الأحد، 18 نوفمبر 2012

حوار مع الأستاذة المغربية وداد لصفر - أحمد محمود القاسم

حوار مع الأستاذة المغربية وداد لصفر  -  أحمد محمود القاسم
ضمن مجموعة الحوارات، واللقاءات الثقافية، التي اقوم بها، منذ فترة بعيدة، مع مجموعة من السيدات العربيات، من المحيط الى الخليج، اتناول في هذه اللقاءات، بشكل عام، دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدمها، ونيلها لحقوقها، إضافة الى معرفة الدور والنشاطات الشخصية التي تقوم به، المتحاور معها، على الصعيد الشخصي والاجتماعي، كان لقائي هذه المرة، في هذا الحوار، مع الآنسة الأستاذة المغربية وداد لصفر، وهي شخصية مغربية مثقفة، تتمتع بالذكاء الحاد، وسرعة البديهة، وتتصف بالموضوعية، والواقعية، وتكتب الشعر، بناء على واقع تعايشه، او تشاهد معايشته من قبل أناس آخرين، والسيدة وداد في العقد الثالث من عمرها، تقوم بتدريس اللغة الفرنسية لطالبات الثانوي. بداية حواري معها كان سؤالي الأول لها هو:

@ من هي وداد لصفر؟؟؟

وداد آنسة مغربية، ابلغ من العمر الثلاثون عاما، تعمل أستاذة للغة الفرنسية، في التعليم الثانوي، متحصله على الإجازة في الدراسات الفرنسية، وأنا الآن بصدد إعداد بحث الماجستير، حول النوع الاجتماعي والتنمية البشرية والمجتمع، إلى حد كبير شخصيتي قوية وأنا صريحة وجريئة أيضاً.

@ ما هي هوااياتك المفضلة والتي تمارسينها ؟؟؟

اضافة لهوايتي في كتابة الشعر، أحب متابعة البرامج السياسية، وأحب المطالعة. يمكنك القول أن وداد متطفلة على الشعر، لا أستطيع أن أدعي أني شاعرة، لكنني في صدد الانتهاء من إصدار ديواني الأول، والذي يتضمن ست وثلاثون قصيدة، وأكتب النثر، وأكتب بعض المقالات القصيرة، لكن الشعر هو عالمي المميز، في الحقيقة، لم أحاول أن أكتب قصصا أو روايات.

@ ما هي الأفكار والمبادئ والقيم التي تؤمن بها وداد؟؟؟

أنا أؤمن بالقيم العالمية الكونية، أؤمن بالعدالة والمساواة، أؤمن بأن الحقوق ليس لها خصوصية، فهي كونية.

@ هل تؤمن وداد بحرية المرأة واستقلالها ألاقتصادي ؟؟؟

أكيد، وأنا أدافع عن المرأة بكل ما أوتيت من قوة، حتى أن المرأة وحقوقها، تشكل محور ديوان أشعاري الأول في معظمه. واليك هذه القصيدة من ديواني بعنوان: (بقي من العدة شهر)

بقي من العدة شهر، وقلب سقيم، وبقايا صَبْر، ودموع جفَّتْ من محي الخطايا، وخدود خطَّتْ تضاريس العمر، القلب العليل يَجُّرُ الثواني، والثواني تمَّرُ كأنها دهْر. ألأَنني امرأة واجبي الانصياع، لأهواء مَيْتْ رفيقه الخمر، ألأنني امرأة قدري انتظار، العفو من قاض أغشاه السُكر.

ظالمي وحاكمي نفس الشخص، نفس التسلٌّط ونفس الكبر. نفس الظل المغشي عليه، يقف أمامي كجدار الصفر، سلمَّوني إليه صبية بريئة، باعوني، والثمن أسموه المَهْر، والبراءة رموها في حضن الرذيلة، فأضْحتْ تخاف أن يطلع الفجر، إن كنتم تظنَّون أن المرأة، الأفضل لها أن تعيش في قبر، يحرسه زوج، وإن كان خيالاً، على أن تعيش حياتها بِكْر، فمنطق الجُهلاء قد يُضحكنا يوماً، وفكركم يبكينا، فَبئْسَ الفكر. خفتُ أن أثور لأنهُ الزوج، وخشيتُ الشكوى لأنه الصهر، فالزوج عندنا، هو ربٌ في الأرض، والصهرُ عندهم مقبول العُذْر، إن كان الزوج قدَّيساً عندكم، فأنا شيطان يستحق الهَجر، وإن كان إلهٌ يستوجب الطاعة، فأفضِّلُ أنا أن أعانق الكفر. 

@ ما هي نظرة وداد للمرأة المغربية وثقافتها؟؟؟

المرأة المغربية، امرأة مكافحة جداً، كانت مثقفة أو لم تكن، مشكلة المرأة المغربية أنها استفادتْ من التقدم الكبير، الذي عرفه المغرب، في مجال حقوق المرأة، خاصة، ميدان العمل، فدرستْ وخَرجتْ لسوق العمل، لكن المشكلة، أنها داخل البيتـ، بقيت المرأة التقليدية، فأصبحتْ تعاني من ازدواجية في الحياة، فهي تعمل مثلها مثل الرجل، وتشارك في أحيان كثيرة الرجل في مسؤولياته المادية، لكنه لا يشاركها هو مسؤولياتها، فأصبح العبء عليها مضاعفاً، لذا قلتْ أنها مكافحة. بالنسبة للثقافة، أظن أن المرأة المغربية امرأة مثقفة، واقتحمتْ مجالات كثيرة، لم يكن لها الحق، ولو رمزيا ولوجها. كالعلوم بمختلف أشكالها والصناعة والسياسة----- إلخ لكنها إلى اليوم، لم تُنصفْ وما زالتْ تعاني.

@ كيف تكتب وداد القصيدة، وكم تستغرق من الوقت لكتابتها ؟؟؟

من الصعب أن أجيب عن هذا السؤال أولاً، لأن كتابة قصيدة بالنسبة لي، ليس قراراً، وليس كل ما أكتبه يعًّبر عن تجربة خاصة بي، فأنا أحيانا أعبَّرُ بلسان الرجل، وأحياناً بلسان امرأة مطلقة، رغم أني لم أعش هذه التجربة، ليس وحياً بقدر ما هي طاقة داخلية، تندفع بشدة على الورق، أنا أيضاً أتساءل في أحيان كثيرة، كيف كتبتُ هذه القصيدة؟؟ أو تلك وهناك قصيدة استغرقتُ فيها حوالي السنة،فكتابة القصيدة، تختلف من قصيدة إلى أخرى، فهناك من كتبتها في دقائق، لكن في الإجمال القصيدة تأخذ مني دقائق، واليك هذه القصيدة بعنوان: (أنا لا أتابع النشرات):

أنا لا أتابع النشرات، فيكفي أن يزور بلدتي مسئولٌ، كي أعلمْ أنه وقت الانتخابات. ويكفي أن تموتَ في قريتي، أمٌّ ، كي أعلم أن حقوق المرأة في وطني، مُجَّردْ سخافات. ويكفي أن تنقطع عن الدراسة، طفلةٌ، أهانها وزير، كي أعلم أن الحياء قد ماتْ. أنا لا أتابع النشرات، فيكفي أن أصافح رجلاً عجوزاً، كي أعلم أن كَرَمُنا مُجَّرد تُرُهات، يكفي أن أرقبْ دمعته الجافة، كي أعلم أن كبريائي هو رابع المستحيلات، وكرامتي خامسها، وشرفي سادسها، وصبري آخر أمنياتي الصامدات، أنا لا أتابع النشرات، فيكفي أن أرقبَ طفلاً فتياً، أو شاباً أبياً، أو صوتاً دوياً، كي اعلم أن الوقت ما فاتْ، وأن الأملَ آت آت. وإن لم أتابع النشرات.

@ ما هي طموحات المرأة المغربية ؟ وما هي المشاكل التي تعترضها في تحقيقها؟؟؟

طموحات المرأة المغربية، لا يمكنها أن تُجمع في موحاتْ موحَّدة، لأنني من نابذي التعميم، ولا أحبَّذ أن أتكلم بلسان حال الجماعة، لكن يمكنني أن أختصر طموحات المرأة المغربية، في أن تعيش في كرامة، الطموحات العامة تقريبا، والكرامة فيه تختلف من امرأة إلى أخرى، المرأة المغربية، تبحث عن العدل والكرامة والحرية، قِيَم انسانية لا زالت تبحث عنها، والمشاكل التي تمنعها من تحقيق ذلك كثيرة، منها ما هو سياسي، ومنها ما هو قانوني، ومنها ما هو اجتماعي.

@ كيف ترى وداد وضع المرأة تحت حكومة اسلامية مغربية، هل هو وضع مريح ومقبول؟؟؟

لا يمكنني ان أستبق الأحداث، فنحن لا زلنا ننتظر من الحكومة الكثير، لكنني لا أخفيك، أنني لستُ متفائلة، فأولى العلامات، كانت بادية منذ تشكيل الحكومة، حيث لم تمثل المرأة سوى وزيرة واحدة وحيدة، ومن ثم، لم نشهد أي تقدم في مجال المرأة. حتى أن المساواة التي نبحث عنها نحن النساء، تعد اليوم من الأمور شبه المستحيلة، في ظل وزيرة قائمة على رأس الوزارة، التي تعنى مبدئيا بشؤون المرأة، بينما الوزيرة نفسها، لا تُؤمن بالمساواة.

@ كيف تنظر وداد لموضوع لبس الحجاب والنقاب من قبل المرأة المغربية؟؟؟

بالنسبة لموضوع الحجاب، أظنه أمر شخصي، يخُّص المرأة وعلاقتها مع ربِّها، ومع قناعاتها الدينية، بالنسبة للنقاب، أنا لست ضده، لكنني لست معه، في نفس الوقت، أنا أتفهَّم المرأة التي تؤمن بأنها إن وضعت قماشاً أسوداً على رأسها، سيحبها الله أكثر، فتفعل، لكنها يجب أن تتفهَّم أيضا، أن مجتمعنا لا يتحَّمل مزيداً من الأقنعة، لذا، إن كانت هذه المرأة لها مسؤولية ما، وجب عليها أن تظهر ملامحها، وإلا تخلَّتْ عن المسؤولية، هذا رأيي، وقد أصيب فيه أو أخطئ.

@ ما هي نظرة وداد للمرأة الفلسطينية؟؟؟

الله، ومن هي وداد؟ كي تعطي رأيها في امرأة مناضلة مكافحة، كالمرأة الفلسطينية؟ لا أظنني قادرة على وصف المرأة الفلسطينية وإنصافها، لذا، سأكتفي بأن أقول بأنها شهيدة الشهيدات وهي على قيد الحياة.

@ ما هي طموحات وأحلام وداد الشخصية، التي ترنو لأن تتحقق؟؟؟

طموحاتي بسيطة، وهي أن أكمل دراستي، وأن أتمكن من طبع ونشر دواويني الشعرية، وأن أتمكن من تأسيس جمعية، أستطيع من خلالها، مساعدة المرأة القروية بالمغرب.

في الختام قالت ، سوف اهديك هذه القصيدة بعنوان: (حوار مع رجل شرقي) ارجو ان تنال اعجابك:

أنا رجل شرقيٌ، حاولي أنْ تعِ، تركيبتي خليطٌ من رصاص وأدْمعِ، قد يتوسَّدُني الشوقُ والعشقُ ليلة، وليلة أشتَّمُ أكسرُ أو أصفعِ، تارةً أحمل قلبك الضعيفُ أمانة، أُسكنهُ الفؤاد، وبين الأضلعِ،

وأثورُ وأسخطُ عليه تارةً، فأصدُ وأدفع وحبَه أقمعِ، أيها الرجل الشرقي، فؤادك وطن، نحبه، لو كان شعاره زيتوناً أو مدفعِ، نحبه، ولو ظُلِمْنا بين أحضانه، لو أنْزَلنا الحضيضَ وغيرَنا يرفعِ،

نحب سماءه تظللنا ربيعاً، وهي التي للأعاصير مَنبعِ، أخاف أن تكرهيني وأنا عاجز، أن أمَثل الوديع وإياك أُخدعِ، قد أحاول التغير لأجل عيونِكِ، لكن طبعي يغلب تطبَّعِي، أريدكِ لي بسخطي ومحبتي، أقسو وعنك القسوةَ أدفعِ، فاهجريني يا امرأةٌ الآن لأنني، قطار لا يُغَادَرُ بعد أن يُقلعِ، أيها الرجل الشرقي سمعتك كفاية، لكنك لقلبي لا زلت لا تسمعِ، من قال إني أبحث عن حَمَل؟ فأنا بدون الأسود لا أقنعِ، كيف أستبدل القلب علبة، تضخ المياه والجليدَ تصنعِ، سأظل أحبك، مهما يكن، فقل ما شئتَ واصنع ما تصنعِ، الحب كالكَي لا ُيشفي عِلة، إن لم يكن حارقاً وللقلب موجعِ، لا أريد رجلا يتسوَّل محَّبتيُ، يقبَّل الأيادي، ولأهوائي يخضعِ، اخترتك شرقياً، لأنني أحبه، هذا الرجل الشرقي الذي، لغير الله لا يركعِ.



ليست هناك تعليقات: