الأحد، 17 أغسطس 2014

سلِّم على الجرحِ - شعر مصطفى مطر

 سلِّم على الجرحِ
 الشاعر مصطفى مطر
سلِّم على الجرحِ 
واحمل ردّةَ الفرحِ
وقُل لكنعانَ يُخفي حرقةَ القُرحِ
على حصانِكَ ذا التّاريخُ مضطربٌ
يلوّنُ الحزنَ في كفَّيكِ من قُزحِ
رصاصةُ الليلِ تعوي
في مفاصلِنا 
ونخوةُ الوقتِ 
في الأقطارِ لم تصِحِ !
يخربشون على سبّورةٍ نُزعت 
من جرحِ ثكلى 
استشفّوا خيرَ مصطلحِ ..
هنا صحونا وما الميلادُ غير دمٍ
يتلو أجِندةَ تاريخٍ من التّرحِ 
عنقاءُ غزةَ 
والأيّامُ عابثةٌ
بحلمِ صبحٍ لماذا الليلُ لم يبُحِ ؟
يا كذبةَ الفجرِ 
طال الاشتياقُ وفي 
أنينِ أمسٍ صدىً 
يُصغي لمقترحي !
ودندني الغيمَ موسيقى
توحّدُنا 
كأنّنا قبلُ لم نحفلْ بذا المَرحِ ..
ولادةُ الحبِّ لا يطغى بها ألمٌ
بصبرِنا الدّهرَ واللهِ العظيمِ 
مُحِي .. 
بملتقى الأهلِ .. 
بالطّرقاتِ مُزهرةً 
وفرحةُ النّصرِ 
مثلَ التّوتِ في القدَحِ
هنا نمى الحلمُ ؛ طفلًا عشتُ أحضِنُهُ 
من الشّمالِ أتى 
ركضًا إلى رفحِ 
يسيرُ في الدّربِ ؛ والنارنجُ يصحبُهُ 
هذا دمُ القلبِ
فاسألْ حُمرةَ البَلحِ
يا بيتَ كنعانَ 
أنتِ اليومَ ملءُ دمي 
طوعًا أتيتُكِ 
قالت مهجتي اقترحي !
روحي ؛ ضلوعي ؛ ذرى الأحلامِ
يا ولدي .. 
خلّصْ أخاكَ فقد ضجّت
يدُ الشّبحِ
واقطِفْ لهُ البدرَ 
حتى يستدلَّ بهِ 
دربَ النّجاةِ 
بهذا العالمِ الوقحِ
روحُ العروبةِ 
مأوىً للقلوبِ وفي 
توحُّدِ القومِ تعلو 
نبرةُ الفرحِ
---
مصطفى مطر .

ليست هناك تعليقات: