الخميس، 12 فبراير 2015

محمد السيد حمادة - يحاور السيد فالح الفياض مستشار الأمن الوطنى العراقى

فالح الفياض مستشار الأمن الوطنى العراقى لـ" الأهرام": سنهزم "داعش"..ومصر قادرة على توحيد العرب لدعم العراق

 محمد السيد حمادة
فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ أمتنا يمر عالمنا العربى بأخطار عديدة تهدد أقطاره، وتنذر بتفتيت دوله ، حيث تدور بين ربوعه، وعلى أراضيه، العديد من الصراعات العرقية والطائفية والسياسية ،مدعومة بتدخلات خارجية يسعى كل طرف من أطرافها إلى تحقيق مصالحه وأهدافه على حساب أمن وأمان الدول العربية ومواطنيها.
فالح الفياض مستشار الأمن الوطنى العراقى
وفى مقدمة البلاد العربية التى تموج على أرضها الصراعات بشتى أنواعها العراق الشقيق ،الذى يعج بالصراعات والتفجيرات التى تحصد الأخضر واليابس ،ناهيك عن أرواح الأبرياء، بشكل يومى ؛ هذه الصراعات تهدد وحدته وتأكل اقتصاده،ولا يزال عدد من أبنائه المخلصين يسعون لرأب الصدع، وإخماد نار الفتنة بين أبنائه، للحفاظ على وحدة العراق وسلامة أبنائه على اختلاف أعراقهم وانتماءاتهم.التقينا فالح الفياض، مستشار الأمن الوطنى العراقى، الذى تبوأ عدة مناصب قيادية بالدولة العراقية ، ووجهنا إليه العديد من الأسئلة حول الملفات السياسية وأخرى متعلقة بالعلاقات العراقية -العربية ودول الجوار الأخرى.و يرى الفياض أن أهم الأخطار والتحديات التى تواجه الأمن القومى العراقى، هى هشاشة بنية الدولة العراقية وإن كانت فى طريقها إلى بناء نظام ديمقراطى لكنها تعانى ضعفا تشريعيا وإداريا ورقابيا ، فضلا عن المشكلة الطائفية والعلاقات بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان وبعض المواد الدستورية الفضفاضة، بالإضافة إلى التدخل الخارجى بمختلف أشكاله ومصادره، حيث يضر هذا التدخل ضررا بالغا بالأمن القومى العراقى، وكذلك مشكلة المياه والتصحر وأثرها على الأمن القومى والمتوقع تصاعدها مستقبلا ، بحيث تكون عاملا لعدم استقرار العراق والمنطقة... حول هذه المشكلات وغيرها كان الحوار التالى :..

ما حقيقة الوضع الأمنى فى العراق الآن ؟
الوضع فى العراق بدأ يتحسن، فعلى الصعيد السياسى تم تشكيل الحكومة بتمثيل واسع، وهناك توافق وانسجام تام بين السلطات والبرلمان والحكومة، والدرس الذى أخذه العراقيون جميعا من انتكاسة الموصل هو ضرورة العمل معا من أجل بناء دولة يشترك فيها الجميع، ومحاربة الإرهاب، فالآن نقود حربا شرسة وانتصارات متلاحقة بدأت من محيط بغداد إلى جرفة الصخر، و سمراء وديالى وبيجى، وفى طريقنا لتحرير باقى محافظة صلاح الدين فى الأيام المقبلة والتوجه نحو الموصل وإخراج تنظيم داعش الأرهابى من باقى الاراضى، فنحن قادرون على استعادة جميع أراضينا.

هل هناك انقسام بين المكون السنى والشيعى والكردى أم الكل على قلب رجل واحد لمصلحة العراق؟
الوقت الآن يعتبر مثاليا بالنسبة للتوافق والانسجام ،حيث شكلت الحكومة الجديدة من قبل إجماع المكونات الأساسية للشعب العراقى، وهناك توافق على شخصية رئيس الوزراء حيدر العبادى، والحكومة ملتزمة ببرنامجها، بالإضافة إلى إحساس الجميع بالخطر المشترك الذى جعلهم يتحدون فى المواقف.

هل هناك تنسيق بين إقليم كردستان والحكومة المركزية فى مواجهة داعش ؟
التنسيق تزايد بعد هجوم تنظيم داعش الإرهابى على أربيل، وبدأ الاحساس مشتركا بأن الخطر والمصير واحد ، حيث وقفت الحكومة المركزية مع الإقليم من خلال تقديم الدعم الكامل بالمال والسلاح ومساعدة قوات البشمركة بمشاركة قوات الجيش وتحرير الكثير من المناطق مثل سد الموصل والسعدية.

هناك بعض الاتهامات لقوات الحشد الشعبى مثل القتل العشوائى والسلب والنهب فى المناطق السنية تحت سمع وبصر الحكومة ؟

هذا غير صحيح لأن المناطق التى دخلتها قوات الحشد الشعبى معظمها خالية من السكان، إلا أنه يمكن أن تحدث بعض الأحداث الفردية، ويحاول داعش الترويج لمثل هذه الأمور، وقد استخدم السكان كدروع بشرية. والحل أن يعود المواطنون إلى مناطقهم مرة أخرى ويكونوا مع قوات الحشد الشعبى، وهناك ضوابط لعمل هذه القوات،وهناك بعض المشكلات بين قوات العشائر أنفسهم، فبعد التحرير يبدأ الانتقام، ونحن نقوم بمحاولة المصالحة بينهم.

ما حقيقة أن داعش يمتلك أسلحة كيماوية .. واستخدمها فى الأنبار ؟
إذا كان يمتلكها فهو لن يتردد فى استخدامها، ولكن هو لديه غاز الكلور الذى تم خلطه ببعض المتفجرات واستخدم فى محافظة الأنبار مما تسبب فى حالات تسمم لدى البعض.

ماذا ينتظر العراق من مصر ؟
مصر دولة مهمة ومحورية فى العالمين العربى والإسلامى وبقاء مصر ثابتة وصامدة يعطى دفعة معنوية للعراق، فهى قادرة على لم الشمل وتحقيق موقف عربى موحد لدعم العراق، لأننا فى معركة مشتركة مع نفس العدو، وبنفس الأدوات مثل التفجير والقتل، ويجب العمل المشترك لمواجهة هذا الإرهاب، وذلك من خلال التنسيق والتعاون الأمنى والاقتصادى والعسكرى، وزيارة الوفد العراقى الأخيرة جاءت لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

فى رأيك.. هل ضربات التحالف الدولى أتت ثمارها ..وهل يمكن للجيش العراقى التغلب على تنظيم داعش الإرهابى بمفرده على الأرض ؟
نعم ضربات التحالف الدولى لها تأثير فى إضعاف قدرات التنظيم، ولكن الطيران لا يحسم المعركة، فيجب تقديم الدعم الكامل للقوات العراقية لأنها تقاتل بمفردها على الأرض فى ديالى وصلاح الدين وبابل.

الرأى العام يتابع قضية النائب السنى أحمد علوانى.. فمتى يتم الإفراج عنه ..خاصة أن هناك من يرى أن تهمته سياسية ؟
الحكومة الحالية سعت فى طريق التهدئة الداخلية، وملف علوانى بيد القضاء، والحكومة خارج التأثير ،حيث حكم عليه بالإعدام، وتم تمييز هذا الحكم لأنه ارتكب مخالفات، وعشيرة البوعلوان لها مواقف فى صد عدوان داعش الآن فى محافظة الأنبار.

فرض حظر التجوال فى بغداد استمر لأكثر من ١٠ سنوات و لم يمنع العمليات الإرهابية .. فهل هناك نية لإلغائه وتغيير السياسة الأمنية ؟
الحقيقة أن حظر التجوال ينسجم مع المستلزمات الأمنية، فهو يطبق فى وقت متأخر من الليل حتى الساعات الأولى من الصباح، لكى تستطيع القوات الأمنية التقاط أنفاسها وانتشارها، ونهدف من فرض حظر التجوال المحافظة على أرواح المواطنين، ونعلم أن هناك الكثير من المناطق ذات الكثافة السكانية تعانى مثل الكاظمية والكرادة، ونحن بصدد دراسة أمنية جديدة لإعادة انتشار القوات داخل هذه المناطق.

ليست هناك تعليقات: