الثلاثاء، 22 يوليو 2014

و انقلبت موازين الصراع - الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة

و انقلبت موازين الصراع 
د.عبد الجواد مصطفى عكاشة

تسارعت الأحداث بشكل دراماتيكي مع نهاية الليلة الماضية بعد إعلان كتائب القسام عن أسرها لجندي صهيوني و الاتيان بالدليل الكامل على هذه العملية من اسم الجندي و رقمه العسكري . فسكان قطاع غزة الذي كانوا يلملمون جراحهم مع أشلاء شهدائهم تعالوا و تساموا فوق الجراح فخرجت غزة عن بكرة أبيها من شمالها لجنوبها تحتفل بهذا الإعلان كرد فعل أولى على العملية . الأخبار الواردة من المعتقلات تقول بأن الفرحة عمت الأسرى في سجون الاحتلال و علت فيها التكبيرات .

 هذه الفرحة ليست مستغربة عن أهل غزة فالجميع يعلم أن عنجهية الاحتلال تجعله يرفض الافراج عن الاسرى بطريقة سلمية فكل عمليات الافراج الكبرى كانت تتم عن طريق تبادل للاسرى بأسرى صهاينة . غزة رغم خسائرها البشرية أولا من المدنيين الذين ارتقوا للعلى شهداء و رغم الدمار استطاعت الحفاظ على صمودها و احتضانها للمقاومة بعكس رغبة الاحتلال يزداد قوة مع سقوط أي شهيد لا رغبة منهم في الموت بل رغبة في الحياة الكريمة و العيش الحر فقد وضع الاحتلال غزة بعدوانه البربري بين خيارين لا ثالث لهما الشهادة بما فيها منخير عن رب العزة أو العيش بحرية و كرامة و اختارت غزة الطريقين فكان الخروج العفوي للأهالي الليلة احتفالا بأسر هذا الجندي الصهيوني و الكل يعلم ان الاحتلال قد يهاجمهم في كل لحظة بطيرانه ترسانته انتقاما منهم و كي يقتل هذه الفرحة في قلوبهم .
كان الشعور الطاغي بالفرحة يشير إلى أن أهل غزة يريدة حرية و كرامة و من هنا كان رفضهم لمبادرات التهدئة التي تنص على تهدئة مقابل تهدئة و قد قرأت فصائل المقاومة ردةالفعل هذه تجاه المبادرات المطروحة فرفضت أيضا مبادرات التهدئة مقابل تهدئة و العودة لاتفاية التهدئة عام 2012 , هذا الرفض الذي جوبه دوليا و بدأ العالم يحمل المقاومة المسؤولية عن سقوط الضحايا من الأبرياء , لكن الليلة تغيرت المعادلة و اتفاقية عام 2012 تم احراقها و فالليلة سيتحرك العالم , الذي لم يتحرك من أجل إنقاذ غزة , سيتحرك الليلة من أجل إنقاذ الجندي الصهيوني الذي تم أسره . سيحاول الاحتلال بكل تأكيد أن يزيد من ضغطه على غزة و سيعمل على معاقبة الجميع من الطفل حتى الشيخ المسن و المرأة و قد عملها فعلا الليلة الماضية و ليلة أول أمس في حي الشجاعية في غزة , لكني أقول ان غزة لن تسقط و لن ترفع الراية البيضاء .
و ستزداد اليوم مطالبنا و لن يتم الافراج عن هذا الاسير إلا برؤية الآلاف من أبنائنا الأسرى الذي أمضوا زهرة شبابهم في المعتقلات الصهيونية للنور .
اليوم تغيرت معادلة التفاوض و المفاوضات لندخل مرحلة عض الأصابع و في نهايتها سيرضخ الاحتلال للمطالب الفلسطينية المشروعة لأن موازين الصراع قد انقلبت و يبقى المطلوب من حركة حماس و باقي الفصائل التأكيد على الوحدة الوطنية التي تجسدت بين رجال المقاومة في الميدان و تجسيدها اليوم على أعلى المستويات و مطلوب من فتح و حماس تغيير خطابهما الإعلامي أيضا بعيدا عن سياسة التخوين و اقصاء الآخر كي تستمر في الشارع الفلسطيني نشوته و فرحته خاصة و نحن نعلم ان أول أهداف العدوان الغادر على غزة هو افشال المصالحة الفلسطينية و انهاء الاتفاق الموقع بين الطرفين في الشاطئ .

عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة

عاش نضال شعبنا شعبنا الفلسطيني و صموده
عاشت وحدتنا الفلسطينية رغم أنف الحاقدين

ليست هناك تعليقات: