الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

الادارة الامريكية برئاسة ترامب تواصل عدوانها على شعبنا الفلسطيني - بقلم سري القدوة

الادارة الامريكية برئاسة ترامب تواصل عدوانها على شعبنا الفلسطيني 
بقلم سري القدوة 

تسقط امريكا ويسقط حلفاء امريكا .. يسقط تمثال امريكا .. لنحرق علم أمريكا ...
ان  قرار الادارة الامريكية القاضي بإغلاق مقر بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة واشنطن بذريعة عدم قبول القيادة الفلسطينية العودة للمفاوضات مع دولة الاحتلال يعد ابتزاز وعربدة سياسية مرفوضة حيث يمثل أقبح أشكال الابتزاز والعربدة السياسية في اطار ممارسة مزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية لإجبارها العودة لطاولة المفاوضات العقيمة مع دولة الاحتلال والقبول بما يسمى بـ"صفقة القرن" علاوة على محاولة ثنيها عن التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لملاحقة ومساءلة قادة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمهم بحق شعبنا .
ثلثا الأمريكيين يطالبون ترامب بالحياد في قضية فلسطين
ان مواقف الرئيس الامريكي ترامب تتطلب قطع الرهان بشكل كامل على إمكانية ان تغير الولايات المتحدة الامريكية من انحيازها السافر لإسرائيل ودعم احتلالها وعدوانها  مما يعزز من القناعة الراسخة  بأنه  من الضروري قطع الرهان بشكل كامل على دور الولايات المتحدة الأمريكية  ومواصلة رفض سياستها والاستمرار بمقاطعتها وتكثيف التحركات السياسية على كافة الاصعدة لتعريتها وفضح انحيازها الكامل للاحتلال وهو الأمر الذي يتطلب العمل الجاد للإسراع في ترتيب البيت الفلسطيني وفي إنهاء الانقسام وتنفيذ المصالحة وانجاز الوحدة الوطنية لمواجهة كافة المخاطر والتحديات .

ان قرار الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس ترامب تواصل عدوانها بحق المؤسسات الفلسطينية ولقد صدر قرار إغلاق بعثة فلسطين في واشنطن عن ادارة ترامب لتشكل هذه الخطوة المتعمدة هجمة تصعيديه  مدروسة والتي سيكون لها عواقب سياسية وخيمة في تخريب النظام الدولي برمته من أجل حماية منظومة الاحتلال وجرائمه .
ان إقدام الولايات المتحدة الامريكية على إغلاق مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن عدوان امريكي جديد على السلام في منطقة الشرق الاوسط، واعتداء صارخ على القانون الدولي وعلى المحكمة الجنائية الدولية التي لجأ إليها شعبنا لحماية نفسه من جرائم الاحتلال الاسرائيلي . 
أن هذا القرار يندرج ضمن الخطوات التصعيدية الامريكية ضد الشعب الفلسطيني الذي لن يتراجع أبداً عن التمسك بحقوقه كاملة، وفي مقدمتها حقه الأزلي في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس .
ان حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه والمضي قدما بإحالة ملفات جرائم الاحتلال الاسرائيلي الى المحكمة الجنائية الدولية الذي اتخذته ادارة ترامب ذريعة واهية لإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن .
 أن من يسعى لتحقيق السلام والاستقرار لا يدافع عن المجرمين والمحتلين ويوفر لهم الدعم والغطاء لارتكاب مزيد من الجرائم، بل يجب أن يساعد على تحقيق العدالة الانسانية بمعاقبة دولة الاحتلال والإسرائيلي وقادتها وعصابات المستوطنين الذين يرتكبون الجرائم ضد أطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطين .

أن شعبنا وقيادته  لن يخضعا للابتزاز  ولن يرهبهما التهديد والوعيد الذي تمارسه ادارة ترمب  ولن تنجح هذه الادارة غير الملتزمة بالقانون الدولي في مصادرة حقوقنا مهما اتخذت من قرارات معادية  ابتداء من نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة  ومحاولاتها إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتجريم وتشويه نضال الشعب الفلسطيني ووصمه بالإرهاب  وصولا لسلسة القرارات العقابية ذات الطابع المالي والاقتصادي وأن مواقف الرئيس ترامب وإدارته يشجع إسرائيل على الاستمرار بالاستيطان ويتناقض مع التعهدات والوعود الأميركية السابقة بخصوص حل الدولتين .
اليوم ومع تصاعد هذه المواقف الامريكية يتم فتح الباب علي مصراعيه لتصعيد سياسة الاستيطان والاستمرار في اعتقال المزيد من ابناء الشعب الفلسطيني ومصادرة الأراضي والاستفادة من حالة الانقسام الفلسطيني الواقعة في الضفة وغزة وممارسة التنكيل بالشعب الفلسطيني بكل صورة وفرض الاحتلال بالقوة بات واضحا بان المطلوب من الفصائل الفلسطينية إنهاء الانقسام والعمل علي إيجاد صيغة سياسية تظهر أبناء الشعب الفلسطيني بصورة قوية في المحافل الدولية المختلفة.
بات المطلوب أيضا من القيادة الفلسطينية مراجعة جادة وشاملة لنهجها وسياساتها والمراجعة الشاملة لمسيرة السلام والسياسات والالتزامات السياسية والقانونية والاقتصادية والأمنية التي قامت على أساسها السلطة الفلسطينية .
ان مسيرة الشعب الفلسطيني تميزت بالتضحية الفلسطينية العظيمة والتي قدمت خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى والمعوقين، وبالصمود الأسطوري الذي أكد تمسّك أبناء الشعب الفلسطيني بحقهم ووطنهم وأرضهم ومقدساتهم.

كما إن نضال الشعب الفلسطيني تميز بالعدد الكبير من الشهداء والقادة الذين ارتقوا إلى العلا وهم على ثباتهم وصمودهم .. لم يتنازلوا ولم يتهاونوا .. ضربوا المثال والنموذج .. وأناروا بدمائهم طريق النصر والحرية والعودة والتحرير ..
إن الادارة الامريكية وحكومة الاحتلال يتناسون أن شعبنا وقيادته التاريخية لن يتخلوا عن الحق الفلسطيني المعترف به من الشرعية الدولية ولا يمكن لهذا الشعب أن ينسى حقوقه ونضالاته على مدار الزمن ولا بد من اعتماد سياسات تتناسب مع هذا العدوان الغاصب الرافض لحقوق شعبنا  والتصدي لابشع مؤامرات التهويد والتصفية للقدس العربية .. 
إن الصراع لا يمكن أن ينتهي بأي حال من الأحوال في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واحتلال الأرض الفلسطينية واغتصاب ومصادرة الأراضي ولا يمكن للاحتلال أن يستمر في ظل عدوانه الظالم على شعبنا حيث هذا التطاول الواضح على الحقوق الفلسطينية  ولا يمكن لأي من كان أن يحاول تمرير مشروع تصفوي استسلامي يهدف إلى إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها الوطني .

سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

ليست هناك تعليقات: