الخميس، 28 مارس 2013

«بوح الحنان» - للشاعرة الفلسطينية جوهرة سفاريني - الدكتور رجا سمرين


« بوح الحنان » - للشاعرة الفلسطينية جوهرة سفاريني 
د. رجا سمرين، شاعر وأديب فلسطيني 
«بوح الحنان» هو الديوان الرابع للشاعرة الفلسطينية جوهرة سفاريني.
كان ديوانها الأول الذي سعدت بكتابة مقدمته هو ديوان «نداء الأرض وحجارة الأعماق». أما ديواناها الثاني والثالث اللذان صدرا في مجلد واحد عام 1999 فهما ديوان «خيولٌ لا تنام» وديوان «ولينتفض الضوء».
وقد اشتمل ديوانها الأول على ثلاثين قصيدة. أما ديواناها الثاني والثالث فقد ضمَّ كلٌ منهما ثلاثاً وسبعين قصيدة.
وقد لاحظت فيما لاحظت أن شاعرتنا تلجأ كثيراً إلى استخدام البحر الخفيف قالباً تصب فيه العديد من تجاربها الشعرية، وهو بحر على الرغم من تسميته قلَّما  ينجو من الوقوع في مزالقه أحد من الشعراء.
ومهما يكن من أمر فإن جوهرة وكما عهدتها فإن مضمونات قصائدها ما زالت تدور حول الهَّمْين الوطني والقومي، وأن الهم الفلسطيني الذي رضعت من لبانه وعاشت مآسيه لعدة أجيال فقد جعلت منه ومن فلسطين مزيجاً من العشق والأمومة والحنين والنوح والتّوق والبَوْح والألم والمعاناة.
وقد أسعدني كذلك اختفاء تلك النبرة العنترية غير المبرَّرة التي حفل بها ديوانها الأول.... تلك النبرة التي كانت تعبر فيها عن الأمل في العودة والانتصار وتحرير الأرض المغتصبة والذي كانت جوهرة ترفض أن تئده بين ركام الذل والضياع.
وقد أَحَلَّتْ جوهرة مكان هذه النبرة نبرةً أخرى هي النبرة الدينية التي تناجي فيها الخالق والرسول r وتضرع إليهما أن يقفا مع شعبها الذي تخلت عنه أُمَّتُهُ التي لا يقل عددها عن ثلاثمائة مليون نسمة وتركته يواجه وحده أخبث عدوْ عرفه التاريخ معتمداً على دَعْم الدول الاستعمارية. وقد صوَّرت هذه النبرة في أكثير من ثلاثين قصيدة .
وبعد، فإن شاعرتنا جوهرة من الشواعر العربيات اللواتي بادرن وبشجاعة منقطعة النظير إلى البوح بعواطفهن الأنثوية نحو نصفهن الآخر يعد أن استطعن أن يُحَطِّمْنَ قيود الحر ملك التي فرضتها وبقسوة مجتمعات القرون الوسطى على المرأة العربية.
والقارئ يجد ذلك في العديد من قصائدها في دواوينها الأربعة مثل: قصيدة، ألقاك غديراً بدمي، وقصيدة.
وفي الحالتين تكونين لي ولا .. ولا.. للأَسْوَد.
بقي لديّ تساؤلٌ مُلِحُّ لم أتمكن من كبح جماحه مفاده: هل يجور للشاعر أو الشاعرة أن يكرر نشر قصيدة أو أكثر في ما يصدر له نشر قصيدة أو أكثر في ما يصدر له من دواوين؟ كما فعلت جوهرة التي أعادت نشر قصيدتها «ولينتفض الضوء» في ديوانها الثالث بعد أن كانت قد نشرتها في ديوانها الأول. وهي لم تكتَفِ بإعادة نشر هذه القصيدة بل جعلت منها عنواناً لديوانها الثالث الصادر عام 1999م؟!

والله ولي التوفيق
                         د. رجا سمرين، شاعر وأديب فلسطيني 

ليست هناك تعليقات: