الأحد، 18 نوفمبر 2012

إرهاصات من وحي الكلام - الشاعرة رجاء قنديل


إرهاصات من وحي الكلام  - الشاعرة رجاء قنديل
الشاعرة رجاء قنديل

سقط المطر 
في وهج الضحى و انهمر 
تتاأب الصبح 
وأفرك عيون الصبى 
من وجع الأرض 
تخرج لغتي عن صمتها 
تصنع معروفا في لقاء خديها وأخجل 
أرقب قوافل الهجر بين الشام و بغداد 


لاأرى إسما يليق بي 
أنت...الحليف الصامت 
في دروب النسيان و العروبة 
منشغلة بزي النساء 
لا أدري..من أين تأتي البسالة ساعة الصفر؟ 



و القتل فينا 
منا يأتي الرصاص طوعا 
دون إستحياء 
فكيف لي العيش في تربة تخون أهلها 



ودماء تراق في شوارع 
تحمل إنتمائنا الموعود بالرحيل 
أحاول تركيب الصورة المنفلثة 
عن المصالحة ..و اللغة تترك حروفها فارغة 



لا تقوى على النطق 
حين يطلب منها الكلام 
أضع تاريخ أمتي جانبا 
و أبحث عن وطن يحمل إسمي 



من الضياع والنسيان 
أحاول ثانية فهم ما مضى 
وأراقب تحية العلم 
في وجوه من يحلمون بوطن جديد 



يجتمع القوم حفاة ...والصدى يملأ الحناجر 


ماذا عساني فاعل ؟ 
ويدي تخونها الإشارات 
في ملح الجرح 
تخصب كلماتي أنين الذكريات 



أركب صهوة ريح 
تجاهد في البراري 
أحمل صفر الإيحاء على إمتداد الصحراء 
لا أثر للرمال ولا سراب يخدع الأمنيات 



أكتب ما تبقى مني 
في ورق يتعطش للبكاء 
تجهش العبارات بالنواح 
أصرخ في وجه نفسي 



لأكتب مقامات الهزل المباح 
أتعبني السفر في ثنايا الاحساس 
الهارب من جلسات الإعتراف 
أملي على الورق دموع النساء 



وأمي تنتظرني على الشباك 
أحمل فيض البوح في عيون 
جفت معانيها 
لا أقوى على حمل صورتها 



يجرحني إحمرار الدم 


في العروق 


وأبتسم في وجه العاصفة 


وأنا العربي الغاضب 
أحمل نعلي هاربا نحو الحدود 
والقوم خلفي و صورة الجنود 
لا تفارق حلمي 
ويمتد القتل حتى ذلك الطفل المولود 
هل إبقى مع الناجين أو أظل مفقود؟ 
أحمل أسفاري بعيدا 
كي لا أموت..... 



قريب من قبري 
اسقط وفي يدي 
ما تبقى مني 
امام اعترافات الشاهد والمشهود 
اخون ظلي وارحل 
يظل مكاني يحافظ على الوعود 
اسخر منك يا موتي 
حين لا اجد في جيبي 
وطنا يقرضني ساعة الصعود 



الشاعرة رجاء قنديل


ليست هناك تعليقات: