الأحد، 5 مايو 2013

كيف تصبحين شاعرة مشهورة في خمسة أيام ! - د. فليحة حسن

كيف تصبحين شاعرة مشهورة في خمسة أيام ! 
 د. فليحة حسن

ليست المدة الزمنية هذه إلا مدة احتمالية فقد يتحقق ذلك بأقل مما هو متوقع ، والأمر يتوقف هنا على مهارة من تريد هذا وتسعى إليه ، ومهارة من حولها وقدرتها على تسخير خبراتهم في الترويج لها ولما تكتبه ، ولان الشعر الآن قد اختلف عما كان سابقاً، فعلى من تريد الشهرة وتسعى إليها إتباع الآتي:

1- العناية بالصورة الشخصية : بعيداً عن تعريف الشاعر الفرنسي "بيار ريفاردي" (1889- 1960) للصورة الشعرية بأنها ( إبداع ذهني صرف , وهي لا يمكن أن تنبثق من المقارنة و إنما تنبثق من الجمع بين حقيقتين واقعيتين تتفاوتان في البعد قلة وكثرة , ولا يمكن إحداث صورة المقارنة بين حقيقتين واقعيتين بعيدتين لم يَدْرِكُ ما بينهما من علاقات سوى العقل) ،على هذه المرأة أن تعمل على إظهار ملامحها الشخصية بأفضل صورة فوتوغرافية ممكنة تمكنها من الثبات بل دوام الثبات في أذهان مصدقيها من الذكور حتى إذا ما ظهرت تلك الصورة للعيان على صفحات الإعلام المرئي ،همس الجميع بينهم وبين أنفسهم منتشين (يالها من شاعرة جميلة) ، نعم أن تولي عنايتها بذلك أكثر من عنايتها بما يسمى الصورة الشعرية التي هي عمل ذهني صرف قابل للنسيان ولأبسط الأسباب .
2- تكريس ما يقارب نصف يومها أو ما يزيد قليلاً في الدخول على المواقع الأدبية اقصد التي تطلق على نفسها تلك التسمية -وهي لا تعد ولا تحصى – ومتابعة كل ما يكتبه الآخر ذكراً كان أم أنثى والثناء عليه بألفاظ تفيض بالعاطفة ، أليست العاطفة فطرة بشرية فلماذا ندخرها للقصيدة وهي الأنفع في مكان كهذا ؟!
والأنفع والأنجع من ذلك كله أن تستعمل في تعليقاتها الموجهة لكتابة الذكور تحديداً (الضمير أنتَ ) وتتجنب الضمير الذي تحده الفلسفة على انه (فهم الإنسان للمسؤولية الأخلاقية ) أو الضمير كما يراه الدين أو علم النفس ، ويكفي بها أن تكتب تعليقاً من مثل (لقد صورتني حروفاً .....فمن أنتَ .....غير أنا) حتى تصلها -وقبل أن يرتد بصرها من شاشة الحاسوب إليها – مشاعر جياشة لم تكن تحلم بها مطلقاً !
3- فإذا ما كتبت تلك السيدة شيئاً وليس مهماً أن ينتمي ذلك الشيء الى الشعر ، فلسنا الآن في عصر ابن طباطبا العلوي حتى نوائم بين اللفظ والمعنى وحسن التركيب واعتدال الأجزاء، ولسنا في زمن الجر جاني حتى نولي عنايتنا بالنظم والمبنى ، وليس من أهمية الآن لمطلع القصيدة أو غرضها أو حتى نهايتها ،ولا بأس إذا ما استعارتْ تلك السيدة كلمات غيرها فزمن الاستعارة الشعرية غير ملزم هنا ، والشواهد على ذلك أكثر من كثير فلماذا كدح الذهن في البحث عن معنى المعنى والمستعار منه –ما كتبه الآخر – موجود ؟!
4- وعليها بعد أن أتقنتْ ذلك أن تُكثر من النشر في اليوم الواحد بعدد أجزاء الثانية ،والحمد لله أن جعلنا في زمن (أحمد زويل )الذي اكتشف الفمتو ثانية وجعلنا ندرك أهميتها في حياتنا العادية فكيف لا نسعى لاستغلالها في الانتشار شعريا ؟! نعم الانتشار يعني الكتابة والكتابة وحدها وبإفراط !

ليست هناك تعليقات: