السبت، 17 نوفمبر 2012

إلى غزّة .. عـمر عـياش


إلى غزّة .. عـمر عـياش


1
تلوحُ بغزةَ في الحربِ
شهبٌ من الموتِ

تنهَشُ جسمَ الطفولةِ ..
تحرقُ لونَ الزمانِ
لأرضٍ بنتها العذارى
من الشهدِ حيناً
وحيناً من الزهرِ
في غيبِ حاضرِ شعبٍ
يموتُ ولا يعرفُ الذلَّ
يبني خيامَ النجاةِ إلى اللهِ
جرحاً دِماهُ دِما أنبياءْ

2
وها نحن عُرْبٌ
رنا كوكبُ الموتِ صوبَ أريجِ الخيامْ
فقالوا: هو الطيرُ يحملُ غصناً
فكفّوا عن الحربِ، هذا السلامْ
رمتنا الملائكُ في الغيبِ حيرى
وأنكرتِ الأرضُ أشكالنا
وما عرفتنا سماءْ

3
مزيدٌ من القتلِ يكفي لكي نتعلمَ: كيفَ أبونا
رمانا وماتَ وكيفَ إلى الآنَ يا أمنا
ما شفينا ..
شعوبٌ تقتّلُ فينا ..
ولحمُ فلسطينَ يُنْهَشُ ياربُ قلْ كم شهيدٍ
سنحصدُ والأرضُ تحيا لنحيا بها
غارقينَ من الموت نرجو الرجاءْ

4
شهيدٌ يزفُّ شهيداً
وأمٌ تودّعُ نايَ الإلهِ:
رمته الرياح إلى الأرض حباً.
وها هو يصعدُ يصعدُ سُلَّمَهُ
كي يجيبَ النداءْ

5
فلسطينُ/
غزةُ/
في الشارعِ العامِ جثّةُ طفلٍ رضيعٍ
كقطعةِ فحمٍ، يفرِّقُهُ القصفُ
عن صدرِ أمه
فراحَ إلى الغيبِ يبكي
فقالَ الغيابُ: هنا ألفُ ثديٍ
لترضعَ في الناي لحنَ البقاءْ

6
وفي الشّارعِ العامِ أيضاً حمامٌ
يجمِّعُ ريشاً رمتْهُ الصواريخُ بالموتِ
طوبى لكم يا حماماً تجلّى
ليشهدَ: طعمُ المنونِ كسحرِ عيونِ
عذارى فلسطينَ يا جبناءْ

7
ونامتْ مرايا السماءِ
ونامِ الشهيدُ ضحوكاً يَضُمُّ الترابْ
كأنَّ الترابَ عشيقته في الغيابْ
ونامتْ عيونُ العرب
نامَ صوتُ الرضيعِ المسجّى
على لحنِ عودته للسماء
ونام العدا
نامتْ الريحُ
نامَ السكونُ
ونام الحضور
ونمنا ونمتُ ومتُّ أنا
غيرَ أن القمرْ
ضناه السهرْ
وظلَّ هناكَ بعيداً قريباً من الأرض
يشهدُ كيفَ تعيشُ شعوبٌ من الموتِ هذا المساءْ


ليست هناك تعليقات: