الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

كم راتبك؟ زينب علي البحراني


كم راتبك؟ 
زينب علي البحراني - السعودية

إذا كنت موظفا فلا بد وأنك اكتشفت منذ الشهر الأول من ارتباطك الميمون بوظيفتك، سواء كانت مريحة تلائم قدراتك أو مؤذية تكاد تدفع ما تبقى من عقلك نحو الجنون، أن "الموظف" هو "الطريدة الأولى" للغالبية العظمى من المؤسسات التجارية بمختلف أشكالها. كلهم يطمحون لتجفيف راتبك فور نزوله في حسابك حتى آخر هللة بحجة أنهم يريدون التحسين من حياتك وتقديم عروض أو خيارات أو منتجات تسهل من طريقة معيشتك أو تجعلها أكثر بهجة ورفاهية بطريقة ما. وقبل هؤلاء أمامك تلك الالتزامات الأساسية التي سبق وأن هيمنت على الشطر الأعظم من راتبك إن لم تستحوذ عليه كله، كإيجار المسكن، وفواتير الخدمات الضرورية، والغذاء، والكساء، والدواء، إلى آخر تلك القائمة التي يبعث ذكرها على شعورك بالإعياء.

أمام أوجه الإنفاق التي لا ترحم كلها؛ اسمح لي أن أقول لك يا أخي بأنك لن تكون ذكيا إذا أفصحت عن رقم راتبك الحقيقي أمام المحيطين بك وإن ظننته صغيرا، لأنك بهذا تعرض نفسك وحسابك المصرفي الفقير إلى مخاطر فادحة، فمهما كان هذا الراتب قليلاً، ضئيلاً، شحيحا، يدفعك للاستدانة قبل منتصف الشهر، ستجد من يحسدك على اعتبارك من "أثرى الأثرياء"، ومن يصب نظراته على محفظتك على أمل أن تعطيه منها شيئا حتى وإن كان – في الواقع- أغنى منك! عدا عن أولئك الذين سيخرجون آلاتهم الحاسبة من ورائك ليحسبوا بالضبط كم تجني خلال عام، وخلال عامين، ثم مجموع ما تجنيه في عشرة أعوام، وكأنك ستكنز هذا المال في حسابك بالفعل بدلا عن إنفاقه، وربما الاقتراض فوقه!! وهو مصداق لما قاله الأديب الليبي إبراهيم الكوني: "من أظهر ما يملك للناس، لم يأمن شر الناس".


للتواصل عبر تويتر
Twitter @zainabahrani

ليست هناك تعليقات: