السبت، 11 مايو 2013

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا. - محمد ازعيتراوي

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا 
 محمد ازعيتراوي

عقب الأحداث الأخيرة التي عرفتها أقاليمنا الجنوبية، وعقب انكشاف اللعبة الدنيئة للجزائريين الذين يقفون وراء هؤلاء العصاة، لايسعنا إلا أن نستنكر ما وقع وندين بشدة أحداث الشغب هذه التي ذهب ضحيتها أ ناس أبرياء، من أبناء رجال الأمن، الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل حما ية المدنيين والحفاظ على الأمن بالمنطقة. وإننا إذ نشد على أيدي هؤلاء الأبطال الذين يؤدون مهمتهم ببرودة أعصاب، ونقول لهم إننا معكم، ونقدم لهم أجمل متمنياتنا بالشفاء العاجل إن شاء الله.

 على الذين يتشدقون ضد المغرب بمفاهيم حقوق الإنسان، أن يقفوا وقفة تأمل على ما يجري بأقاليمنا الجنوبية، وليقولوا بكل صراحة ما عسى بلدانهم فاعلة بمتمردين من هذا القبيل؟ يجب الضرب على أيدي العابثين بسلامة المواطنين وبسمعة المغرب.

وعلى المغاربة قاطبة نبذ خلافاتهم والوقوف وراء عاهل البلاد محمد السادس نصره الله للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد المغرب. إن المغرب عانى من سوء الجوار ما لم يعانيه من الإستعمار. إن حقد الجزائرعلى المغرب متجدر في عقلية المتحاملين على هذا البلد الآمن. إن ما قامت به الجزائر ضد المغرب منذ استرجاعه اقاليمه الجنوبية، يعبر عن حقدها ليس على السيادة الوطنية التي يسعى المغرب صيانتها فحسب، بل على كرامته وقيمه الأخلاقية واستقراره السياسي. إن الجزائر تناست ما قدمه لها المغرب إبان حرب التحرير، تناست موقف المغرب إزائها عقب الكوارث الطبيعية التي كانت ضحيتها. يقول المثل العربي : من كان بيته من زجاج لا يحق له أن يقذف الناس بالحجارة. الجزائر التي تتحاقد على المغرب وتنعته بأنه لايحترم حقوق الإنسان، هل تحترم هي حقوق الإنسان بقدر ما يحترمه المغرب؟ هل تناست الجزائر جريمتها النكراء في حق مغاربة ابرياء القت بهم خارج حدودها بعد استرجاع المغرب صحراءه؟ هل هذه العملية من شيم المسلمين؟ كانوا عربا أو أمازيغ؟ في يوم عيد الأضحى تطرد 350000 مغربي، يعني عدد المشاركين في المسيرة الخضراء.

ماذا يمكننا أن نتوخاه من جارة كالجزائر؟ أستسمحكم هذه العبارة : (طز) على الجزائر وعلى فتح حدودها وعلى نفطها وغازها! لا تطبيع مع الجزائر على حساب وحدتنا الترابية. والذين يقتاتون من مال المغرب إن لم يعجبهم حال عندنا فليرحلوا !

المغرب دولة عريقة في التاريخ، منذ إثنا عشر قرنا لم يعرف نظاما اخر غير نظام الملكية. الجزائر لم تحمل اسم الجزائر الا في سنة 1961، يعني بعد خروج فرنسا التي كانت تعتبرها من اراضيها ما وراء البحار، والتي أقامت فيها ما يزيد عن قرن ونصف من الزمان. وقبل ذلك كانت مستعمرة عثمانية، والآن تتطاول على المغرب! هذا ما نعبر عنه بالعامية عندنا (بالدسارة !).

على الجزائر التي تحاول تناسي مشكل الحدود الشرقية معها ، بأن تعي بأن المغاربة - طال الزمان أو قصر - سيحاسبونها يوما في موضوع الحدود الشرقية. وأن أطماعها أصبحت مكشوفة حتى لدى الذين لم يكونوا يعيروا اهتماما لنزاعات المنطقة.

إننا أحفاد رفقاء محمد بن عبد الكريم الخطابي في الكفاح، وأحفاد المقاومين في وسط المغرب وجنوبه، وإن قضية وحدتنا الترابية ل اتنازل عنها، ولا مساومة فيها.


رحم الله المتنبي الذي قال :

وما قتل الأحرار كالعفو عنهم    ومن نكد الحر الذي يحفظ اليدا

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته    وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

بروكسيل، الثلاثاء 7 ماي 2013
محمد ازعيتراوي


ليست هناك تعليقات: