الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

الاديبة - خولة الراشد في قراءة معمقة ورائعة وتحليل للنص (حيره ) - للأديب م. زياد صيدم

الاديبة - خولة الراشد في قراءة معمقة ورائعة وتحليل للنص (حيره )
الأديب م. زياد صيدم

حيره : في مسرب ما بين قلبه وفكره في باطن نهره يتدفق شلال حب عنيف وتتلألأ له فكرة ليشتعل قلبه لهيبا فتسير مركبه دون أن يتحكم بها فينجرف قلبه إلى عقله وكأنه يسبح في قناة متعرجة تغمره فرحا نزولا وهبوطا حتى يلمح ضوء يتسلل إليه كأن يضيء جزء من طريقه المحير ليعبر مرورا من مضيق أو قناة النهر...

 لقد فجرت حبة الرمان هذه شلالات الحنين التي لم يستطع التعبير عنها إلا بدموع الفرحة بل عكست عمق السير لتسير في مسامات جسمه الداخلية الفكرية والمعنوية المؤقته وأقصد شدة جريانه المنجرف كرجل وكاتب متمرد متحمس لم يستطع أن يمنع نفسه من اللجوء لبنات أفكاره وقلبه"وبنات أفكاره المعروف عنها عند الأدباء خياله وحبل أفكاره – أما حبة الرمان عند أهل الأدب :الفكرة الذاكرة التي يلجأ إليها ويستعين بها في كل قصة لتلمع سطوره كتجربة لها طعم لذيذ وهي نقطة الوصول كطعم الرمان. ولونها شفاف كدمعة أو شلال ماء عذب فإن كانت حلوة فهي أحاسيس مثيرة لها طعم لذيذ وإن كانت مشاعر الخوف فهي الدهشة والصمت والحيرة وكلما كبرت حبة الرمان كلما حزن على مشاركته في شي يملكه ولم يستطع الدفاع عنه أو حمايته ... بينما قلبه المجروح يبني جدار وملجأ متجمد ..وهنا الكاتب يبني جرح السنين حتى يتجمد كجدار صلب تجمد من الثلج ..جريانه كالنهر يتوقف عند ملجأ حتى يتصلب كجدار بعد جرح نازف ، قفلة جميلة " كلها حيرة" والحيرة فيها هو السائل والصلب أو الجرح والجدار المتصلب لقد أدمته السنين حتى تصلب " وبهذا نجد أن الكاتب كعادته يلجأ للفرح والحزن في قصصه وأحاسيسه وذلك ليجعلنا نتابع مسلسل دموع الفرح و جرح السنين ، وهذا إبداع أن تجمع شيء بشيئن والحيرة كيف يفرح ويجري كشلال ثم يحزن في آن واحد كما يقال تعددت الأسباب والموت واحد ، والحيرة حقق عملية التوازن والانسجام بين مدلولاته الرمزية من جهة وبين موضعه التكويني في العمل الفني، وقد يتحول احيانا الى ايقاع في اتجاة شفاف اللون، وعلى العموم فان القاعدة هنا غير ثابتة في التوزيع اللوني والشكلي لاغراض الموازنة والانسجام والحركة نعم الكاتب لا يستطيع السيطرة على نفسه في فرحه ولا حزنه تحقق عملية الثقل الذي يوائم الهدف الرمزي للعمل والقفلة المميزة ... كما ان الالوان الداكنة التي تميل الى اللون الشفاف يمنح العمل سلاسة وعمق يرتكز بها على المثلث الهرمي للومضة أي العبارات الثلاث مما يمنحها صفة شامخة وهيبة شكل الزقورة او الشبح الجبلي ،ولذلك فالتطابق بين التوزيع اللوني ومنظومة البناء التكويني للقصة تحتاج الى سيطرة حاكمة عندما يمضي القاص يمنح عمله هوية هادفة تنطبق مع مدلولاتها الفكريةعموما هي بناءات تكوينية لا نزعم انها محسوبة بذات الدلالة التي اشرت إليها ،ولذلك فالفن بهذا الاسلوب تحديدا يخضع لمفاهيم وتفسيريات مختلفة الى ادراك تذوقي اكثر مما هو عليه ادراك معرفي – مشهدي- سينمائي متحرك يختصره الكاتب بسطر يحير به القارئ وخاصة مع اللوحة التشكيلية ..!

ليست هناك تعليقات: