الخميس، 2 يوليو 2015

سرية في الانتفاضة الفلسطينية - د. رياض عواد

سرية في الانتفاضة الفلسطينية - د.رياض عواد
ماتت امي 
المرحومة المجاهدة سرية الانسانة  و القضية 

اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الاولى في سبتمبر ١٩٨٧ وهبت جماهير الشعب الفلسطيني بشيبه وشبابه ، برجاله ونسائه، بكباره واطفاله،
المظاهرات تندلع من الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل بقيادة الشباب الذين يتقدمون الصفوف يواجهون جنود الاحتلال بصدورهم العارية غير آبهين من تهديداته بمكبرات الصوت وقنابل غازاته السامة وطلقات رصاصه المجلفن والمغطى بالمطاط،
تتقدم النساء والفتيات ويصرخن في وجه الجنود ويعرقلن محاولة اقتحامهم للمخيم ومطاردة الشباب،

يحاولن بكل قوتهن ان يمنعن اعتقال الشباب ويدخلن في معارك مع الجنود، يتعرضن فيها الى ضربات بالهراوات على مفاصل اليدين وضربات متفرقة على الجسم والظهر والساقين،
يصرخن في وجه الجنود، هذا ابني ... هذه بنتي!!! ماذا تريد من ابني.....ماذا تريد من بنتي؟ حرام عليكم! انتم لا تخافون الله!
مفاصل يدي سرية تورمت وانتفخت مرة تلو الاخرى وهي تتصدى لحماية احد شباب المخيم من ضربات هروات جنود الاحتلال،
شج رأسها بضربة من الهراوة وكسر سنها وهي تلاحق الجنود وهم يجرجرون ابنها ويضربونه بالهروات على رأسه،
يهرب احد الشباب من مطاردة سيارة الجيب الاسرائيلية ويدخل في اول بيت يقابله،
تقابله سريه وتدخله في الغرفة ، تخفيه بين اولادها وبناتها
تلقي قوات الاحتلال القبض على احد الشباب وتسحبه من ملابسه وتجرجره على الارض، فتلحق به سرية ونسوة الحارة وفتياتها، يرمين الجنود بالحجارة والشباشب ويخلصن بايديهن الضعيفة الشاب من بين ايدي الجنود او من داخل سيارة الجيب الاسرائيلية غير آبهات لصراخ الجنود وهرواتهم التي تصيب فيهن كل مكان ضعيف،
تقتحم قوات الاحتلال ومخابراته البيوت ليلا لتلقي القبض على احد الشباب، فيهرب الشاب من بيت الى بيت، فتتلقاه النسوة ويخفينه بين ابنائهن وبناتهن النائمين!
تعتدي قوات الجيش الاسرائيلي على كل من في البيت وتعيث فسادا في محتوياته واثاثه، تمزق الاوراق وتنفش الملابس في الدواليب وتسكب الزيت على الدقيق وتخلط المواد الغذائية ببعضها البعض بحجة تفتيشها،
يصاب احد الابناء بطلقات مطاطية فيحمله الشباب على اكتافهم وتحميه النسوة بالالتفاف عليه لمنع الجنود الاسرائيلين من القبض عليه،
يرقد الشاب، الجريح او المكسورة احد اطرافه بهراوات الجيش او برصاصه المجلفن، يرقد في المستشفى، فلا تفارقه الامهات، يواصلن الليل مع النهار في رعايته وحمايته،
الامهات القرويات يخبزن الخبز ويطهين الطعام ويهربن صناديق الخضروات لاهالي المخيم عندما تفرض عليه قوات الاحتلال منع التجوال لايام طويلة،
هذا حال سرية وبقية النساء والامهات الجميلات والفتيات الرائعات في الانتفاضة الفلسطينية المجيدة ، نعم لقد كن حارسات للنار الفلسطينية المقدسة،
لقد كان لهروات الجيش الاسرائيلي نصيبها في تفتيت عظام سرية وزيادة آلام مفاصلها ووجع عضلات اكتافها،
إني أتهم ..... أتهم هروات الجيش الاسرائيلي بالمساهمة في قتل سرية!
تحية للام الفلسطينة ،
ورحمة الله على أمي سرية و كل الامهات الفلسطينيات الجميلات.
د.رياض عواد

ليست هناك تعليقات: