الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

ذكرى اعلان الاستقلال ١٥/١١ - د. رياض عبدالكريم عواد

ذكرى اعلان الاستقلال ١٥/١١
د. رياض عبدالكريم عواد
في ظل الانتفاضة المجيدة وشعارها الخالد بالحرية والاستقلال وبعد سنوات من مجابهة محاولة النظام السوري ضرب وحدانية تمثيل م ت ف واستقلاليتها من خلال الانشقاق الذي احدثته داخل حركة فتح مستخدمة "بنادق جاهزة للايجار" 
والموقف غير الحسام للعديد من فصائل العمل الوطني من تلك المحاولة للنظام السوري لاسباب جيوسياسية او ضعف في فهمها النظري والسياسي لاهمية الاستقلال الوطني والاوهام التي عشعشت في الرؤوس عن البعد القومي للقضية، ودور النظام السوري في ما يسمى محور المقاومة، ومحاولة توصيف ما حدث وكأنه مشكلة تنظيمية داخل حركة فتح، والتعامل مع اطرافها من منطلق "طرفي الانقسام" (التاريخ يعيد نفسه)
انعقد المجلس الوطني الفلسطيني التوحيدي في الجزائر وصدر عنه وثيقة الاستقلال تلاها على مسامع العالم ابو الفلسطنيين وقائدهم بكلمات جزلة مفعمة بالوطنية لشاعر الوطن والشعب محمود درويش
إن هذه الوثيقة تؤكد بوضوح تام وبدون ادنى لبس:
  • أن الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل باقل من الحرية الاستقلال 
  • وأن قيام دولة فلسطينية مستقلة هو الهدف المركزي لهذا النضال 
  • وان الشعب الفلسطيني هو شعب واحد موحد، لم يعد يقبل ان يكون جزءا من اي كيان اخر، او ان يبقى يحمل وثيقة للاجئين من هذه الدولة او تلك مدى الحياة 
و كان من نتائج هذه الوثيقة التي اججت الانتفاضة الفلسطينية ووضعتها في الاتجاه الصحيح: اعلان الملك حسين فك الارتباط مع الضفة الغربية تبني المجلس الوطني الفلسطيني لبرنامج سياسي يقبل قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس
وكانت مفاوضات مدريد ثم اسلو وما تحقق من خلالها من انشاء اول سلطة وطنية فلسطينية من خلال المفاوضات مع اسرائيل
وعودة م ت ف الى ارض الوطن وبداية بناء مؤسسات وكوادر هذه السلطة كخطوة هامة على قيام الدولة المستقلة
ان نكوص اسرائيل وتراجعها عن اتفاقية اسلو وحل الدولتين وشعور اليمين الصهيوني بخطورة اتفاقية اسلو على مخططاتهم التوسعية وعلى مستقبل دولة اسرائيل دفعهم للتضحية برئيس الوزراء الاسرائيلي رابين واغتياله بين مؤيديه بقرار سياسي لا لبس فيه
كما تمكن شارون من محاصرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واغتياله بالسم ليتخلص من قائد هذا النهج وموجهه ومؤسسه. ان نتنياهو وليبرمان يحاولان ان يكملان ما بدأه شارون من خلال وصف الرئيس ابو مازن بانه عدو السلام وانه يعمل على تقويض دولة اسرائيل.
ان الاخطار تحدق الان بالقضية الوطنية وبالرئيس الفلسطيني الذي يتعرض لخطورة التصفية ليس فقط السياسية بل والجسدية ايضا. ان هذا يتطلب من الشعب الفلسطيني وقواه السياسية الوقوف بحزم ضد محاولات قادة اليمين الصهيوني المتطرف وحماية الرئيس الفلسطيني ابو مازن.
ان عدم مقدرتنا على تنفيذ كل ما جاء في وثيقة الاستقلال لا يقلل من اهميتها السياسية والنظرية كأحد محددات للنضال الوطني الفلسطيني
ان قوة الاعداء الذين نجابههم وتعقد قضيتنا وضعف ادواتنا وتحملنا جزءا هاما من مسؤولية عدم تحقيق انجازات تليق بتضحيات شعبنا المناضل لا يقلل من اهمية ما حققته اول سلطة وطنية فلسطينية يعترف بها كل العالم والتي اصبحت قاب قوسين او ادني من تحقيق اهداف شعبنا الفلسطيني
ان هذا يتطلب من الشعب الفلسطيني الالتفاف حول قيادته الوطنية وحول م ت ف والرئيس الفلسطيني والبرنامج السياسي الواقعي الذي يتبناه كما يتطلب هذا من الفصائل ومختلف القوى السياسية الوقوف بحزم في وجه محاولات شق الصف الوطني وضرب القرار الفلسطيني المستقل
ان نجاح الرئيس ابو مازن في عقد المؤتمر السابع لحركة فتح وتجديد شرعيتها القيادية سيمكن الكل الفلسطيني من تعميق وحدتنا الوطنية وتجديد كل الشرعيات الوطنية في م ت ف والسلطة الوطنية

ليست هناك تعليقات: