرات التي تختزنها المرأة المغربية وإصرارها على تغيير وضعيتها نحو الأفضل. كان ذلك خطوة نحو المستقبل، لكن من دون التفريط في الهوية ومقوماتها‎. الواقع أن المغاربة فاجأتهم الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية وهي تظهر العلم المغربي مغروساً في البياض المتناهي للقطب الجنوبي المتجمد من طرف عالمة فلك مغربية الأصل والهوية‎.



مريم شديد من مواليد 11 أكتوبر 1969م بالدار البيضاء، هي باحثة وفلكية مغربية في مرصد "كوت دازير" القومي الفرنسي، كما تعمل أستاذة بجامعة نيس الفرنسية. تعتبر مريم شديد أول عالمة أنثى تصل إلى القطب الجنوبي[1][2]. كانت شديد ضمن فريق عمل علمي مهمته وضع منظار فضائي يهدف إلى قياس إشعاع النجوم في القطب المتجمد الجنوبي. مريم شديد هي ثاني أصغر فرد في أسرتها المتكونة من ستة إخوة والأبوين، ترعرعت هي وإخوتها في الحي الشعبي درب السلطان، كان أبوها يعمل حداد بأحد أحياء الدار البيضاء بينما كانت أمها مهتمة بالخياطة والطبخ.

مسارها الدراسي بدأ مند الصغر عندما ولجت مدرسة الفكر العربي الموجودة بأحد زقاق حيها حينها لم يكن يتجاوز عمرها الخامسة، بعد ذلك انتقلت إلى التعليم الابتدائي وبالضبط بمدرسة المزرعة الخاصة بالبنات فقط، ثم إعدادية المنصور الذهبي قبل أن تلتحق بثانوية صلاح الدين الأيوبي للبنات أيضا. تحصلت على إجازة في الفيزياء من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ثم بدأت في تحضير الدكتوراه في جامعة نيس سنة 1994، والتحقت بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي كمهندسة فلكية.
بدأ اهتمامها بالفلك عندما أعطاها أخوها الأكبر منها بستة عشر سنة كتابا عن الجادبية باللغة الفرنسية كان ذلك في عمر لم يتجاوز الثانية عشر.
تم اختيارها سنة 2008 ضمن قائمة "دافوس" للقادة الشباب الأبرز في العالم. 

بقلم: محمود أحياتي - الدار البيضاء
مريم شديد سيدة "استثنائية"، فهي ليست ككل النساء..إنها المرأة الأولى والوحيدة التي وضعت أقدامها على الأرض البيضاء للقطب الجنوبي المتجمد. هذه الباحثة والعالمة الفلكية التي لا يتجاوز عمرها ال 36سنة سجلت أول سابقة في تاريخ المرأة العالمية وهي تطأ أرض "قارة العالم السادس" كما يحب الكثيرون أن يسمونها، لتجعل العلم المغربي يرفرف، كأول علم عربي، فوق القارة المتجمدة.
رحلة مريم شديد إلى "قارة العالم السادس" واحدة من النجاحات التي حققتها هذه المرأة المغربية التي تقول عن نفسها إنها تعشق أن ترفع التحديات مهما صعبت، لتغير نظرة العالم عن المرأة العربية ولتثبت، بالعلم والممارسة وليس فقط بالقول والشعارات، ما باستطاعة المرأة العربية أن تفعله. وكتتويج لمسارها العلمي الناجح كباحثة مرموقة ضمن فلكيي العالم المتميزين تم مؤخرا اختيار مريم شديد عضوا بالمنظمة الدولية "أوربيان سوتيرن أوبسرفاتوري" ضمن العلماء الأوائل العاملين في أكبر مرصد فلكي في العالم.
والحقيقة أن هذا التتويج، كما تقول مريم شديد، جاء بعد سنوات من الانخراط في البعثات العلمية الشاقة والمعقدة المهام. فمن صحراء "أطاكاما" بالشيلي حيث قضت بها لوحدها أربع سنوات في ظروف جد قاسية، إلى القطب الجنوبي الذي وصلت إليه ضمن بعثة علمية في إطار برنامج "تنمية مستقبل القطب الجنوبي" الذي اقترحته على المرصد الفرنسي الذي تشتغل فيه. هذه الرحلة الأخيرة ستعتبرها مريم شديد من المحطات الكبيرة في حياتها كامرأة مغربية وعربية، فالمشاعر القومية كانت حاضرة بقوة في هذه الرحلة رغم أن مريم شديد خرجت إليها تمثل المرصد الوطني الفرنسي. "رغم أنني خرجت ضمن هذه البعثة العالمية أمثل فرنسا إلا أن انتمائي للمغرب وهمومي كامرأة عربية كانت حاضرة بقوة.. وبصراحة فهذا هو أول شعور انتابني وأنا أرفع العلم المغربي وأضعه ليرفرف ضمن أعلام وطنية أخرى وسط تشجيع زملائي الفلكيين، فحالما وضعت الراية المغربية أحسست بصدق في أعماق نفسي أنني أحقق انتصارا لكل المرأة العربية..".
ولكي تثبت أن المرأة العربية "متعددة الاختصاصات" وكرد منها لجميل التشجيع الذي خصه بها زملاؤها الفلكيون، أعدت لهم مريم شديد، في هذه الأرض المتجمدة التي تهبط فيها الحرارة إلى "56" درجة تحت الصفر، طبقا ساخنا من الكسكس المغربي الشهير.
نجاح برنامج مريم شديد (تنمية مستقبل القطب الجنوبي) سينقلها من نجاح إلى آخر ليتحقق بذلك حلم أكبر طالما راودها، كما تقول، وهي في بدايات طريقها العلمية. ففي سابقة هي الأولى من نوعها أيضا، تم تكليف مريم شديد الفلكية العربية بالإشراف على برنامج ضخم يتعلق بمهمة فضائية معقدة أطلق عليها اسم COROT. وغاية هذا البرنامج هو رحلة استكشافية للنجوم مثل الرحلة الاستكشافية التي قام بها كريستوف كولومبوس لأمريكا وكذا من أجل دراسة زلازل النجوم. وفي إطار هذا البرنامج أطلق يوم "27" ديسمبر الماضي قمر اصطناعي فرنسي أمريكي ستستغرق مهمته سنتين كاملتين. وتقول مريم شديد إنها هي بنفسها من صنعت المنظار الذي سيعلق على هذا القمر الاصطناعي الذي حمل اسم البرنامج COROT.
تحكي مريم شديد عن مسارها العلمي واختيارها لهذا التوجه المهني الغريب عن البيئة العربية فتؤكد أن البداية لم تكن أبدا سهلة، فأهلها كانوا يرفضون قطعا توجهها نحو علم الفلك الذي بحسبهم لا يسمن ولا يغني من جوع. وتقول إنه وحده شقيقها الأكبر من شجعها على المضي قدما في الطريق الذي اختارته لنفسها فأهداها وهي في سن "14" سنة كتابا حول التحول الكوني وقوانين كليبر. وبعد دراسة هذا الكتاب جاءت أولى الخطوات وبوادر النجاح في درب علم الفك حيث ستتمكن وهي في سن "16" سنة من صنع منظار خاص بها وبوسائلها الخاصة. وفي سنة "1990" ستحصل مريم شديد على دبلوم الدراسات العليا في مجال الرياضيات والفلك، ثم سافرت رغم معارضة عائلتها وضعف حالتهم المادية إلى فرنسا باعتماد قرض بنكي. وهناك في جامعة نيس تمكنت من الحصول على دبلوم الدراسات العليا المعمقة حول عالم الصورة في العلوم الكونية بجامعة "صوفيا إنتيبوليس" سنة "1993"، ثم الدكتوراه سنة "1996" بميزة مشرف جدا من جامعة "بول ساباتييه" بتولوز. وبعد حصولها على شهادة الدكتوراه التي أعدتها بالمرصد الفلكي "الهوت بروفانس"، منحتها فرنسا منصب مهندسة باحثة في مرصدها الوطني الذي يضم أضخم المنظارات في هذا البلد. وبعد ثلاث سنوات فقط سيتم اختيارها ضمن أحسن علماء الفلك من أجل القيام ببعض المهام الخاصة لحساب المرصد ذاته رغم أنه لم يكن متاحا لغير علماء الفلك من جنسيات أوروبية وأمريكية الالتحاق به.
النجاح الباهر الذي حققته مريم شديد لا تعتبره يخصها وحدها، فهو تتويج لكل النساء العربيات المسلمات التي استحضرت همومهن حينما رفعت العلم المغربي فوق الأرض المتجمدة.."أحب للمرأة العربية النجاح، ولها كل الإمكانيات لتحقق كل ما تصبو إليه.. لكن الذي أؤكده أن الوصول إلى تحقيق الحلم ثمنه الصبر والتضحيات وبذرته الأولى وضوح الهدف والطريق".

الدكتورة المغربية مريم شديد: أول عالمة فلك تصل القطب 

لطالما كانت المرأة المغربية رائدة في مختلف المجالات بالنسبة للعالم العربي والإسلامي فقد كانت أول إمرة تسوق القطار وأول إمرة تفوز بالذهب الاولمبي وأول إمرة تتبوأ مراكز عالية في القضاء والبرلمان واللائحة طويلة وآخرها مريم شديد.
قامت السيدة مريم شديد التي تعتبر أول امرأة مغربية وعربية فلكية تضع أقدامها فوق القطب المتجمد الجنوبي, حيث وصلت إلى هذه البقاع في إطار مهمة علمية واستكشافية، لتقوم أثناء ذلك بوضع العلم المغربي على هذه القارة المتجمدة، ليصبح بذلك أول الأعلام العربية التي ترفع على ما يعتبرها الكثيرون بأنها قارة العالم السادسة.
وخلال هذه المهمة تمكنت مريم البالغة من العمر 36 سنة من نصب جهاز تلسكوب لاحتساب لمعان النجوم في محطة "كونكورديا" التي وضعت من أجل تمكين فرق البحث العلمي الدولية من إنجاز برامج أبحاث ومراقبة في عدة ميادين. السيدة مريم شديد، وفي تصريحات صحفية بعد عودتها من مهمتها التي أنجزتها مؤخرا في القطب الجنوبي، أنها توجهت إلى هذه المنطقة لوضع جهاز تلسكوب لاحتساب لمعان النجوم.
كما تطرقت إلى مسار رحلتها الاستكشافية بمحطة "كونكورديا" التي تبعد بـ1100 كلم عن القاعدة الفرنسية "دومان دورفيل" وبـ1200 كلم عن القاعدة الإيطالية "طيرا نوفا" وكذا إلى قساوة الظروف المناخية، مؤكدة أن مهمتها بالقطب الجنوبي قد كللت بالنجاح.
من جهته أوضح الفلكي الفرنسي جان فيرنان, أن مهمة محطة "كونكورديا" تكمن في تمكين فرق البحث العلمي الدولية من إنجاز العديد من الأبحاث وعمليات المراقبة، ويدير فيرنان، بتعاون مع مختبر مغربي، المشروع المغربي الفرنسي "سيدار" الذي يهدف إلى مراقبة السماء من أجل اختيار أهم المواقع لوضع تلسكوبات قوية مستقبلا، ولأجل ذلك تم اختيار موقعين بسلسلة جبال الأطلس الصغير بالجنوب المغربي.
وحول سبب اختيارها لهذا التوجه المهني الغريب عن البيئة العربية، ذكرت شديد أن شغفها بالبحث في مجال الفضاء كان منذ طفولتها. وتذكر أن أولى لحظاتها في التعاطي باحترافية مع علم الفضاء عندما قدم لها أخوها كتابا لعالم الفضاء "ألبير كيبلر". وتزامن ذلك مع استضافة هذا العالم بعد أيام قليلة في إحدى محطات الإذاعة المغربية، وكان ذلك بمثابة تحول كبير في حياتها للاهتمام بميدان الفضاء.
وعند تحدثها عن هذه التجربة ذكرت مريم شديد أن درجة الحرارة بالقطب المتجمد الجنوبي كانت تصل إلى 54 درجة تحت الصفر، كما أن مهمتها العلمية تطلبت منها الاستقرار بقارة الثلج لمدة شهرين.
ووفقا للسيدة شديد فإن الإقامة بالقطب المتجمد الشمالي تطلب استعمال وسائل نقل وملابس خاصة للحفاظ على درجة الحرارة المناسبة للجسم، إلا أنه وفي بعض الأحيان فقد أرغمت شديد وزملاؤها على نزع القفازات عند تثبيت بعض المسامير الدقيقة مما كان يتسبب للمشاركين في البعثة بآلام شديدة نتيجة البرد غير العادي بقارة الثلج.
وتنتظر "شديد" عودة أخرى إلى القطب الجنوبي بعد سنة تقريبا من الآن قصد مراقبة نتائج اشتغال المرصد الذي تم تثبيته في إطار برنامج سيدار العلمي الفرنسي.
وتعمل مريم شديد كخبيرة بمرصد كوت آزور لفيزياء الفضاء، وأستاذة محاضرة بجامعة نيس وهي حاصلة على دبلوم الدراسات المعمقة في الصورة في ميدان العلوم. وبدأت حياتها كباحثة في علم الفضاء، حيث قضت 3 سنوات في مرصد "بروفانس العليا" الذي يضم كبار مناظر الفضاء في فرنسا.
الجدير بالذكر أن علم فيزياء الفضاء بدأ منذ مدة يستقطب اهتمام العلماء من مختلف دول العالم الذين أقاموا في السنوات الخمس الأخيرة ملتقيات علمية دورية لتدارس أوضاع الطاقة في الفضاء ومعرفة حدود إمكانية التعامل معها. خاصة بعدما اكتشفت أجهزة الرصد الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "نازا" ذبذبات لانفجارات نووية في الفضاء تفوق حجم القنبلة التي ألقيت على اليابان في هيروشيما بآلاف المرات. وكان هذا الاكتشاف أواخر عام 1979 وأحدث هزة في مجال فيزياء الفضاء، ما جعل هذا الميدان يستقطب مئات العلماء والباحثين الفضوليين للتنصت ومراقبة ما يجري بعيدا عن كوكب الأرض بملايين السنوات الضوئية. وهكذا فالمغربية مريم شديد تعتبر اليوم واحدة من بين العلماء الذين يساعدون البشرية في اكتشاف أسرار الكون.
تتوقف مريم كثيراً عند دلالات رفعها للعلم المغربي في القطب الجنوبي المتجمد، حيث تقول : إن رفع العلم المغربي كان عنواناً على القدرات التي تختزنها المرأة المغربية وإصرارها على تغيير وضعيتها نحو الأفضل. كان ذلك خطوة نحو المستقبل، لكن من دون التفريط في الهوية ومقوماتها‎.
الواقع أن المغاربة فاجأتهم الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية وهي تظهر العلم المغربي مغروساً في البياض المتناهي للقطب الجنوبي المتجمد من طرف عالمة فلك مغربية الأصل والهوية، بعد أن التصقت بذاكرتهم صور بادو الزاكي وهو يحمل العلم المغربي عقب مباراة المغرب والبرتغال خلال مونديال المكسيك، وقبل ذلك صور سعيد عويطة ونوال المتوكل حاملين علم بلادهم خلال مونديال لوس أنجليس، قبل أن يتبعهم هشام الكروج ونزهة بيدوان وآخرون‎.

مريم شديد شخصية علمية مغربية 
أول امرأة في التاريخ واول فلكية مغربية وعربية و عالمية تضع قدميها على القطب الجنوبي المتجمد، في إطار مهمة علمية واستكشافية ‎لم يكن المرور عبر سنوات التحصيل العلمي والمعرفة، والانتقال من المغرب إلى فرنسا لمتابعة الدراسة والتخرج باعلى الشهادات الجامعية والعلمية مفروشاً بالورود أمام هذه العالمة المغربية.
تقول: «كانت لدي الرغبة والطموح، كما كان يسكنني حلم في أن أحقق الأمنية التي ظلت تسكنني. إننا حين نتعلق بشيء لا بد أن تكون لنا القدرة على التضحية في سبيله‎». ‎
وهي صغيرة، حين كان أساتذتها في مدينة الدار البيضاء يسألونها وزملاءها عن المهن التي يتمنونها في المستقبل، تتذكر مريم أنها كانت الوحيدة التي تقترح أمنية تثير الاستغراب في الصف، تقول «زملائي كانوا يتمنون أن يصيروا أطباء أو رجال شرطة أو ممرضين أو معلمين، أما أنا فكنت أتمنى أن أصبح عالمة فلك‎». ‎
في سنة 1990 حصلت مريم على دبلوم الدراسات الجامعية العامة في الرياضيات من جامعة الدار البيضاء، وبعد سنتين نالت شهادة الإجازة في تخصص الفيزياء، قبل أن تقرر الانتقال إلى فرنسا لتتعقب حلمها وتتابع دراستها بجامعة نيس، حيث حصلت على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في علم الصورة في العلوم الكونية في العام 1993، وثلاث سنوات بعد ذلك حصلت على شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جداً مع تهنئة من لجنة  المناقشة‎ في فرنسا، كان على مريم أن تصارع على أكثر من واجهة لتأكيد ذاتها وتحقيق طموحها. فهي امرأة أولا، ومغربية ثانياً، وتتحدر من أسرة متوسطة الحال لا تتوفر لها الإمكانات الكافية لتمكن الابنة لمتابعة الدراسة، وهي بعد كل ذلك وقبله اختارت مساراً تكوينياً غير مألوف بالنسبة لكثير من بنات وأبناء جيلها وبلدها‎. ‎
حضرت مريم أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه بأكبر مرصد فلكي في فرنسا، وهو مرصد يضم أضخم المنظارات، ليتم لاحقاً اختيارها ضمن أحسن علماء الفلك من أجل القيام ببعض المهمات العلمية الخاصة. وتتذكر أن هذا المرصد لم يكن متاحاً لباحثين وعلماء من خارج أوروبا وأميركا، ورغم أنها مغربية فقد تم اختيارها، مع أنها في إحدى اللحظات ظنت أن في الاختيار خطأ ما‎. ‎
بعد ذلك، قضت مريم شديد أربع سنوات في صحراء أتاكاما بالشيلي، تقول: «عشنا قساوة الظروف المناخية‎: ‎جفاف منقطع النظير، ولا وجود للنبات والحيوانات والأمطار، لكن كان هناك أكبر تلسكوب في العالم‎». ‎
في سنة 2002، وهو تاريخ عودتها إلى فرنسا، اتسعت دائرة الاستقرار والحلم أمام مريم، مع وظيفة عالمة فلك في المرصد الفلكي للكوت دازور‎. ‎
بعد ذلك، شغلت منصب أستاذة بكلية العلوم بنيس، حيث تعرفت على زوجها جون فيرنيي، عالم الفلك، الذي واصلت معه رحلة الحياة والعلم، ليرزقا بطفلين، قيس وليلى. لكن الطريف أن قيس صار له على لسان الأم والعائلة وفي فضاء البيت لقب واسم آخر هو «تيكو»، على اسم الفلكي الشهير بريل تيكو براهي‎.‎
بعد ذلك، وجهت الدعوة لمريم شديد من طرف معهد بولير للذهاب في مهمة علمية تهدف إلى وضع تلسكوب فضائي لقياس إشعاع النجوم في القطب الجنوبي المتجمد، في عزلة تامة عن العالم، مع 8400 متر من الارتفاع عن سطح الأرض، ونقص في الأكسجين، ودرجات حرارة تقل عن 80 درجة تحت الصفر، وليل يدوم ستة أشهر دون انقطاع تتوقف مريم كثيراً عند دلالات رفعها للعلم المغربي في القطب الجنوبي المتجمد، حيث تقول إن «رفع العلم المغربي كان عنواناً على القدرات التي تختزنها المرأة المغربية وإصرارها على تغيير وضعيتها نحو الأفضل. كان ذلك خطوة نحو المستقبل، لكن من دون التفريط في الهوية ومقوماتها‎».
هناك في أقصى الأرض، وعبر الخلاء المتجمد، تهيئ مريم ‏‎«‎الكسكس» المغربي لأعضاء الفريق العلمي، وكان في ذلك بعضٌ مما يلخص حديثها عن الحرص على عدم التفريط في الهوية ومقوماتها، تقول «أنا مغربية قبل كل شيء. وكان لا بد أن أضع بصمتي وبصمة بلدي على هذه المهمة العلمية. يحمل ‏‎«‎الكسكس» معاني الالتصاق بالهوية، مع الإشارة إلى أني هيأت «الكسكس» بلحم الكنغر، أما الراية فتلخص للانتماء وتؤكد عليه، ورفعي للعلم المغربي كان لحظة اعتزاز ببلدي وتلخيصاً لما أشعر به وأحلم به. وأنا أومن بأن الدول العربية ليست أقل اهتماماً بالبحث العلمي من باقي دول العالم المتقدم‏‎». ‎




ليست هناك تعليقات: