الاثنين، 1 سبتمبر 2014

ثلاثة أيام على معبر رفح - منادمة الجحيم -1- بقلم ‎عبد الجواد مصطفى

ثلاثة أيام على معبر رفح - منادمة الجحيم -1-
‎عبد الجواد مصطفى 
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله .
هذا حديث السفر الوارد عن الرسول صلى الله عليه و سلم و وصفه له بقطعة من العذاب و لكن على معبر رفح أصبح السفر هو العذاب عينه .
سمعت قبل التجربة الكثير عن معاناة الاهل في غزة المترتبة عن معاناتهم أثناء سفرهم أو محاولاتهم الخروج من غزة من اجل السفر .

قصص كثيرة سمعتها و قد صدقت البعض سابقا و شككت بالاخرى حتى عشت التحربة نفسها و عشت العذاب و ليس قطعة من العذاب .

ثلاثة أيام تبدأ من الخامسة فجراً حتى الرابعة مساءً .

كانت قد وصلتني دعوة رسمية من مؤسسة لها كيانها و احترامها من أجل المشاركة في مهرجان تقيمه و تشرف عليه و قد شكرت المؤسسة على هذا الدعوة و سارعت لتلبيتها لأفاجأ و أعيش اسوء تجربة سفر عشتها في حياتي

ففي اليوم الاول انطلقت من الساعة الخامسة و بعد صلاة الفجر مباشرة لأكون على معبر رفح الساعة السادسة أو السادسة و النصف و معي كتاب من الوزارة للادارة المعبر و لكن لنها اول مرة لي في السفر عبر معبر رفح توجهت حيث يتوجه الناس و كان هناك نوعا من الازدحام حتى وصلني الدور فنظر الموظف و بعد ان راى الوثائق , نظر إلي و قال انت لا تحتاج للتواجد هنا عليك التوجه إلى البوابة الرئيسية بكتاب الوزارة هذا الذي معك و تم الامر و سالت فقالوا لم تصلنا بعد كشوفات المسافرين فاتصلت بالاخوة في مصر و الذين اكدوا ان السماء موجودة على المعبر و انه يجب علي الانتظار و لكن الانتظار طال فعدت أتصل مرة أخرى بمصر و بعدد ممن الاصدقاء هناك و الجميع قال باني سادخل اليوم و علي الانتظار و انتظرت حتى خرج باص من الداخل و قام بانزال بعض المسافرين لأفاجا بأن هؤلاء الركاب تم ارجاعهم لان وقت العمل في المعبر من الجانب المصري قد انتهى فقلت في نفسي لا أمل الان و يجب العودة إلى البيت و كان الارهاق قد اتى على كل خلية في جسدي و ما ان وصلت البيت بعد ساعة و نصف حتى ألقيت بنفسي على الفراش لاستيقظ صبيحة اليوم الثاني و البدء في إعداد الاعدادات و التجهيز لمسيرة يوم آخر في رحلة العذاب لتبدأ اليوم في تمام الرابعة و الاربعين دقييجب ان أصل مبكرا و وصلت المعبر في تمام الساعة السادسة وقلت لن أنتظر التنسيق هذه المرة خاصة و ان هناك كان يقال عن وقف التنسيقات منذ يومين و لمن لا يعرف معنى التنسيق ( فالتنسيق هو محاولة اجراء تسهيلات و ضمان سفر المواطنين و لكن ليس كل المواطنين انما من يستطيع التواصل مع الجانب المصري من المعبر فيوضع اسمه عن جهاز الامن المصري على المعبر و الموافقة عليه فيتم دخوله المعبر بمنتهى السهولة و هذا يتم لكبار الشخصيات و الوفود الرسمية مثلا و لكني فوجئت به يتم أيضا لمن يدفع و الدفع بالدولار و حسب رتبة المظف المسؤول , اقل مبلغ هو ستمائة دولار أمريكي و قد رأيت صور الحوالات المالية بعيني ) و هكذا لم انتظر التنسيق و ذهبت كمواطن عادي للتسجيل و فثي تمام الساعة الثامنة كنت قد سجلت و انطلقت بنا السيارة تجاه الصالة الفلسطينية على الجانب الفلسطيني من المعبر و كانت هذه أول مرة أدخلها و لتبدا مرحلة انتظار جديدة و سالت عن السبب فكان الحديث يدور عن تحكم الجانب المصري في عدد و نوع الحالات المسوح لها بدخول مصر و بعد ان ادينا صلاة الجمعة بساة و ختم الجوازات على الجانب الفلسطيني ركبنا الحافلة باتجاه الجانب المصري ليطلب منا الانتظار على بوابة المعبر و لكن من الجانب المصري ليخرج بعد ساعة احد الضباط المصريين و يقول بان الحافة يجب ان تعود الان بركابها إلى غزة فالوقت قد انتهى و لا عمل الآن على المعبر و تبدا رحلة الاحباط و رحلة القرف و تبدا رحلة العودة إلى البيت من جديد و التحضير ليوم آخر

يتبع...




ليست هناك تعليقات: