الأربعاء، 16 يوليو 2014

طلب تدخل لحماية اللاجئين الصحراويين فوق التراب الجزائري

طلب تدخل لحماية اللاجئين الصحراويين فوق التراب الجزائري

مصطفى سلمة سيدي مولود
منذ أشهر يعتصم مجموعة من الشباب الصحراويين أم مكاتب المفوضية السامية لغوث اللاجئين في "الرابوني" العاصمة الادارية لمخيمات اللاجئين الصحراويين فوق التراب الجزائري، مطالبين بحقهم المشروع في تسوية وضعهم القانوني كلاجئين. و هو مطلب ينتظر تلبيته عموم سكان المخيمات الصحراوية الذين يوصفون منذ قرابة أربعة عقود باللاجئين دون أن يحصلوا على وثائق تثبت لهم هذه الصفة.

مطالبة اللاجئين الصحراويين بالاعتراف لهم بصفة لاجئ ليس ترفا كما قد يعتقد البعض و تسوق جبهة البوليساريو و السلطات الجزائرية. فالاعتراف بوضع اللجوء معناه منح بطاقة لاجئ التي تعد بمثابة بطاقة إقامة في بلد اللجوء، و بموجبها تصبح اقامة اللاجئ قانونية و يسري عليه قانون الاجانب المقيمين بصفة قانونية داخل بلد أجنبي، بالاضافة الى الحقوق التي تمنحها الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين لسنة 1951. و حرمان اللاجئين الصحراويين من هذه الوثيقة يحرمهم من الحق في العمل و التنقل بكل حرية داخل التراب الجزائري و خارجه، و من الحق في التكسب و التملك. و بالتالي تصبح كل حقوق اللاجئ منحة و هبة من السلطات الادارية لجبهة البوليساريو التي خولتها الجزائرسلطة ادارة المخيمات و أقرتها مفوضية غوث اللاجئين على ذلك ما دام هناك حد أدنى من الخدمة يصل الى عموم اللاجئين.
من هؤلاء الشاب أمربيه محمد محمود (ادة ) الذي خرج عن صمته و أدان ما يتعرض له عموم الصحراويين فوق التراب الجزائري في شريط مصورتناقلته وسائل الاعلام، بعد أن تدخلت أجهزة أمن جبهة البوليساريو في منتصف شهر رمضان و في عز صيف المخيمات الحار، و على مرأى و مسمع من موظفي مفوضية غوث اللاجئين و صادرت معدات اعتصام المجموعة المعتصمة منذ أشهر أمام مكاتب المفوضية، مطالبين بحقهم في تسوية وضعهم القانوني. و بعد احتجاج المعتصمين لدى مسؤولي المفوضية، احالوهم الى السلطات الامنية لجبهة البوليساريو التي فرضت عليهم شروطا تعجيزية للسماح لهم بالاستمرار في اعتصامهم، و هي أنه يسمح لهم فقط بالاعتصام في ساعات الحر الشديد و دون خيم، و يمنع عليهم الاعتصام بعد الساعة الرابعة مساء.

الشريط المصور اعاد فيه الشاب أمربيه المطالب التي من أجلها يعتصم هو و رفاقه منذ أشهر، و هي مطالب بحقوق ادارية و اجتماعية و اقتصادية مشروعة لكل إنسان. و لأن المكان حيث يعيش "أمربيه" و عموم اللاجئين الصحراويين لا تحترم فيه حقوق الانسان و لا توجد فيه صحافة مستقلة و غير خاضع لرقابة المنظمات الدولية كما هو شأن عموم التراب الجزائري. و بحكم معرفتنا بما قد يتعرض له الشاب "أمربيه" من مخاطر بعد خروج قضيته للعلن، و هو وضع قد عايشناه منذ اربعة سنوات بعدما تعرضنا للاعتقال و النفي و الابعاد عن ابنائنا و اهلنا بعدما صرحنا لوسائل الاعلام برأي هو حق لنا. و بعد اتصال اجريناه هذه الليلة مع الشاب أمربيه من داخل المخيمات، أعلمنا فيه بأن أجهزة البوليساريو الامنية تبحث عنه قصد اعتقاله، فإننا:
  • نحذر جبهة البوليساريو من محاولة المساس من الشباب أمربيه أدة، و نحمل السلطات الجزائرية المسئولية الكاملة عن سلامته البدنية.
  • نحمل المفوضية السامية لغوث اللاجئين المسئولية التامة عن حماية الشاب أمربيه و جميع المعتصمين أمام مقرها في الرابوني، فالشبان المعتصمون أمام مقرهم بالرابوني، لم يرتكبوا أي جرم، و ما تواجدهم السلمي منذ اشهر أمام مكاتب المفوضية رغم اللامبالات التي ووجهت بها مطالبهم و الظروف الصعبة التي يعتصمون فيها، الا دليل على احترامهم للقوانين التي لم تنصفهم بعد.
  • نطالب من جميع الصحراويين كما طالب الشاب أمربيه في شريطه المصور الوقوف مع الشباب المعتصمين أمام مكاتب مفوضية غوث اللاجئين بالرابوني، و دعم مطالبهم المشروعة التي هي مطالب كل اللاجئين الصحراويين فوق التراب الجزائري.
  • نهيب بوسائل الاعلام و بالمنظمات الحقوقية الدولية الوقوف الى جانب المطالب المشروعة للاجئين الصحراويين، و الانتصار لصرخة الشاب أمربيه أدة الذي كسر حاجز الخوف و جاهر بما يحس به من معانات، فالصمت في هذا الموقف هو صك على بياض لقيادة جبهة البوليساريو و تشريع لها للاستمرار في انتهاك حقوق الصحراويين فوق التراب الجزائري.

نواكشوط في 15 يوليوز 2014

ليست هناك تعليقات: