الثلاثاء، 14 يناير 2014

الإعلامية بشرى الضو - تحاور وزيرة الصحة السابقة ياسمينة بادو

 الإعلامية بشرى الضو - تحاور وزيرة الصحة السابقة ياسمينة بادو 

 الإعلامية بشرى الضو

دقائق بعد انتهاء الندوة الصحافية، التي نظمها حزب الاستقلال أول يوم أمس (السبت(، استقبلت ياسمينة بادو، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ووزيرة الصحة السابقة والبرلمانية عن الحزب ذاته، يومية "الأخبار" للرد على أسئلتها فيما بات يعرف بـ"فضيحة الشقة الباريسية، التي تمتلكها، في أول حوار إعلامي لها مطول بعد تفجير رئيس الحكومة القضية من جديد، بمجلس النواب. 

بادو، اكتفت في الفترة السابقة بتقديم تصريحات صحافية دون الخوض في التفاصيل.. في "لمن يجرؤ فقط" تواجه بادو بكل الاتهامات الموجهة إليها، بلا خطوط حمراء، مستعرضة مختلف التفاصيل المرتبطة باقتنائها الشقة ووضعيتها مع مكتب الصرف وعلاقة صفقة اللقاحات بالموضوع و...الخ. "سخفتيني"، كان هذا تعليق الوزيرة الاستقلالية السابقة على الحوار، بعد الانتهاء منه

أذة.ياسمينة بادو : ..."سأبيع الشقة وأدخل أموالها للمغرب وقد صرحت بها ضمن ممتلكاتي وافضل وصفي بـ"الوزيرة الضاحكة" على "الوزيرة المرتشية" وبناتي أصبحن يخفن من البقاء في الشقة بعد أن نشر عنوانها في الصحافة "
فجرت قضية "امتلاكك شقتين بباريس دون موجب قانوني"، قبل سنتين.. لماذا اكتفيت وقتها ببيان والتزمت الصمت، بعد ذلك.. قبل أن تطفو القضية من جديد على السطح ويتم تنظيم هذه الندوة الصحافية؟ 
أولا: حزب الاستقلال هو الذي نظم هذه الندوة الصحافية، لأن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مس جميع الاستقلاليين، من خلال تصريحه ذاك الذي يسيء إلى حزب الاستقلال وإلى كافة الاستقلاليات والاستقلاليين ومن بينهم ياسمينة بادو. ثانيا: من المعروف أنني قليلة الظهور إعلاميا ونادرا ما أدلي بتصريحات أو استجوابات صحافية وهذا يعود إلى تربيتي لأنني لا أحب الحديث عن نفسي وأقول: "حشومة نهضر على راسي".. ثالثا: هذه السنة شنت ضدي حملة شرسة، التي هي في الحقيقة بدأت تستهدفني منذ أن كنت أزاول مهامي كوزيرة للصحة.. وقتها كنت أعتبر، الأمر عاديا، إذ كنت أرد في إطار من المهنية لأنني كنت أعتبر أنه من الطبيعي أن تشهد السياسات والاستراتيجيات التي كنت أقوم بها انتقادات، رغم أنه كانت توجه صوبي السهام أكثر من أي زميل لي، وقتها، في الحكومة.. كنت أعتبر أن هذا أمرا عاديا وكنت أقول في قرارة نفسي: ربما هذا يعود إلى أنني امرأة وكل ما وصلت إليه في حياتي كان عن جدارة واستحقاق ولم يسبق أن حصلت على أي امتياز.. رغم كل الانتقادات الموجهة إلي فزت في الانتخابات، مؤخرا.. أترشح كذلك في الانتخابات الجماعية ودائما كنت أحصل على المرتبة الأولى. 

ألم تندموا، أنتم في حزب الاستقلال، ولو للحظة على رفضكم مشروع قانون "المساهمة الإبرائية" الذي جاء به بنكيران.. لو وافقتم عليه لما كنتم واجهتم أصلا هذه الضجة؟ 
موقف حزب الاستقلال كان واضحا بهذا الخصوص.. رئيس الحكومة يقول في البرلمان: "أنا عارفكم عندكوم الشقق وأموال مهربة" وبالتالي لماذا وضعت، اصلا، هذا القانون آ السي بنكيران؟.. هل وضعته من أجل حزب الاستقلال؟.. هذه علامة استفهام كبيرة.. الآن بعدما  فعله رئيس الحكومة معي، وبعد أن وعد بالسرية التامة في هذا الموضوع.. من بعد اليوم من سيثق به؟.. هذا تناقض.. إذا كان وضع هذا القانون من أجل حزب الاستقلال.. أقول له: الله يرحم بيها الوالدين إذا كنا نريد هذا القانون لكنا وضعناه منذ زمن بعيد لما كنا نسير الشأن العام.. نحن كنا ضد هذا القانون.. لم يتقبل ان يقول له حزب الاستقلال نحن ضده.. نحن رفضناه لأننا نرى أبعد من ذلك: تهريب الأموال وتبييض الأموال والمخدرات.. عندما تناولت الأخت كنزة الغالي الكلمة في إطار الحوار الاجتماعي من أجل تقديم وجهة نظر المعارضة لم يتقبل ذلك.. كان يريد منا أن نصفق له.. إذا كانت المعارضة تبارك عمل الأغلبية إذن فلنترحم على الديمقراطية.. هذا شيء خطير جدا.. ما يمكن أن أقوله لك، بهذا الخصوص، هو أنني كنت، دوما، مستهدفة سياسيا وهذا ما كنت أتفهمه.. ولكن اليوم أصبحت مستهدفة بشكل يثير القلق. 

من يستهدفك، الآن؟.. وأي مصلحة سيجني من وراء ذلك؟ 
أقول لك إنني كنت مستهدفة سياسيا، وهذا كنت أعتبره أمرا طبيعيا إلى حين استهدافي في عائلتي ولحمي ودمي وبناتي، تتذكرين ذلك.. آنذاك اعتبرت أن هذا يتجاوز الانتقادات العادية الموجهة للسياسي.. استجمعت، وقتها، قواي وصبري واستمريت في مهامي.. لما غادرت الوزارة وتم تشكيل حكومة جديدة  قدمت وعودا بمحاربة الفساد والظلم على المغاربة، قلت في قرارة نفسي: الحمد لله، أنا اليوم أغادر هذه الحكومة وأنا مطمئنة لأنني أديت مهامي بنزاهة وإخلاص.. فإذا بي أتفاجأ بأنني متهمة في عملية اختلاس نفقات اللقاحات وأنني اشتريت "شقتين فاخرتين".. الذين يتهمونني لا يكتفون بذكر شقتين بل يصفانهما بـ"فاخرتين"، بل قيل، أكثر من ذلك آنذاك، هو أن الكاتب العام لوزارة الصحة السابق السيد رحال مكاوي، هو الذي اقتنى لي بأموال اللقاحات الشقتين.. الجميع نصحني، وقتها، بالرد عبر وسائل الإعلام على هذه الوشايات الكاذبة. 

لماذا إذن لم تعملي بنصيحتهم.. لماذا لم تردي، وقتها، على من يتهمك بـ"امتلاك هاتين الشقتين"؟ 
ربما المناخ السياسي، آنذاك، لحزب الاستقلال لم يكن يساعد على الإقدام على هذه الخطوة. 

تبريراتك غير مقنعة.. إذا كنت تملكين، حقا، دليل براءتك لماذا اكتفيت وقتها ببيان حقيقة دون تقديم الدليل المادي الذي يبرئ ساحتك؟. 

لقد قلت إن هذه سحابة صيف عابرة وأنا متأكدة من نزاهتي ولن أرد على مثل هذه الاتهامات، فاكتفيت ببيان حقيقة وكنت أقول: "الكلاب تنبح والقافلة تمر".. أنا ضميري مرتاح ولله الحمد. 

ألم تكوني تخشين، وقتها، مواجهتك بالدلائل؟ 
عن أي دلائل تتحدثين يا أختي؟ !!. 

 وثائق تثبت صحة هذه الاتهامات الموجهة إليك، مثلا.. لا تنسي أللا ياسمينة أن من يتهمك هو رئيس الهيأة الوطنية لحماية المال العام.. هو يقول إن لديه الوثائق؟ "ماخفتيش تكبر القضية، آنذاك"، لذلك التزمت الصمت؟
أنا أعلم علم اليقين أن لا دلائل يمتلكونها. هذه الندوة الصحافية أقيمت، اليوم،  في ظرف آخر لأنه سابقا كانت الاتهامات توجه إلي، عبر أشخاص من خلال وسائل إعلام.. لكن اليوم هناك فرق فالسيد رئيس الحكومة اتهمني، داخل مؤسسة تشريعية هي البرلمان، أمام المواطنين بأنني حصلت على شقتين في باريس واستهدف حزب الاستقلال بأكمله، لهذا تم تنظيم هذه الندوة الصحافية. 

ولكن رئيس الحكومة لم يذكرك بالاسم لا أنت ولا حزب الاستقلال.. مالكم على حالتكم؟.. لقد قالها لكم، خلال الجلسة: "بلا ما نقول ليكم اللي فيه الفز كيفز".. رد فعلكم هذا "بحال إذا فيكم الفز وكتقفزو غير بوحدكوم"؟ 
"لا حنا مافيناش الفز وماكنقفزوش".. سبحان الله العظيم إذا كان فينا الفز حنا فإن وسائل الإعلام كلها لم تفهم المقصود بكلام السيد رئيس الحكومة.. إذا كنتم أنتم كوسائل الإعلام فهمتم خطأ ما كان يقصده رئيس الحكومة فإنه لا بد من إعادة النظر في الكثير من الأمور. لماذا كل وسائل الإعلام تحدثت، إذن، عن قصده حزب الاستقلال وياسمينة بادو باتهاماته تلك؟ 

لكن أن ينزل حزب بكل ثقله ويجند كل وسائله من أجل إدانة ما قاله بنكيران، أليس فيه نوع من التأثير على القضاء بخصوص هذا الموضوع؟.. ألا تريدون أن تقمعوه وتوجهوا مسار المحاكمة بهذا الخصوص؟ 
وهل هناك متابعة قضائية، أصلا، ستؤثر عليها  هذه الندوة الصحافية التي نظمها حزب الاستقلال؟. 

طارق السباعي، رئيس هيأة حماية المال العام، رفع هذه الدعوى القضائية.. أنتم بهذه الطريقة تؤثرون على حسن سير العدالة؟ 
أين هي هذه الدعوى القضائية؟.. هل تم استدعائي؟ هل توصلت باستدعاء قضائي للمثول أمام أي محكمة؟.. أنا لم أتوصل بأي شيء.. ولكن إذا كان هناك من سيرفع دعوى قضائية فهو أنا.. أنا من سيقاضي طارق السباعي.. أنا أقولها وأكررها وقد أكدها الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال الندوة الصحافية: أنا أملك شقة واحدة في باريس اقتنيتها سنة 1998 .. خلال سنة اقتنائي الشقة لم أكن أتحمل أية مسؤولية بأي شكل من الأشكال.. كنت محامية.. أنا اليوم منقطعة عن مهنة المحاماة لمدة عشر سنوات.. فلنقارن ما يملكه محامون آخرون وما أملكه.. أنا أملك هذه الشقة ومكتبي الذي أزاول فيه مهنتي.. هذا ما تملكه الأستاذة ياسمينة بادو.. لا أملك شيئا آخر خلال تحملي المسؤوليات العمومية. هذه الشقة اقتنيتها حتى تتمكن بناتي من متابعة دراستهن وقد تمت تسوية وضعيتها، نهائيا، مع مكتب الصرف. 

اعترافك بأنك تملكين شقة لا يبرئ ساحتك بقدر ما يجعلها في وضعية ارتياب.. لأن الذين يتهمونك باقتنائها يتهمونك أيضا بـ"تهريب الأموال من المغرب للخارج"، من أجل ذلك.. فهل صحيح أنك هربتها؟ 
اسمحيلي الأخت بشرى عن أي تهريب أموال تتحدثين؟.. يا أختي القانون المغربي للصرف يخول لمكتب الصرف أن يمنح مقابلا بالعملة الصعبة لكراء الشقق للطلبة الذين يتابعون دراستهم بالخارج.. منذ ذلك الحين إلى اليوم، ولا تزال ابنتي الصغرى تتابع دراستها، يمكنني أن أقول لك إن الدولة ربحت لأن مبلغ الكراء أصبح يساوي مبلغ الشراء.. إذن أنا لم أختلس أية أموال.. الآن لما صرحت بأنني أملك شقة في باريس هذا أزعج الذين يرغبون في المس بسمعتي.. لأن سنة 1998 لا تترك لهم مجالا  لتأليف قصص واتهامات جديدة، لأنني وقتها لم اكن وزيرة، بعد. 

طيب، بكم اقتنيت تلك الشقة؟ 
2 مليون فرنك فرنسي، لأن عملة اليورو لم يبدأ العمل بها إلا في 1 يناير 2002. 

 كم كانت تساوي قيمة هذه الشقة بالدرهم؟ 
ما بين 250 و300 مليون سنتيم.. أريد أن أسألك: "أليس من حقي اقتناء شقة"؟ 

إذا اشتريت شقة بصحتك وراحتك أللا ياسمينة ولكن "منين جبتي ديك الفلوس"، لأنك وقتها كنت في بداية مشوارك المهني.. بالعربية تاعرابت "كنت مبتدئة وماعندك فلوس"؟ 
لا..لا.. لم أكن مبتدئة. 

كنت وقتها بدأت في ممارسة المهنة، رسميا، قبل 6سنوات.. أليس كذلك؟ 
نعم.. نعم.. 6 أو 8 سنوات لم أعد أتذكر بالضبط. 

إذن من أين لك بكل تلك الأموال حتى تقتنين شقة بأزيد من 250 مليون سنتيم بباريس؟ 
القضايا والملفات التي كنت أترافع فيها كانت كافية لأن تخول للمحامي الذي ينوب عنها باقتناء شقة في سنة واحدة لا 6 سنوات.. بل حتى أكثر من شقة.. لماذا تناقشونني في مبررات لا أريد حتى الخوض في تفاصيلها.. هل تريدون التلميح إنني كنت أتاجر في المخدرات حتى اقتنيت تلك الشقة؟. 

هناك من يقول إنك حصلت عليها مقابل "رشاوى"، فهل هذا صحيح؟ 
من أين لي بهذه الرشوة؟.. هذه وشايات كاذبة.. أنت تفاجئيني بهذا السؤال.. لأن هذا غير صحيح.. أنا محامية أعمال أشتغل مع الأبناك وشركات التأمين والشركات.. طبيعي أن أملك مالا يمكنني من اقتناء شقة.. ياسمينة بادو "ماجاتش من والو" لدي عائلة وأسرة ثم إن المحاماة بدأتها في الرباط بمكتب والدي رحمه الله قبل أن نبيع المكتب وأنتقل إلى مدينة الرباط. أنا محامية أعمال آ الأخت بشرى لا تنسي ذلك. 

بعد أن اقتنيت شقتك بباريس هل سويت، وقتها، وضعيتك مع مكتب الصرف؟ 
أنا قلتها وقالها، أيضا، مكتب الصرف: وضعيتي تمت تسويتها.. انتهى الكلام. 

ولكن (...(؟. 
قلت لك انتهى الكلام. 

انتهى الكلام عندك أياسمينة ماشي عندنا حنا.. أنت تقولين إن وضعيتك سليمة مع مكتب الصرف فهل دفعت 5 أضعاف ثمن الشقة في باريس؟.. هذه هي الذعيرة التي ينص عليها القانون؟ 
ما يمكنني أن أقوله لك بهذا الخصوص هو أنني في وضعية قانونية مع مكتب الصرف ومع جميع القوانين الجاري بها العمل في بلدنا. 

لولا انفجار هذه القضية.. ما كنت لتقومي أصلا بتسويتها.. لو كانت ذمتك بريئة، كما تقولين، لماذا لم تتبعي المساطر القانونية الجاري بها العمل سنة 1998، خاصة في الشق المرتبط بتسوية الوضعية مع مكتب الصرف؟ 
لن أرد عليك.. ردي الوحيد هو ان وضعيتي تمت تسويتها بشكل قانوني. 

هذا التهرب من الجواب لن يكون في صالحك. 
وما أدراك أنت إن كان في صالحي أم لا؟ !!. وضعيتي تمت تسويتها وكفى. 

تقولين وضعيتك سويت وكفى.. ماذا عن الكيفية التي تمت بها تسويتها؟ 
لن أرد عليك بهذا الخصوص.. ولا تضعي مثل هذا السؤال مرة أخرى وكفى. 

إيوا دابا حنا اللي كنسولو هنا أياسمينة. 
طبعا.. ولكني أيضا يمكنني أن أساهم في هذا الحوار. 

ساهمي فيه بأجوبة مقنعة لا من خلال التهرب منها. 
أكررها للمرة لا أدري كم.. وضعيتي قانونية جدا ولله الحمد. 

وماذا عن مبلغ 60 مليون سنتيم الذي سربت أخبار تقول إنه المبلغ الذي منحته لمكتب الصرف مقابل تسوية وضعيتك؟ 
من أعطاها له؟ 

أنت من منحه هذا المبلغ في إطار تسوية الوضعية التي تتحدثين عنها؟ 
أنا أقول لك إنه تمت تسوية وضعيتي فيما يتعلق بشقة باريس بصفة قانونية. "ليقولوا ما يشاؤون". 

إذا ثبت أن هذا المبلغ صحيح فهذا سيثبت عليك التهمة لأنه مخالف للمسطرة القانونية.. المفروض أن تدفعي 5 أضعاف 2 مليون فرنك فرنسي.. بمعنى المفروض أن تدفعي لمكتب الصرف ما يعادل مبلغ 10 ملايين فرنك فرنسي، آنذاك؟ 
الأخت بشرى اسميحيلي.. هل سأرد على أي شيء يقال وأدخل في تفاصيله؟.. المهم في كل هذا وما أريد أن يعلمه الرأي العام هو أنني لم أقتن أية شقة خلال مزاولتي أو تحملي أي مسؤولية عمومية.. قضية الاختلاسات أو الرشوة غير واردة بالنسبة إلي.. أنا لدي مسار مهني شريف.. ثم ما الذي سأفعله، أصلا، أنا بهذه الشقة؟.. أنا اقتنيتها من أجل بناتي اللواتي أزورهن لـ24 ساعة ثم أعود أدراجي لأن مهامي، هنا، لا تسمح لي بأكثر من هذه المدة.. عندما سنتهي بناتي من دراستهن، هناك، سأبيع تلك الشقة و "ندخل فليساتي".. أنا أريد العيش في بلادي لا في الخارج.. وأموالي أنا محتاجة لها هنا ببلدي.. أما الذين يقولون إنني اقتنيت شقة سنة 2010 ويلتقطون صورة لها وينشرونها في الانترنت بشكل يوضح، تماما، العنوان الذي تتواجد فيه.. بناتي أصبحن يخفن الآن من البقاء في هذه الشقة بعد أن تم تعميم عنوانها في المواقع الإلكترونية.. لماذا يفعلون ذلك؟ ما هدفهم وراء ذلك؟.. هذه هي الأسئلة الحقيقية التي يتعين عليك طرحها الأخت بشرى. 

بل السؤال الحقيقي الذين يتعين طرحه آ ياسمينة هو: إذا كنت واثقة من براءتك، كما تقولين، وتطعنين في كل الاتهامات الموجهة إليك.. فلتمنحي "الأخبار" نسخة من عقد ملكيتك لهذه الشقة تثبت التاريخ والمبلغ الحقيقيين لاقتنائها "وهني راسك"؟ 
هذه الوثيقة سأضعها رهن إشارة القضاء لا رهن إشارة الصحافة. 

الرأي العام ينتظر منك الآن الدليل، فقضيتك تم تسويقها إعلاميا وبالتالي حتى تبرئي ساحتك نهائيا مدي "الأخبار" بعقد شراء هذه الشقة؟ 
لا.. سأدلي بهذا العقد للقضاء. 

وهل يتضمن، حقا، هذا العقد مبلغ 2 مليون فرنك فرنسي كما تقولين؟ 
نعم.. يتضمن 2 مليون فرنك وإذا كان لديكم محامي فليطلع على هذا العقد، في حينه. 

هناك محامي آخر مستعد للاطلاع على هذه الوثائق وهو فرنسي الجنسية.. طارق السباعي أكد، في تصريحات صحافية له، أنه تم توكيله للبحث في هذه القضية حتى إنه زار المغرب قبل أيام.. أمستعدة لمنحه عقد شراء الشقة.. "باش تفضي من هاذ الموضوع"؟ 
طارق السباعي قال إنني اقتنيت شقتين في 2010 دون أن يدلي بأية وثائق.. "آش بقات معاه شي هضرة"؟.. يقول أتيت بمحامي فليأت حتى بعشرة محامين وماذا بعد؟.. أنا كما قلت لك: ضميري مرتاح. 

هناك مواقع إلكترونية نشرت نسخة من عقد ملكية شقة بباريس باسمك وبمبلغ 910 آلاف يورو، فما قولك؟ 
هي وثيقة مزورة.. تتضمن اسمي وعنواني بمبلغ غير حقيقي وبكيفية فيها تدليس.. "إيوا ثقي بيا آ بشرى مللي كنقول ليك شي حاجة".. بل أكثر من ذلك أنا أطلب منك أن تطالبي السباعي بأن يمنحك الوثيقة. 

هو يستند إلى تلك الوثيقة المنشورة في الانترنت؟ 
ولكن شفتيها بعينيك ولا شفتيها بالانترنت. 

هو يؤكد أنه يتوفر عليها، ولا يطلق الكلام على عواهنه، فما ردك؟ 
قولي له أن يمدك بوثيقة كاملة.. لن يتمكن من ذلك.. لو كان يملكها لنشرها كاملة بل هو نشر وثيقة مزورة مطوية.. حتى الذين لا يفهمون في القانون لاحظوا ذلك.. إنه تزوير واضح. 

ما مشكلك مع السباعي؟ 
ماكنعرفوش.. لا مشكل لدي معه. 

هو زميل لك فهو محام أيضا بهيأة الرباط، فكيف لا تعرفينه؟ 

نعم.. هو زميل كنت أكن له كل التقدير والاحترام.. وأنا أعتقد أن طارق السباعي ليس وحده من يريد استهدافي لأنه لا يمكنه ذلك.. طارق السباعي يظلمني ويكذب علي ويزور وثائق ضدي؟ هذا يعني أن هناك أمرا ما غير طبيعي.. ومادام أنني لا أعرفه ولا عداوة بيني وبينه فيجب التحري في الأسباب الحقيقية وراء هذه الحملة ضدي ومن يقف وراء السباعي. 

من يكون وراءه برأيك؟ 
لا أعرف.. أنت صحافية وتلتقين بالناس.. أنت تعرفين أكثر مني السبب. 

السبب واضح بالنسبة إلى السباعي، نفسه، فأنت متهمة في قضية اقتناء عقار بباريس وطبيعي أن يتحرى حول الموضوع مادام أنه رئيس للهيأة الوطنية لحماية المال العام. "من هاذ الوزراء كاملين مابنتي ليه غير انت"؟ 
آييه.. هذا هو السؤال الذي يتعين عليك طرحه.. هل طارق السباعي لم يجد أمامه إلا ياسمينة بادو ليتهمها بهكذا اتهام؟ 

لا دخان أللا ياسمينة بدون نار؟ 
إيوا فين هو هاذ الدخان؟ 

الشقة التي تملكينها؟ 
أنت تدفعينني مرة أخرى لتكرار نفس التصريح الأول: اقتنيت شقة سنة 1998.. سأعيد عليك الأسطوانة ذاتها.. يا إما أنا حمقاء وأعيش حالة سكزوفرينيا أو أنني كنت وزيرة دون أن أعي بذلك سنة 1998.. شيء غريب جدا. 

من يكون وراء السباعي، برأيك؟ 
يعلم الجميع أن حزب الاستقلال هو مستهدف، اليوم، أكثر من أي وقت مضى.. هناك اليوم محاولات يائسة لتدنيس سمعته من خلال استهداف رموزه ووزرائه السابقين، في إطار صراع سياسي بين حزبين أحدهما اختار، طواعية، الاصطفاف في المعارضة فلم يقبل الثاني ذلك، الذي يكون العدالة والتنمية. 

ولماذا برأيك تم الربط بين اقتنائك الشقة بباريس وصفقة اللقاحات، التي وجهت لك اتهامات خطيرة، بخصوصها؟ 
لا أدري ذلك. 

قيل إنكم ربحتم من وراء الصفقة "ملايير كتخلع"، دون الالتزام بالمقتضيات القانونية المحددة لإبرام الصفقات.. صفقة "روتافيروس" و"بينوموكوك" أكانت بالشفافية المطلوبة أم شابتها خروقات؟ 
هذه اتهامات خطيرة.. أولا السي السباعي في كل مرة يتحدث عن لقاح معين وعن صفقة بعينها.. مرة يتحدث عن لقاح أنفلونزا الخنازير ومرة عن لقاح "روتافيروس" ومرة أخرى عن لقاح "البنوموكوك".. هو لم يضبط حتى نوع الصفقة حتى يتهمني بشكل مباشر.. الصفقات التي مرت داخل وزارة الصحة كانت بشفافية ونزاهة تامة.. إذا كان السباعي يتحدث عن "روتافيروس" و"بنوموكوك" فهي لأول مرة في تاريخ المغرب يتم استيراد لقاحين بإمكانهما تخفيض وفيات الأطفال مابين 50 إلى 70 في المائة، بناء على كل المعطيات العلمية.. هذين اللقاحين جد مكلفين ولم يكونا ضمن دفتر التلقيح التابع لوزارة الصحة.. الحكومة السابقة لما قدمت لها هذا المشروع، اقتنعت، في شخص وزيرها الأول، آنذاك، ووزير ماليتها، بضرورة اقتناء هذان اللقاحان. 
 يجب أن  تعلمي أن هناك مختبرين اثنين في العالم يتاجران في هذين اللقاحين تباروا في إطار نزيه.. أحدهما فاز بصفقة "البنوموكوك" والثاني فاز بصفقة "روتافيروس".. بعد ذلك "ناضت القربالة" وتم إلغاء تلك الصفقة، خلال الحكومة الحالية، دون مبرر مقنع.. وزير الصحة السيد الحسين الوردي أمام البرلمان قدم تصريحا أكد فيه أن صفقة اللقاحات التي أشرفت عليها ياسمينة بادو لم تعرف أي اختلاس. 

وماذا عن صفقة أنفلونزا الخنازير؟ 141 مليار سنتيم وجهت لك اتهامات بإهدارها، لما كنت وزيرة للصحة؟ 
لا، غير صحيح.. غير صحيح.. أتريدين مني أن لا نلقح الناس من هذه الأنفلونزا.. ثم فلتعلمي أن أنفلونزا الخنازير وزارة الصحة لا تشرف عليها.. لكن هذا لا يعني أنه كان فيها اختلاس. 

إذن أنت تتبرئين من هذه الصفقة وتحاولين إلصاق مسؤوليتها بجهات أخرى؟ 
لا.. حتى تلك الجهات الأخرى لم تقم باختلاس.. لأنه في جميع الأحوال نظل أعضاء في هيأة تتبع الجائحة التي أحدثت منذ حكومة السي إدريس جطو.. وزارة الداخلية هي التي تتبع هذه المسطرة بما فيها الصفقات وفتح الأظرفة واستلام اللقاحات.. ولكن هذا لا يعني أنها متورطة.. لكني أشهد أن كل هذا تم في إطار من النزاهة والشفافية. 

لكنك تتحدثين عن "لقاحات فاسدة"، أللا ياسمينة؟ 
لم تكن هناك لقاحات فاسدة.. اسمحيلي أللا.. 

للا ياسمينة "راه ماتوا أربعة اطفال بسبب تلك اللقاحات"؟ 
ماتوا بسبب اللقاحات الفاسدة؟.. غير صحيح.. أبدا.. أبدا.. فلتعلمي أن اللقاحات في العالم لا في المغرب لوحده دائما تكون هناك بعض الحوادث العرضية.. شخص لا يتحمل اللقاح لضعف مناعته أو لإصابته بمرض ما لم يتحمل جسمه اللقاح.. هذا يحدث في العالم كله.. ثم نحن نلقح 600 ألف شخص في السنة ومات أربعة فقط وقد تكون وفاتهم ناجمة عن سبب آخر غير اللقاح. 

لكن هناك دعاوى قضائية رفعت ضد وزارة الصحة من أولياء هؤلاء الأطفال؟ 
إذا لم تخني ذاكرتي فإنه لم  يثبت أن الوفاة كانت بسبب اللقاح.. عادة ما تتم مقاضاة المختبر لا وزارة الصحة.

إذا كان ما تقولينه صحيح، فلماذا أحال الحسين الوردي، وزير الصحة الحالي، ملف اللقاحات على المجلس الأعلى للحسابات؟ 
لا.. غير صحيح لم يحلها على المجلس الأعلى للحسابات.. قبل مغادرتي وزارة الصحة كانت لجنة من المجلس الأعلى للحساسات تقوم بافتحاص للمؤسسة أسوة بمختلف المؤسسات العمومية الأخرى.. وأتمنى أن تكون لجنة الافتحاص وقفت على إشكالية اللقاحات لأنه والله يا أختي بشرى نحن لم نطالب بتقصي الحقائق في الموضوع إلا لأننا مطمئنون.. ثقي بي ضميري وقلبي مرتاح.. أريد للرأي العام أن يعرف الحقيقة في نهاية المطاف. 

وهل ضميرك مرتاح أيضا من جهة صفقة شراء أجهزة طبية غير صالحة من الصين بأثمنة مبالغ فيها وزعت على العديد من المراكز الاستشفائية في العالم القروي، لما كنت وزيرة للصحة؟ 
(تصمت طويلا ثم تقول(: سأقول لك أمرا مهما: وزارة الصحة غادرتها منذ سنتين وسبق لوزير الصحة الحالي أن أكد، أيضا، أنه لم يتوصل إلى أية صفقة بخصوص أجهزة متقادمة.. يجب أن تعلمي أن وزارة الصحة لا تقتني ما هو قديم من الأجهزة.. ودائما تتبارى أكبر الشركات في العالم على الصفقات في مجال تجهيز المستشفيات.

وماذا عما راج، في عدد من وسائل الإعلام، أنك كنت وراء ما وصف بـ"التدخلات الأمريكية" بعد اندلاع الصفقة.. إذ أصبحت الوزارة محجا لمسؤولين كبار في الشركة الأمريكية الفائزة بالصفقة لطي الملف وإيجاد حل يرضي كل الأطراف؟ 
ولكن آش جابني أنا لهاذ الشي؟ وأنا ما محلي من الاعراب من كل هذا؟.. لا علاقة لي بهذا الموضوع. 

هذا مادفع بنكيران ليقول: هنالك ضغوط يتعرض لها وزير الصحة الحالي؟ "كان كيلوح عليكم الهضرة"؟.. حتى إنه قيل إن السفير الأمريكي السابق صامويل كابلان زار وزير الصحة، شخصيا، في محاولة لـ"طي ملف اللقاحات"؟ 
"وانا مالي في هاذ الموضوع؟".. "آش دخلني لهاذ الشي كلو؟".. السفير الأمريكي ما السفير الأمريكي.. انا لا علاقة لي نهائيا بالموضوع.. أنا غادرت الوزارة قبل سنتين.. لهذه الأسباب طالبنا بتقصي الحقائق في هذا الموضوع.. "ولكن هذا ماشي شغالي.. شغال الحكومة الجديدة".. نحن قمنا بعملنا بكل صدق وأمانة.. ثم إنك تعلمين جيدا كيف تمر الصفقات آ الأخت بشرى. 

ماكنعرفش نتوما اللي كتعرفو؟ 
هل تعتقدين أنني أكون جالسة في مكاني وأشرف على صفقة ما وأقول لهم: فلتمنحوها لهذا الطرف دون الآخر وأصر على الطرف الذي أريد.. أبدا.. يكون هنالك طلب عروض.. ويمكنني أن أقول لك أكثر من ذلك..  لقاح "روتافيروس" و "بنوكوموك" كانا بجودة عالية.. هذه عملية إجرائية تحترم فيها المساطر القانونية أللا.. هكذا تمر الصفقات من يقدم أقل ثمن نقول له: "مبارك مسعود".. هذا غريب جدا.. كيف للناس ان يثقوا بهذه الأمور.. لا أفهم كيف للناس أن يثقوا في أنه بإمكاني اللعب في  صفقة أبرمت سنة 2009  واقتنيت بها شقة  سنة 1998.. ولما أقر بأنني اقتنيتها في ذلك التاريخ يقولون لي من أين لك بتلك الأموال كأنني "عاد خلاقيت هذاك النهار".. أنا يا أختي ولدت سنة 1962. 

ها أنت فضحت عمرك الحقيقي دون أن تشعري بذلك؟ 
(ضاحكة(: لا.. أنا لا أخفي عمري لأنني لا زلت صغيرة. 

صغيرة ومبتسمة هل يسعدك وصفك بالوزيرة الضاحكة؟ 
(ضاحكة(: أفضل أن يقولون إنني وزيرة ضاحكة على أن يصفوني بـ"الوزيرة المرتشية". 

طيب، هذه الشقة موضوع كل هذا الجدل هل صرحت بها ضمن ممتلكاتك؟ 
نعم.. نعم.. نعم. 

بدأت بإجراءات رفع دعوى قضائية ضد السباعي.. لكن، ماذا عن بنكيران الذي تقولين إنه قام بالتشهير بك؟.. هل ستتابعينه، أيضا؟ 
الأمين العام لجميع الاستقلاليات والاستقلاليين السيد حميد شباط هو الذي تكلف بهذا الموضوع وقرر باسم حزب الاستقلال رفع دعوى قضائية ضده.. 

زوجك الفاسي الفهري، مارأيه بخصوص هذا الموضوع؟ 
زوجي ماكيهضرش فيا وماكنهضرش فيه..  كل ما يتعلق باسرتي وحياتي الخاصة لا أتحدث عنه لوسائل الإعلام. 

لكن لم يعد هناك مجال للخصوصية في أسرتك بعد أن أصبح الرأي العام  يشارككم تفاصيلها؟ 
إيوا الله يحفظنا من العين. 

إذن تعتبرين ما يحدث لك الآن "تقويسة"؟ 
لا.. ولكني أعتبر أن كل ما يتعلق بعائلتي خاص جدا 
ـــــــــــــ...

ليست هناك تعليقات: