الأحد، 19 فبراير 2017

غزة تحت المطر....بانوراما شتوية -د.رياض عبد الكريم عواد

غزة تحت المطر....بانوراما شتوية
د.رياض عبد الكريم عواد
اليوم صباح الجمعة، الدنيا بتكب من الرب......مطر في معسكر جباليا، بعد طول اشتياق مطر من فوق ومطر من تحت!!
المجاري غرقت والشبكة انفجرت مش متحملة والمجاري تهدر من البلاعات، تتحول الشوارع الى اودية وبرك، تجبر المارين ان يحاولوا، قدر المستطاع، الا يغوصوا في مياه المجارير

وقفت لي سيارة حديثة لتقطع بي الطريق، حاولت ان اعطي سائقها شيكل، رفض، هذه سيارة حكومية، يالطيف، هل الحكومة مغلباك، لم اجب الشاب نزلت بسرعة من السيارة عند الترنس بعد أن شكرت الشاب، الوضع صعب وأصحاب المحلات محتلين الرصيف، هذا تاجر فواكه يضع صندوقا كبيرا من الكيرفوت على الرصيف، يضطر المارون للغوص في اودية المياه وهذا يحتل الرصيف ويبني سورا امام بيته، تضطر ان تمشي فوق البلاعة والمياه تبكبك من داخلها
ملابسي والجرابين غرقت مش بس تبللت صلينا الجمعة بهذه الملابس المبللة من مياه المطر والمياه الاخرى، فهل صلاتنا ماشي حالها؟! بدها فتوى رغم اننا مشتاقين للمطر، الا اننا احيانا نرى في حبسه عنا رحمة من الله لنا، كان الله في عون اهل غزة!!!

خطب الشيخ عبد العزيز عودة في مسجد القسام في مشروع بيت لاهيا خطبة قصيرة، المسلمون يقرؤون دينهم قراءة مجتزءة، وصلى ايضا صلاة قصيرة، الناس سقعانة وزهقانة ومستعجلة ما أن انتهت الصلاة حتى انفجر صوت الباعة فجأة وبشكل جماعي من امام المسجد، دون ان ينتظروا صلاة السنة ولا صلاة الجنازة، راس الملفوف بشيكل، راس الزهرة بشيكل، معجون الاسنان ابو عشرة صار بخمسة، ثلاث لفات مش فاهم على البياع بعشرة، اقلام ، زراديات، بقدونس، سبانخ....خيرات كثير بس الشيكل عزيز، صلينا صلاة الجنازة، تلخبط علينا الامر في المقبرة، شاركنا في دفن ميت أخر، كله بأجره رجعنا الى بيت العزاء، القهوة السخنة والرز المبهر والتمور الصفراء، شيء يدفئ القلب، كله ايضا بأجره اثنان من الشباب تقابلوا صدفة في السيارة الى الشجاعية ، هل استلمت شهادتك من الكلية، كذلك أنا لم أستلمها، السبب معروف، عدم مقدرتهم على دفع رسوم استلام الشهادة، خريج بلا شهادة، ماذا نفعل بالشهادات، هذا السؤال يسأله كل خريجي جامعات ومعاهد وكليات غزة العتيدة والعديدة!!! وكذلك طلاب التوجيهي، وقد يسأله طلاب الاعدادي والابتدائي؟! دونم من الارض بمليون دينار، يالطيف، رفض صاحبه بيعه لأحد التجار ، يالطيف، تحول الدونم بقدرة قادر الى ارض لا تصلح للبيع، يالطيف، كيف حصل ذلك؟! في طريق العودة من غزة الى خانيونس، ركبت سيدة شابة معها طفلين، في الكرسي الخلفي للسيارة، ركب جانبها راكبان اخران، على طول الطريق لم تتوقف الطفلة عن الصريخ، رغم كفوف امها وقرصها من خاصرتها عدة مرات!!! هل السيارة مكان لتربية الاطفال؟! اليوم الفجر، خالي رجب مات عن عمر يناهز المائة سنة، و اليوم العصر، اخوي موسى رزقه الله طفلة، الساعة بخمس جنيه والولَّادة بتولد، الدنيا بتمطر والولادة والموت ما بتبطل الامطار متواصلة في الشمال والخير وفير مقارنة بجنوب القطاع، أهذا بسبب قرب اهل الشمال من بركات جيراننا، ابناء العم؟!

ليست هناك تعليقات: