صَيدُ الْياسَمينِ - شـعـر فتح الله بوعزة *
ليس لي إخوةٌ
قالتِ امْرأةٌ في ضفائرِها
مطرٌ فائضٌ شيئا ما
عن حاجَتي
ليسَ لي وطنٌ قالتْ
و اعْتلتْ قامتِي
كيْ ترى من قريبٍ
كيفَ يدسُّ الشِّتاءُ مكائدَهُ
في شبابيكِ القريةِ
و تدلَّتْ
كيْ تبصرَ جيداً
ما الذي يَحدثُ بين طيْرَيْنِ
خلفَ أزاهيرِ الأقحوانْ
ليس لي قمرٌ
أتبعُ دمَهُ
خيطاً
خيطاً
أوْ أشُدُّ إليهِ سَمائِي
كيْ لا يسْقطَ منها رَحَّالةٌ جُددٌ
و ملائكةٌ مسْرِعِينَ
إلى صَيدِ الْياسَمينِ
على شفتيّْ
ليس لي شجرٌ أسْتعينُ بهِ
قالتِ امْرأةٌ في شبابِيكِها
شجرٌ مطمئنٌّ
إلى شُبهةِ المعْنى
في لِسانِ الطَّيرِ
في لِسانِ الطَّيرِ
و أَحْذيةِ المارَّةْ
ليْسَ لي إلا أنتَ
تأتيني بالنَّهرِ الذي وعدَتْ أمّي
أنْ يَمرَّ على إصبعي
فاخْتَفى في ضَفَائرِها
مجْذوباً إلى شيءٍ لا أراهُ
و ليسَ لهُ بابٌ أوْ نافِذةٌ
أَصْرفُ منها الياسمينَ
إلى أبديَّتِهِ الْعمياءْ
ليْسَ لي إلا أنتَ قالتْ
و اعْترضتْ رغوتي
كيْ ترى ماذا يفْعل اللَّيْلُ
باللَّيلِ في هذهِ الحالةِ!
* أديب من المغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق