الثلاثاء، 14 مايو 2013

(( رؤية تحليلية عن الثورة اليمنية)) - جمال شيبان



(( رؤية تحليلية عن الثورة اليمنية))


 جمال شيبان
ألهمتها ثورة الياسمين وأشعلت جذوتها ثورة الــ 25 ثورة اليمنيين إلى أين؟!

لم يكن البوعزيزي يوما زعيما قومياً تأثر بفلسفة عبد الناصر القومية ومتخذاً من كتابه "فلسفة الثورة" مرجعية ثورية لإشعال الثورات في غير قليل من البلدان العربية , بل كان أبسط من ذلك بكثير حيث أشعلها بعود ثقاب كلفه أغلى مايملك وهي حياته , ولم يكن يتوقع أيضاً أن ذلك العود الذي أحرق جسده سيحرق معه العديد من المراحل لإخوانه في تونس والوطن العربي للوصول إلى الحرية والحياة الكريمة ،وأضاء طريقهم لإبتغاء ذلك وهو عينه عود الثقاب الذي أحرق كراسي زعامات إلتصق جسدها وروحها بالكرسي ولم ولن تفكر في تركه حتى أصابها الحريق وأضطرها للتخلي عنه من قبيل "مكره أخاك لابطل"..
واليمن ذلك البلد ذو الــ 25 مليون نسمة ،لم يكن بعيداً عما حصل ويحصل في العالم العربي سواءاً من حيث الظروف المعيشية الصعبة أو المعاناة المجتمعية بكل تفاصيلها، كما أن شأنها شأن الدول العربية الأخرى أسندت دور البطولة للفساد وبات ينخر في جسد الوطن الذي لم يعرف معناه إلا مجموعة من المتنفذين الذين يتنعمون بخيراته في حين يتقاسمون مع بقية إخوانهم شرف الانتماء له فقط..
بدأ الشباب اليمني ينظر بدهشة إلى مايحصل في تونس.. كيف يحصل هذا في تونس؟! ذات الملايين السبعة والأرض الطيبة والرفاهية المجتمعية، وتكمن الدهشة الكبرى في أن النظام في تونس فولاذي ولا يسمح حتى بدخول الأنفاس الزائدة عن حاجة الجسم حسب الإعتقاد، ولكن أن تخرج مظاهرات فهذا خارج عن المألوف، وعلى إثرها بدأ الشباب اليمني يفكر في الخروج وكانت ساحة جامعة صنعاء هي المكان الذي حدده مجموعة من الشباب الذين لم تخرج مطالباتهم عن إطار الحرية والعدالة وتوفير فرص العمل والحق في الحياة الكريمة ومكافحــة الفســاد وكانت سرعان ما تنتهي ويعود كل إلى منزله ،وبعد ذلك بدأت تكبر التجمعات شيئا فشيئاً بحكم المكان وتأثير قنوات الإعلام وما تنقله عن تونس وتطورات الأحداث فيها وبدأت كرة الثلج تتدحرج وتكبر شيئا فشيئا وما أن بدأت مصر أو الشقيقة الكبرى كما يحلو تسميتها في اليمن تشهد إحتجاجات هي الأخرى حتى زادت حدة الاحتجاجات التي بدأت على شكل مسيرات مقتبسة من مظاهرات مصر حتى شعاراتها وقد تزامن ذلك مع بدء أحزاب المعارضة في تدشين الخروج إلى الشوارع وإن كان ذلك خروجا غير بريئا بعد تهديدات كثيرة بالخروج إلى الشارع ولكنها لم تنفذ لعدة أسباب أهمها أنها تعرف وضعها في الشارع ولم تكن تعرف ومعها معظم الشعب اليمني أن الشارع سيكون بهذه الفعالية وإلا لكانت نقلت مقراتها العتيقة والعقيمة إلى الشارع ،ومن جهة أخرى فإن النظام اليمني كان من أكثر الأنظمة العربية مرونة في التعاطي مع المعارضة وربما كان يعطي مساحة من الحرية ولم يضع قيودا كثيرة على تحركات المعارضة وكان أسلوب العصا والجزرة يحل الكثير من المشاكل في نهاية المطاف
لليمن خصوصية
لا يختلف الوضع في اليمن عن أقرانه في الوطن العربي من حيث الفساد المستشري في كل مرافق الدولة والمحسوبية التي قضت على أهم أركان الدولة وهي العدالة وضاع معها التوزيع العادل للدخل والثروة وبالتالي عمق الفجوة فيما بين السكان مابين من يسمق السماء ومن هوت به الريح في مكان سحيق وإضمحلت الطبقة الوسطى وأصبحت الطبقة الكادحة هي السمة المميزة للمواطن العربي، ولكن الوضع في اليمن يختلف عن ماسواه في نواح عده , فالتكوين القبلي أو مكون القبيلة لا يزال هو السائد هناك فهي شريك فعلي في الحكم وقد تحل محل الدولة في بعض الأوقات وقد تتجاوزها في أحايين كثيرة وكمثال على ذلك أعتى المشاكل القبيلة كالثأر وخطف السواح يصعب على الدولة حلها فتقوم القبيلة بذلك وفق عرف قبلي وعادات وتقاليد معروفة ومتفق عليها من الجميع.. إذاً القبيلة شريك أساسي وفعلي في الحكم وتتلقى دعما من الدولة بل ويصلها نفس الغنائم حتى في المناصب الحكومية والتعيينات ويرتبط معظم مشائخ القبائل بعلاقات وطيدة مع أركان النظام عموما والرئيس بشكل خاص وهو في الحقيقة يتلقى دعما قبليا قويا لاسيما وشيخ القبيلة هو الحاكم الأول والآمر الناهي في القبيلة وكلمته مسموعة من الجميع وإن وجد بعض من يشذ على هذه القاعدة فهي نتوءات وحالات نادرة لاحكم لها...

النظام والمعارضة
لعل المعارضة اليمنية تتميز عن غيرها بأنها كانت مشاركة في الحكم وخرجت منه بديمقراطية الإنتخابات وهي تتكون عموماً من حزب التجمع اليمني للإصلاح أو الإخوان المسلمين وهو أكبر أحزاب المعارضة وأكثرها فعالية ومشاركة في الحكم حيث شارك في حكومتين إئتلافيتين من بعد إجراء أول انتخابات عام 1993م وكذا بعد حرب الانفصال 1994م وحتى عام 1997م حيث خرج من الحكم بعد هزيمته في الإنتخابات وأنفرد المؤتمر الشعبي العام بالسلطة حتى تاريخه..
ويأتي الحزب الاشتراكي اليمني ثانياً وهو شريك تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م والحزب الحاكم لجنوب الوطن قبل الوحدة وقد شارك في الحكومة بالتقاسم مع شريكه حتى عام 1993م وأستمر بعدها حتى عام 1994م حيث أعلنت قياداته الإنفصال عن الوحدة ودخلت الحرب التي خسرتها وهربت معظمها إلى الخارج وهي الداعمة لما يسمى "بالحراك الجنوبي" الذي ينادي بفك الإرتباط وعودة دولة الجنوب وهو من مكونات الثورة الحالية في اليمن. ويأتي بعدهما أحزاب صغيرة وهي حزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وتوجهه ناصري، وحزبي إتحاد القوى الشعبية والحق وهما ذوا أيدلوجية مذهبية تميل إلى الزيدية وإن كانا لا يعلنا ذلك صراحة لأن قانون الأحزاب في اليمن يجرم تكوين حزب على أساس ديني أو مذهبي وهذه الأحزاب مجتمعة تشكل مايسمى "باللقاء المشترك"
وكما أشرنا مسبقا بأن هذه الأحزاب كانت هددت غير مرة بالخروج إلى الشارع لثنى الحزب الحاكم عن إجراء الإنتخابات وإيقاف بعض التعديلات التي تفضي إلى التمديد لرئيس الجمهورية لفترة رئاسية ثالثة وتعديل نظام الإنتخابات والذي كان الحزب الحاكم ينوي تمريرها بدون موافقتها وبعد مد وجزر إستمر لمدة عامين وهي فتره تأجيل الانتخابات المتفق عليها, لم يجد الحزب الحاكم بداً من التصويت على التعديلات وتمريرها والدعوة لإنتخابات وماكان من المعارضة إلا أن دشنت النزول إلى الشارع ولحسن حظها فقد تزامن ذلك مع بدء الإحتجاجات في البلدان العربية ووصولها إلى اليمن الأمر الذي دفعها بكل ثقلها إلى الشارع وركوب موجة الشباب وقد زمنت ذلك بتاريـــــخ (3 فبراير)،مما أعطى للمظاهرات زخماً كبيراً وتقليداً أو تيمناً بثورة مصر"فثورة 1952م في مصر هي مشعلة ثورة 1962م في اليمن " ،وحددت تلك الأحزاب ميدان التحرير ليكون هو الحاضن لهذه الإحتجاجات وقد أدرك الحزب الحاكم ذلك فأوعز إلى كوادره بحجز ميدان التحرير وتم ذلك مساءاً ليصبح الميدان كالصر يم ولكن خياماً وبشراً فتنادت المعارضة إلى ساحة الجامعة وبدأت سلسلة الثورة...
في البدء كان الشباب الثائر متحمساً لوجود الأحزاب بينهم ولو من باب "أنا وإبن عمي ع.الغريب" وقد وجدت الأحزاب في الشباب ضالتها المنشودة وهي صبغ الإحتجاجات وهي ماسميت بالثورة الشبابية الشعبية وحصل الشباب على الدعم المادي والبشري "كوادر الأحزاب" والدعم الإعلامي والحماية التي تقيهم من فتك كوادر الحاكم التي كانت تتعقبهم ولا تجعل لهم مقاماً يستقر بهم وقد حصل.. كان جسم الثورة في اليمن وعقلها وعيونها في مصر كلما تقدمت ثورة 25 يناير خطوة تقدمت ثورة الشباب في اليمن .. حتى انتصرت ثورة 25 يناير الشعبية السلمية"جوهراً ومضموناً وشعاراً" فكان لها وقعها القوي نظراً لعدم وجود مقارنة بين الحاكم في مصر والحاكم في اليمن في قرارة أنفسهم فهناك فارق في القوة بين النظامين وتميز الأول بنظام بوليسي قوي جداً غير أنه إنهار أمام إرادة الشعب المصري ,إذاً فالمستحيل أصبح ممكناً وهكذا قويت شوكة الثورة في اليمن وبدأ الناس يأتون من كل فج عميق وبدأت شعارات ثورة 25 يناير يؤذن بها في ساحة جامعة صنعاء والتي أطلق عليها إسم ساحة التغيير , وهذا بالتزامن مع الإحتجاجات في المحافظات الأخرى . 

معركة الجمل في اليمن
 النظام في اليمن يتميز بالمرونة كما قلنا وقد أفرد مساحات للحوار قبل وبعد الإحتجاجات ويتيمز بوجود شخص مثل الرئيس على عبدالله صالح صاحب خبرة كبيرة في التعامل مع اليمنيين وبساطة كان يدغدغ بها مشاعر اليمنيين ويتضح ذلك جلياُ من خطاباته التي تنزل إلى مستوى معظم الشعب اليمني وهو يحظى بثقة الكثير في قدرته على حل المشاكل وتجاوز الأزمات ولعل هذا مادفع الكثير إلى عدم الإنضمام للثورة والبقاء محايدين خوفاً من دهاء الرجل وتمكنه من إجهاض الثورة, كما إستطاع الحفاظ على مناصريه وزج بهم هو الأخر إلى الشوارع لإقناع الداخل والخارج أن الشعب اليمني مايزال معه , وقد كان حريصا على عدم الإحتكاك بمعارضيه حتى لايخسر كما حدث في موقعة الجمل والتي قصمت ظهر جمل مبارك إلى جانب سيطرته المطلقة على الجيش من خلال إسناد قيادة الجيش لأقاربه وأكثر الناس ولاءاً له فضمن بذلك ولاء الجيش وتفرغ هو للمناورة وقراءة الأحداث للإستفادة من أخطاء من سبقوه.

كمال الثورة و إكتمالها

بلغت الثورة أوج قوتها بعد نجاح ثورة 25 يناير وإستمرت في نجاحها وبدأ عرش صالح يهتز تحت وقعها, وأنهت قناة الجزيرة معاركها في مصر وقبلها تونس وقفزت ثورة اليمن إلى أولى إهتماماتها وقد ساعد هذا التركيز الإعلامي في تسارع الأحداث وإقتناع الناس بأن الثورة إقتربت من جني ثمارها فإرتفعت وتيرة الإنضمام إليها حتى من بعض أركان النظام وحتى لايفوتهم القطار تحت مقولة إن الثورة تجب ما قبلها والذي نجح الثوار في تسريبها لخلخلة النظام ،وكان ظاهرهم يقول إحتجاجاً على قمع المظاهرات السلمية تيمناً بمسئولي الدول التي سبقتهم وباطنهم خوفا من الحساب والعقاب لما اقترفوه بحق هذا الشعب وماهذه الثورة إلا نتاج أفعالهم وبهذا إكتملت كل مقومات الثورة وبلغت كمالها
مابعد الكمال..!
إتسعت ساحة التغيير متجاوزة الساحة التي حددت لها بفعل الإنضمام الكبير والإندفاع الهائل خصوصا بعد إعلان أحد أهم أركان النظام وأبرز القادة العسكريين المقربين من الرئيس تأييده لثورة الشباب السلمية والتعهد بحمايتها, جاء ذلك بعد أحداث جمعة 18 مارس أو ما أطلق عليها "بجمعة الكرامة" والتي شهدت سقوط أكبر عدد من القتلي والجرحى من المعتصمين في الساحة عقب أدائهم صلاة الجمعة وبسببها ارتفعت الضغوطات من الداخل والخارج على الرئيس اليمني للتخلي عن السلطة, وجاء إنضمام اللواء على محسن الأحمر- قائد المنطقة الشمالية الغربية - قائد الفرقة الأولى مدرع ليشكل أقوى ضربة تحت حزام النظام لا سيما وقد رافق هذا الإنضمام تقديم إستقالات جماعية وفردية لقيادات في الدولة كوزراء وسفراء ونواب وقادة عسكريون وقضاة وأعضاء في الحزب الحاكم ومشائخ وشخصيات إجتماعية, هذا ولقيت أحداث جمعة الكرامة إدانة عربية ودولية واسعة أربكت كل حسابات النظام وبدأ معها متخبطا وبدأ الجميع يعد الأنفاس الأخيرة لسقوط ثالث الأنظمة العربية...
مصرع الابتسامة
كانت مصادر القوة في ثورة الشباب هي نفسها من أضعف الثورة وحولها عن مسارها فكما أن إنضمام الأحزاب للثورة قواها فقد قامت الأحزاب بالتسلق والسيطرة على هذه الثورة وإستخدامها كأداة للإنتقام من الحزب الحاكم وقياداته فإنحرفت إلى المواجهة الشخصية المعتادة بين السلطة والمعارضة وكان هذا أول الوهن...
حوت الساحة كل الأطياف في داخلها وبدأ الترويج الإعلامي بتوحد الجميع تحت مظلة الثورة وأهدافها وذوبان القبيلة وصيانة الوحدة ولكن زيارة الساحة والإختلاط مع الشباب أظهر عكس ذلك فكان من فيها جميعا وقلوبهم شتى ولم تجمعهم رؤية وأهداف واضحة غير إسقاط النظام وكل له مبرراته وثأره , ظهر ذلك جلياًً من خلال الظهور الإعلامي لقيادات شبابية مختلفة على القنوات الرسمية والخاصة وبدأت التناقضات تظهر فزاد الوهن..
إنضمام القبيلة والعسكر وترحيب الثوار بهم أسقط من يدهم ورقة الدولة المدنية الحديثة , الحلم الذي دغدغ به الثوار أفئدة ومشاعر اليمنيين, وأيضا خروج القيادات الشبابية عن السلمية والمناداة العلنية بالزحف على المنشآت العامة أفقد الثورة سلميتها وأقوى أسلحتها خصوصا مع الترويج لوجود السلاح في المخيمات وترحيب الثوار بذلك تحت ذريعة الدفاع عن النفس والتناقض مع شعار السلمية المرفوع..
نجاح النظام في إيقاع قناة الجزيرة ملهبة الثورة في الفخ في غير موقف أفقدها مصداقيتها وبدأ المتأثرون بالثورة عن طريق الجزيرة يرتدون عنها لذات السبب..
بدأ العنف يتصاعد والقتل يتزايد خصوصا بعد إنضمام الفرقة الأولى مدرع, أو الجيش المنشق المؤيد للثورة وتبادل الإتهامات بشأن قتل المتظاهرين وبدأ دم اليمنيين يتفرق بين القبائل, وقد بث ذلك الخوف في نفوس اليمنيين من التحول إلى حرب طاحنة بين رفقاء السلاح وجر البلد نحو الهاوية وهذا كله أخذ بالطبع يسحب من رصيد الثورة..
حرمان المواطن اليمني من أبسط مقومات الحياة كالكهرباء والوقود وإنهيار الخدمات وارتفاع الأسعار وفقدان فرص العمل, كل هذا كان يتم الربط بينه وبين الثورة .. جاءت حرب القبيلة المؤيدة للثورة محاولة حسم الموقف لتطلق آخر رصاصات الرحمة على سلمية الثورة ومدنيتها ومن طرف يعرفه اليمنيون جيدا ولا يستسيغونه فإنحدرت الثورة من ثورة سلمية إلى أزمة سياسة بين السلطة والمعارضة , ثم إلى عنف متبادل فإنقلاب عسكري وأخيراً إلى صراع مسلح وهذه (ثالثة الأثافي) بالنسبة لشعب مدجج بالسلاح أصلاً " بما يقارب 80 مليون قطعة سلاح", شعب مزقته الحروب والثأرات ولم يعد بوسعه ولا يرغب في دخول حرب جديدة.. كما أسقطت القاعدة محافظة أبين جنوب اليمن مسقطة بذلك ورقة الدعم الخارجي للثورة , وبدأ الخارج منشغلاً بالحرب على الإرهاب ودعم جهود مكافحته,, وما زاد الطين بلة " إعلان المعارضة والجيش المؤيد للثورة أن لا قاعدة موجودة في اليمن وأنها من صنع السلطة ونسيج خيالها" فإذا بالحرب تشتد ويتم دحر القاعدة وكانت التضحيات جسيمة فعادوا مرة أخرى للتهنئة والتصريح بأنهم من هزم القاعدة.. وكان هذا التناقض مشكلة في حد ذاته داخلياً وخارجياً.. غير أن الطامة الكبرى كانت في محاولة إغتيال الرئيس وقيادات الدولة أثناء الصلاة في أول جمعة من رجب و الإحتفال بذلك بشكل فج من قبل الشباب في الساحات , وتلويح قادة القبيـلة بضلوعهـم في هذا الأمـر الذي قلب الكثير من المـوازيـن في غير ما تشتهي سفن الثورة, حيث خلق ذلك تعاطفاً كبير مع رأس النظام تحول إلى إعجاب بسبب رفض الرئيس الرد ودعى إلى ضبط النفس, وبالتالي حسب له تجنيب البلد ويلات الحرب وإن كانت مبررة بالنسبة له.

ضوء في آخر النفق

جاءت المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية ليعلق عليها العديد من اليمنيين آمالاً كبيرة للخروج من هذه الأزمة التي طال أمدها غير أن إنعدام الثقة هو السائد من قبل جميع الأطراف التي سارعت إلى تفسيرها كل حسب ما يريد وليس بحسب ما وضعت من أجله.. وبصدور قرار مجلس الأمن رقم (2014) نهاية أكتوبر الماضي وقبله تقرير مجلس حقوق الإنسان وإدانته لإستخدام العنف من قبل جميع الأطراف وحث الأول على ضرورة تطبيق ما جاء في المبادرة الخليجية لتسهيل إنتقال سلمي وآمن للسلطة من خلال تسليمها إلى نائب الرئيس والذي بدوره سيكلف المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إزالة التوتر الحاصل وتسهيل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. كما جاء الرد الأمريكي بهذا الصدد واضحا على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية معلنة إدانة إستخدام العنف من جميع الأطراف ودعم الجهود السلمية والرامية إلى الإنتقال باليمن إلى طريق الديمقراطية والأمن والإستقرار والوحدة ونقل السلطة سلمياً في إطار المبادرة الخليجية..


بقلم :- جمال شيبان
كاتب و باحث إعلامي

ليست هناك تعليقات: