الثلاثاء، 19 فبراير 2013

حوار الاعلامي العراقي ابراهيم ثلج الجبوري مع سارة طالب السهيل

حوار الاعلامي ابراهيم ثلج الجبوري مع  سارة طالب السهيل
ابراهيم ثلج الجبوري

** كيف كانت بدايتك مع الكتابة ؟
- بدأت الكتابة منذ الطفولة المبكرة تعود بي الذاكرة عندما كان عمرى ثمانية سنوات ووجدت أمام عينى حصانا عربيا أصيلا أعجبت به فكتبت الشعر لأول مرة بأحاسيس طفلة ومايدور بداخلها وماتلمسته فى الحصان من رموز الفروسية وماتعنيه من أصالة وشجاعه وإقدام ونبل ومن هنا كانت البداية الحقيقية للكتابة ثم تلقائيا رسمت بجانب القصيدة علم العراق الذي كان والدي علمني كيف ارسمه وخريطة العراق وركضت لوالدي كأني اقول له سنعود على صهوة فرسك لأمنا العراق واذكر انه تأثركثيرا و قال لي يا طفلتي ثمرفيكي ما رسخته في وجدانك ، بدأت تنضج أحاسيسى مع كل يوم وشهر وسنة تمر من عمرى فبدأت أسجل خواطرى تجاه كل مايدور حولى وبعقلى من أحلام فى دنياى الصغيرة ، برسم صورة لكل حلم أو فكرة تراودنى وتدور بخلدى من خلال الكتابة فالورقة والقلم كانا صديقاى اللذان لايفارقانى أبدا كنت أتجه لهما دوما كلما أجد فى نفسى ما أحتاج لأعبر عنه لأدونه إلى أن كتبت أول قصيدة عن القضية الفلسطينية بعمر١٢سنه وبعدها توالت تجاربى فى مجال الشعر فكتبت القصيدة الرومانسية والوطنية وغيرها من القصائد المختلفة وتوالت بعدها الأعمال إلى أن صدر أول ديوان شعرى وهو " صهيل كحيلة " وبعده ديوان " نجمة سهيل " وأخيرا " دمعة على أعتاب بغداد " ومن خلال كتابتى للشعر فتحت أمامى الأبواب بإكتشاف طاقات فنية أخرى بداخلى فأنطلقت طاقتى نحو أدب الطفل وكتابة المقالات وغيرها من الكتابات الأدبية ومن خلال هذا التنوع إكتشفت أن الشعر هو رفاهية الكاتب .

** حدثينا عن ديوان صدر لك وأنت طالبة بالمدرسة عام 2000 وكان بعنوان (صهيل كحيلة) وكان باللهجة العامية والخليجية ؟
أول ديوان شعرى قدمته فعلا هو "صهيل كحيلة" باللغة العربية العامية أو البدوية ويغلب عليه اللهجة البدويه التي تأخذك من بغداد و تتجول بك في صحراء العراق لتصل لشبه الجزيرة العربيه والاردن ،امتداد عربي من الشام لبغداد وكأنني اردد بلاد العرب أوطاتي ، وكنت اتمنى فعلا أن لاحد يباعدنا ولادين يفرقنا هذا حقا ماتربيت عليه ، والتـأثرباللهجات المتعدده تبعا لرحلي و ترحالي في رحلة العودة الى الوطن.   ديوان "صهيل كحيلة" لأنه مولودى الأول فقد كان أقرب ديوان لقلبى وله مكانة خاصة فى وجدانى وكما ذكرت أن أول كتابة لى كانت عن الحصان فقد إخترت عنوانه ليكون صهيل كحيلة ، وكلمة صهيل تعبرعن صوت الفرس وكحيله هي العربيه الأصيله الجميله وهو ما تشعر به وتتلمسه عندما تقرأ الديوان أنه يعبر عن الأصالة والحنين للوطن الذى لم أعشه في طفولتى والإعتزاز بالقبلية والعشيرة تأثرا بوالدى الشيخ الشهيد طالب السهيل ، حتى أثناء دراستى الجامعية فى لندن ولكن العروبة والبدوية كانت قيمنا وعاداتنا متأصلة فى جذورى تطفو على وجهي وبكل خطوة اخطيها ، ولأننى عشت ظروف سياسية قاسية أجبرتنا على التنقل بين أكثرمن بلد ، فضلا عن طبيعة الحياة السياسية كون أبى مناضل سياسى مما إنعكس كل هذا على بداياتى الشعرية بشكل لاشعورى وهو ما أثر على أن تغلب القصيدة الوطنيه على دفة ميزان كتاباتي  . 

 . ** مؤلفاتك القصصية أغلبها تحاكى الأطفال حدثينا عن مدى تعلقك بالأطفال؟
 عالم الاطفال سرقني من نفسي ، دخلت عالمهم وعايشته بكل وجداني أجد في نفسي طفوله لاتنتهي كنهرمن الجنه مصبه الطيبه والخير والعطاء ، أحبهم وكأنهم جميعا يخصوني ومن الاحداث التي مرت امامي شعرت بالخوف على مستقبل الطفل في بلادنا اردت ان اؤثر بهم أن احاول حمايتهم وأجرب أن احافظ على طفولتهم وبرائتهم وأن أحميهم من الزمن القاسي حيث يعاني الاطفال من اليتم و الجوع في بعض الأماكن ويعاني اخرون من غياب الأب في الحربأو السجن والمعتقلات والطفل لاذنب له فهو لم يختارأهله ولا قدره ، أردت أن أحاول حمايتهم من القوانين المجحفه ومن الإرهاب الذي يستغل الطفوله بأعماله الدنيئه ، فالطفولة هى الحب ، وأجمل مرحلة فى حياة الإنسان ، لأنها رمزالبراءة بعيدا عن سلكويات الكبار وحياتهم التى شوهتها شوائب الكره والحقد وحب الذات ، فعالمنا ملىء بالصور الباهته المعبرة عن الفساد والنفاق الذاندنس النفس البشرية وخرجها من فطرتها التى فطرها الله عليها ، وأهم مايتمتع به الأطفال هو من سرق قلبى منى لأذهب لعالمهم الذى تطغى عليه معانى الأخلاص والصدق والحق وهى صفات لاتوجد سوى فى عالمهم ،  وهدفى من الكتابة لهم لأعزز مجموعة من القيم وهى العدل والمساواة والحرية والرحمة ، عندما أكتب للأطفال فداخلى طفلة كبيرة تكتب لهم ولى فى وقت واحد وهو مايجعلنى كما ذكرت بسؤالك أن أحاكى الأطفال كونى واحدة منهم .انا ليس لدي عصا موسى لتمكنني ان افعل الكثير ولكن يمكنني ان افعل شيء.

لك قصيدة بعنوان "دمعة على أعتاببغداد" أفهم منها انها تحاورالإرهاب الذى إغتال سفير جمهورية مصر العربية ؟
  مقطع من القصيدة الطويله كان يتحدث عن هذا الامر فعلا ، ربما جاء مقتل السفير المصري متزامنا مع زيارتي للقاهرة وكان هذا الحدث مؤلم لأي انسان صاحب قلب ومبدأ وصاحب بداوة وأصول الضيافه العربيه الأصيله فمن نزل بدارنا وجب علينا حمايته وكفايته وضيافته فهو تحت خيمة العراق فصعب علي بلدي الاصيل الذي يعاني الإرهاب والقتل والاعتداء على الطفل والشيخ والنساء والضيف أحب ان يكون بلدي مثالا يحتذى به بالكرم والضيافه والمحبه وروابط العروبه والإخاء و التضامن العربي. فكل عراقي يقتل ببلدي كأنني قتلت ، وكل طفل عراقي يبكي كأنها دموعي ، وكل امرأة عراقيه  تصرخ احسبها أمي ، وكل يتيم عراقي يفقد اباه يذكرني فقدي لأبي فأرحمه وأبكي معه ، وكل ضيف يقتل على ارض وطني كأنه ضيفي .    
 وزادت أحزانى ماحدث بعده بأيام قليلة من أن مزقت أجساد ثلاثين طفل عراقى قنبلة من عملية إرهابية غادرة مماجعلنى أفكر فيما يتعرض له العراق من إرهاب وترويع للآمنين من أبناء الوطن وبدأت وقتها أكتب قصيدة "دمعة على أعتاب بغداد " والتى عنوانها نفس عنوان الديوان وأقول فى القصيدة :-
   أه لبغداد و الدنيا مداولة
كيف الطفولة تلقى عندنا الرعب ؟
 كيف الطفولة في الأشلاء سابحة
كيف الطفولة في الأهوال تضطرب
 كيف الطفولة في أبهى براءتها
ترمى إلى النار , بالجمرات تختضب
 دم البراءة مطلول بساحتنا
ماذا يقول لنا التاريخ والكتب؟

** وماذا عن القصيدة التى بعنوان (نداءإلى بغداد) هل هو نداء يحاكى الراحلين عمالقة الشعر العربى والعراقى بوجه خاص - بدر شاكر السياب ومحمد مهدى الجواهرى ؟
- قصيدة "نداء إلى بغداد أردت من خلالها أن أعبر عن مدى إعتزازى وحبى وتأثرى بعدد من الشعراء الذين كان لهم دور كبير فى كتاباتى الشعرية وقدوتى ومثلى ألأعلى وقد سبق أن ذكرت بعضهم ولكنى فى القصيدة أردت أن ألتقى معهم فى خيالى وأن يعود الزمان وأعيش وأتحاورمعهم شاكيتا باكيتا لهم تارة ، وفخورة بهم تارة أخرى وهو حلم عبرت عنه بالقصيدة فى حوارى مع عظيم الشعر وكسرى الادب وسلطان البحور صاحب القامة الشعرية الكبيرة الجواهرى وكان حوارى معه عن العراق عامة وبغداد خاصة وقد كنت بالطبع  السائل والجواهرى المجيب وكانت هذه القصيدة "نداء إلى بغداد" والتى أقول فيها :-
 يا غابة النخيل ساعة السحر
غناك بدر شاكر السياب عندما شعر
وراح يشكو شوقه إلى المطر
فهل درى أن الدماء في العلم
وأنه مقدر على العراق أن يخوض في الألم ؟
              أرضنا تبر ومسك وملاب
              ومجمع الأحباب
              وأرضنا عذابنا 
 وقلبنا المذاب
              نهران للقاء
              للفراق
             للصمود
             للعراق
             للشقاق
             للخلود
             للقيود
             للرحيل .. والإياب  
           ذات نوم تراءى لي الجو اهرى
           فقلت : يا جواهري .. يا أيها المهاب
           يا جدي العجوز أنت جربت العذاب
          ولوعة المنفى , وتبديل الصحاب
فقال لي الجو اهرى :
        لا أريد الناي وأنى حامل في الصدر ناياً
        عازفا آنا فآنا بالأماني و الشكايا
        البلايا أنطقته سامح الله البلايا
فقلت للجواهري :
       قلت يا جدي تمهل أن في صدري حكايا
       قد عراني الهم حتى صرت استجدى المنايا
       أنت يا جدي خبير بالمنافي والرزايا
آه يا أشواق روحي 
لا تبوحي ..
لا تنوحي
صرت عاشقة جروحي
         أين بغداد شامخة الصروح ؟
         ترفع الرايات تزهو بالفتوح ؟
قال سرى :
                إنما الدنيا سفوح وقمم
               والذي يدرى الخفايا فتشاغله الحكايا
يتلهى بالسطوح
                أرضنا غيل من الأسد الضواري والحمم
               هل رأيت الأسد إلا جاهزات للجموح

** سارة السهيل تنتظر الفارس أنت هنا على صهوة فرسك حدثينا عن الفارس الراحل طالب السهيل ؟
-والدى الشيخ طالب السهيل أطيب وأحن أب في بيته ، هو المناضل الذى عاش زاهدا فى الدنيا متطلعا للآخرة ، كان رجل سياسى من طراز فريد ، زعيم وطنى ، مناضل شريف ، عاش مدافعا عن مبادئه وفكره كان يريد الأفضل للعراق يريد الإصلاح والتغيير ومنع الفساد والمفسدين ؛ كان ربيع عربي هو ورفاقه سابقا لكل ربيع بوقت صعب لا إنترنت لا فيسبوك لا جزيرة ولا العربيه ولا وسائل اعلام بوقت عاصف يتحدون كل شيء ماسكين على وطنيتهم كالذي يمسك جمرا بيديه تحرقه وتؤلمه لكنه مستبشرا بمستقبل سعيد لوطنه وأهله وشعبه ، لم ينتمي لحزب الا للوطن ولالجماعه و لم ينتمي لاي دوله سوى العراق ، السلطه و المال كانت ملء يديه من نعومة أظافره فلم تكن السياسه سلما يصعده لمنصب أومال بل خسر كل شيء من أجل وطنه من مال و دار وأهل وأخيرا حياته . داره كانت مفتوحه لكل المواطنين مشجعا للوطنيين والشرفاء وعندما أغتيل كنت فى سن صغيرة ولكنى أخذت جزء أكبر من شخصيته وحبه للعراق الوطن ، هو القدوة  والمثل الأعلى أخذت منه التواضع وحب الناس وخدمتهم ، والعطف على كل محتاج ومظلوم ويتيم . هو الأب الذى لايزال وسيبقى حاضرا فى القلب ، إنه رمز للفارس الذى لن تجود الحياة بمثله . وهوماجعلنى أنتظره دوما رغم رحيله منذ سنوات عديدة أنتظره على صهوة فرسه ليعود .. ومن خلال هذه المشاعر الجياشة نحوالفارس المناضل طالب السهيل سردت قصيدتى " إنتظار الفارس " الذى عبرت من خلالها عن كل مايجيش فى صدرى وفى عقلى ووجدانى من مشاعر وعوطف تجاه الفارس الذى لن يعوض وكانت هذه القصيدة التى اقول فيها :-  
     أنت هنا
  على صهوة فرسك..
  متوشحا سيفك..
              قد غرست في قرص الشمس رمحك 
  تسد منحدر الطريق بالأمان
  وينفتح .. بروعة البيان
  وينطوي .. بقوة الجنان
           كذا رآك رجالك الكثر ذاك الزمان
           كما رأتك طفولتي ..
           وعاينتك صبابتي ..
                           يا أيها  الأب  الحنون
   أبدا ما طواك الموت ..لا
       ولا اقترب المنون
  هل جرؤ حقا على اجتراح هيبتك ؟
   كيف لم يأسره جلال طلعتك ..
   يا أيها  الأب الحنون !؟
             لا تزال ياسمينة بيضاء مرشوقة في عروة
   صدرك الرحب
   ترسل شذاها إلى أنفى
   اهتف بحنين الذكرى :أبى !!
   أتلفت  لا أجد سواى ..
   هل كان حضورك حلما ؟
          كيف ،وأنت باعث الأحلام
   هل كان وهما ؟
    لا، فأنت يا أبى .. مبدد الأوهام ..
                             ورافض الأصنام ..
    أنت هنا في القلب ..
على صهوة الفرس ، تبهج بحضورك الجميل وجوه قومك ..
تضيء بالابتسامات .. فيضا من ابتسامك
لقد عاهدتني ، والعهد دين واجب الوفاء ..
ألا تترك وجهي الذي تحبه يعانى الانتظار ..
وحتى لا تظل عيناي معلقتان في الفضاء ..
   العهد بالفارس أن قلبه الرحيب يدله على مكان حضوره .
   العهد بالفارس أن قسمه المقدس يوقه إلى مواقع النزال .
   العهد بالفارس أنه يعبر فوق الجراح إلى الشفاء ..
عرفت يا أبى كيف تهاجر الأفكار في الهجير ؟
وكيف دون بوصلة أواصل المسير ؟
لابد أن قلبك الكبير يا أبى ..
          أنباك ما يعانى قلبي الصغير !!
يا أيها الأب الحنون ..
يا قاهر الموت في وجداني
وباعث الوعي في كياني ،،
                         إنا هنا في الانتظار ..
                         سيفك ، فرسك ،
                         الأهل .. والدار ..
                         جميعنا .. جميعنا .. نرقب الأفق
                        ولن نبارح المدار .

**بصراحة وعذرا ان سالتك ولكن سؤال صديق ليس الا ؛ ما تأثير سحر الانثى الشاعرة وجمالها على الحضور؟
- أعتقد هذا السؤال يجب ان يوجه للحضور وليس الشاعرة فأنا لا يمكنني أن أجيب عنهم ؛ لكن اعتقد ان الجمال جمال القلب والأخلاق والروح الطيبه البريئه وهذا السحر أعظم من سحر جمال الوجه الزائل لأن الوجه الجميل ليس له طعم دون روح صافيه ونفس كريمه وإبتسامه بريئه فقد يصيبنا الملل بالنظر لأي جماد مهما كان جماله ان لم يكن مقرونا بروح ناطقه ، كما أن العلم والادب  لا يحتاج لجمال فالتقيم هنا يكون للمضمون على عكس بعض المهن التي قد تتطلب جمال المظهر كما أنني أعامل الحضور والجمهور كأخت لهم أرى بعيونهم الإحترام والتعاطف كأنني ابنتهم وأخت لهم فهم يقرأون سطوري ويفهمون عمق  وجداني بقلوب مليئه بالمحبه الأخويه الصادقه. الحضور المتميز يكمن بالألفه و التراحم و ان يستشعروا الصدق من قلمك و فمك و قلبك. فأنا أكتب بقلب طفل و عين امرأه وأخلاق فارس نبيل .

** قالوا عن الحب اوصافا ماذا تقول سارة عن الحب؟
الحب هو مشاعر نبيله مشاعر تحمل الضمير الحي والقيم الأصيله من عطاء وتضحيه وإخلاص ووفاء ، والتزام الحب هو أن تشارك شخصا حياته وقت الشدة ووقت الرخاء ان تسعدان معا وتعبران جسر الحياة بحلوها ومرها متشاركان بكل شيء بالفكر والرأي والحياة وتكوين مملكة بأسوار عاليه لا يدخلها الشياطين فقط الملائكه ، الحب الحقيقي هو من يسعدك في دنيتك و يكون لك عونا بها و يكون طريقكما معا للجنه و رضى الله

** متى تبتسم سارة و متى تهطل دمعتها؟
- ابتسامتي لا تفارق وجهي ابتسم لنفسي بالمرآه ، أقول لها شكرا أنت لم تخذليني رغم الصعاب والتحديات بقيت كما أنتِ لم تتلوني لم يغرك شيء صامدة أنتِ رغم الرياح العاتيه مكابره على الجروح، ساعيه للأفضل بطموح مشروع بقوانين السماء و الارض ، ابتسم لكل من حولي لأمي عندما أقبل يدها الطاهرة التي ربتنا وتحملت عناء الدنيا وفراق الاب والوطن على كتفاها الرقيقه وحملت ما لا يحمله الرجال أبتسم لأخواتي المحبات ،وصديقاتي المخلصات ؛ أبتسم لكل طفل أراه لأن رؤياه تسعدني بصدق أبتسم حين أرى صداقة بينالأطفال وحيوان أليف أفرح بهذا كثيرا ، أبتسم ابتسامه من القلب حين أكون بين الطبيعه و بين حيوانات لطيفه تركض وتلعب معي .
اما الدموع ...فلاتسألني عن الدموع أكاد أجزم انه ما بكى أحد قدرما بكيت ، أبكي كثيرا شوقا لأبي دموعا لاتنتهي الا بلقائه ؛ أبكي كلما أشعر بالظلم والافتراء والكذب ؛ أبكي اذا رأيت أحدا مريض أو به ألم أو فقد أحد اقاربه ؛ أبكي على وطني علىأهلي على ناسي ؛ أبكي تعاطفا لأي مصيبه وقعت على أحد و ان كان يكرهني ؛ أبكي ان وجدت قطه تشعربالبرد أوعصفور جريح ؛ أبكي ان شاهدت مقطع مؤثر بفيلم أو مسلسل . دموعي قريبه وحساسه جدا وأتأثر بكل شيء وصديقاتي دائما يطلقن النكات الظريفه على دموعي التي تذرف على أي أحد وان لم اكن أعرفه .

** ماذا تعني لك المدن التاليه؟
بغدادأمي ووطني وحبيبتي ؛ بغداد ملاذي وأملي و كل طموحي ؛ بغداد رضعت حبها مع حليب أمي و تنفست هوائها من زفير ابي ؛ بغداد حلمي وخيالي الجميل وواقعي المرير .
بغداد مني اليها الحب ومنها الي الالم والعذاب .

بيروت: بلد جميله أنيقه ؛ بلد جبران وميخائيل نعيمه وجورجي زيدان وأمين معلوف والجيش الذي حرر بلده ؛ بلد لم تزرع الحرب بقلوب ابنائه يأسا بل املا .

عمان: هي أمي الثانيه الأم الحاضنه التيأخذتني لأحضانها  ربتت على كتفي ومسحت على رأسي وجففت دموعي بهواء نقي ؛ قالت لي أنت ابنتي فلاتشعري بالخوف حلقي بسمائي كفراشة بلاعقد بقلب نظيف بهي .


القاهرة: التقت روحي بجسدي على نهرالنيل حين حققت حلمي وذاتي بين شعب عريق العلم عميق الأدب أخذت من زهور مصر رحيقا أصنع به عسلي وبكل كرم قدموا لي حدائقهم الشاسعه النظرة وعملت كالنحله في بساتينها .


Sarah Alsouhail

ليست هناك تعليقات: