الأربعاء، 29 مايو 2013

من المجموعة القصصية '' محبرة بيضاء '' - رحاب الصائغ

رحاب الصائغ - من المجموعة القصصية '' محبرة بيضاء '' 
 رحاب حسين الصائغ - العراق
عادةً اكتب التاريخ في زاوية كل الصفحات لمسوداتي، راودني شعور غريب ان أمحي التاريخ واكتب كلمة شرطي، ولكن لماذا شرطي لأكتب كلمة سياسة، وانا اعلم جيداً ان في بلادي لا تاريخ ولا شرطي ولا سياسة، طويت الصفحة ووضعتها جانباً، لأني مشردة في البلاد.

خطوط الوجه المعتم
قالها اعمى ومات ، في العتمة لا تنفع النظارات.
***أزرار قميصه تنفلت حين يضحك؛ وهو يكتب حقيقة العالم.
***وقع في بحر الشرود ومشى بدون تحديد هدف، اتخذ من الخمر املاً، إلى أن مات وهو يترنح.
***كم تمنى الاستقرار فلم يجد أمامه غير الفجوات، فعاش مستلب الامنيات.
***ظهر الجهل ، وتسرب بين الاحياء الفقيرة، ولم يترك شيء إلاَّ واستفاد منه.
***انتعش القضاء والقدر في بلاد امتلأت بالفراغ، حين وجد له مكان، عاث في جميع الاشياء ولم يكشف سره أحد.

الساعة الرملية
1- كم مرَّةٍ استسلم لذلك التيه الآتي من وراء ستائر الغرفة/ مع انه قد هجرها قبل صباه.
2- جمعتهما قصة طيَّبةُ اللحظات، مع الأيام نام كلَّ احتفال عائم حول اللقاء، لذلك تكسرت أكوام من الثلج عند موعد المهاتفة وأصبح رنين الجهاز يتلف لذة القصة.
3- دخلت حياته نغمة لم تلسع غير الجسم النائم في عقله المتردي نحو قضايا الدولة، وهو شارد في مهامه التالفة، لأنَّ مؤسسته الحكومية التي طرد منها منذ أعوام لم تعاود مخاطبته.
4- سريره بارد منذ أن فارقها، مع انه كل يوم ينام قرب صرخات حلمه المفقود.
5- تزامن عنده حركتان واحدة / قبل أن يخلع نعله ويهمش دورها كأنثى، وأخرى / عندما ينهض باكراً دون جسده الغارق بالخوف.
6- احكم وضع الكرسي في الزاوية، ولأيام ينظر نحو الباب، أدهشه الوقت الذي لم يتحرك نحوه وهو عاري بلا جدران.
7- شغله الرسم على وجه الريش وأرهقه سنوات، الطيران والتحليق فوق قفص صدرها الناعم .
8- منهمك بكل مشاكل العالم يومياً، يقلب الجرائد يسكب القهوة في حلقه، يرمي أعقاب سكائره في أمكنة خالية من البصر، يتحرك نحو الباب يجلس حول أفكاره يداعب ساعته.. عندما يجد كل الأخبار سيئة يدخل سريره وينام.

لا وجود للتاريخ
عادةً اكتب التاريخ في زاوية كل الصفحات لمسوداتي، راودني شعور غريب ان أمحي التاريخ واكتب كلمة شرطي، ولكن لماذا شرطي لأكتب كلمة سياسة، وانا اعلم جيداً ان في بلادي لا تاريخ ولا شرطي ولا سياسة، طويت الصفحة ووضعتها جانباً، لأني مشردة في البلاد.
***من يعرفني يسأل ماذا اصاب الكون؟!، يعمُّ الدمار حولي، بينما أتم انزلاقاتي اللولبية بدم يتمزق في حب النساء، لا فائدة مني في اي زاوية من هذا العالم.
***الفراغ كلمة سُجنتُ داخلها اكثر من ألفي عام، مع انَّ كل ما حولي يتقدم بسرعة شعور غريب يدلفني دائماً للمتاهة.
***بنفس الصورة السابقة اقتربت من الخط الاول، المكان الجامعة قاعة المحاضرات، مازال ذلك الاستاذ، يتجول بنظره في الوجوه الجالسة، لم يكن احد غيري من الحضور، منكب اتابع رغبتي في النجاح.
***الطريق العام جمعني ببائع السكائر، حدثني لحظة صحو. عندما افترقنا فهمت انه ينفذ مصلحة الدولة.

أسماء على النوافذ
(1) 
أحمد..فوق مرايا اعجابه المحنط، وعلى صحراء امله الدسم، رسم جسدها بصورة معقدة، ثم اخذ يضاجع رغبته المنحوتة في حقل أفكاره.
(2) 
حمدي.. يحلق احلامه فوق سهام من نار، لتسكن حدائقها البلورية، يعد جيوشا من تلهفه نحوها، بينما هو يجاهد في الوصول لأسوارها، في لحظة غضب يلعن افكاره اتجاهها.
(3)
علي.. متلهف بسحر شمسها، هدفه ان يصل مشاعر احلامها، وحيواناته الحقيرة تتلوى تحت جسده المحترق للشهوة.

(4) محمود.. متلهف كفرعون لقربها، يقبل هالات قشه المتناثرة من جوع لحضنها،غارساً مسامير افلاطون طوقا حول عنقها، ناسيا امله المتشقق من عنة تلاحقه.
(5) صبيح.. صبَّ سمه المتقاذف من بلعومه الجلف، واخذ بالسب ولفظ كلماته الثعبانية، يقظته المنسلخة من خياله المتعجرف، وهي لم تعره ايَّ اهتمام.
قصص الكتروني 
1- انتظرته طويلاً، أتى خريف العمر، ولم يأتي.
2- أنا والجدران، تعلمنا الصمت منذ اعوام.
3- ابتسمت طفلتي، نسيت البكاء، واحتضنتها.
4- في الليل قال: احبك، وجدت النجوم تتلألأ
5- راسلني مرات، ما زلت أفكر في الرد.
6- حلمت انني حامل، وقضيت العمر عاقرا.
7- كان لديَّ بيت؛ بعته، كي أسدد ديوني.ً
8- رغم كل التحذيرات منه؛ وقعت في شباكهِ.
9- فتحت الشباك؛ تناثر الصبح فوق صمتي.
10- أحرقت أصابعي؛ لأنَّ سيكارتي لم تحرق أحزاني.
11- نام الليل، العتمة، الظلام، ومازلت أفكر.
12- كاتبني منذ أعوام، لم أنتهي بعد من قراءة رسائله.
13- سرق جمجمتي، وقاد حبي للجنون.
14- كتب المحتل عبارة، لا وطن بعد اليوم؛ تشرد الشعب في كل الاوطان.
15- أرادوا إعادامه، لكن الحبل لم يصل رقبته لقصر قامته.

تأمل وفضفضة
-1- منذ أن علق بحذاء فتاة شابة، وهو يغازل زوجته برقة الثعلب، ودهاء إبن آوى، ناسياَ أنَّ السنين علمت زوجته، صبر الحمار وفقهت خربشات مشاعره الميتة.
-2- يعود مبتهجاً؛ يوم تعاكسه عشوائية عقله،الآتية من.. غنج مراهقة كماجنة تقنص عصب جسده الذي جعلته السنين مصفراً.
-3- ملابسها الملتصقة على ساقيها، يثيران ما ينبض تحت هيكله العظميّ من شرايين، وهو الذي لم يعرف طعم الشواء الطازج فوق عمره الخشن.-4 - ما أن شاهد زاوية جفنيها المحنطان بسواد المسكارا، والشفتين يعج الاحمر عليهما، غرق حتى اذنيه في اول الصباح، ووقع ببئر حلم ممزق.-5- مع أنَّ جيوبه لم تعرف شكل النقود طوال حياته.. إلاَّ ما ندر، لكنه كل ما يشاهد، ثديان نافران، وعقد جميل يداعبه صدر أنثى، يمتلئ بالرغبة، وتحلم جيوبه بالعمار.-6- حين ذهب يشتري الدواء لزوجته المريضة، نسي كل شيء وهو يقف امام الصيدلانية وما يحمل جسدها من تضاريس فتية، لم تقع عيناه على مثلها من قبل.

ثبوت الزوايا
( 1 )
من سطح البيت يشاهد المدرسة، حفر تمثال من الصمت في راسهِ، والمحتل في بلده يقتل كل أحلامه الضئيلة التي تسير بسرعة الف ميل للوراء.
***عشق زهرة يانعة أذبلتها الذكريات، يوم امعنت النظر في صولجان والدها، لم تبتسم لحبيبها حقول الحياة، فذهب للبحر وتلاشى في عمق موجه.
***كان من اتباع هتلر، نزع الفرح من عناصر جسده، وزين مظهره من الخارج؛ بدبابيس الخاكي، كشاب يتأمل المجد.
***غصن شجرة مقطوع، تأمل السنين من حوله، انتبه لنفسه بعد ان شاخ العصفور ولم يحط على جزء منه.
***في ليلة رأس السنة الجديدة؛ اضاع قبعته، لذلك لم تصمد الافكار في راسه، كلما دخل عام جديد.

رموز فناجين مملة

-1-طال انتظار الطاحونة ، لعشاق مخلصين، كان آخرهم؛ فقير معطفه ممزق، ظل يهندس ثقوبه بتصاميم شكلها ميت .
-2-محمد احتمى بظهر فكرة، أثرت به من أيام جلجامش، زرعها في قلب ابنه المولود حديثاً، لكنه نسي ان يسقيها جمر الملحمة، فنشأ ابنه جاف الافكار.-3-دائما تهاجر محترقة بدخان جمجمتها، أما انفاس صدرها؛ يغزوها برود شديد، عندما تترك عشاقها، منهوكين بلعنة جمالها.-4-سمير يؤثث اعمدة الطرق الواسعة، زفرات طيورها ابابيل، لأنَّ بغداد توزع الحرمان لأبنائها، تبعثر طموحاتهم تحطم قلوبهم، وتعطي للسماسرة؛ المناصب دون رحمة.-5-بعمق الالوان الفاترة سار وراء امرأة الى أن أصبح شكله رصاصي، هو كمدينته يكسر اذيال النساء، ويحول قعرها الى أسيادها

ستائر الليل ممزقة
-1-ترفرف مهج ذكرى فؤادها؛ المحقون بسلوكه الرخيص، العلاقة الضحلة بينهما، انهار موجاته سالبة، كلما نظرت المرآة على حائط ليلها المتهدم. كسرت طيف الذكرى.-2-كتبت قرب النافذة بعد ان هجرها، قضية المرأة كصوت كاهن تجاهله مجتمع مخنوق بالارث والتبعية، فما قيمة دعواته، اذا كانت الجبال ميتة.-3- طمرت رغباتها المتنازعة عشرات السنين، تحت الاقواس الرخامية، رغم الفراغ الذي تعيشه، وأخيرا استسلمت لكهل هَجرَتهُ السنينْ.-4-هنَّ خمس بنات، سقتهم امهم شراب ثخين من الامل، زوجتهنَّ بلا رغبة منهنَّ، فتشعب إحساسهن الى قوائم اصلب من افكار والدتهنْ.-5-العرافة ليس لها صوت مخملي، وهي كل يوم تذهب لها، الى أن تعلمت، كيف تحمل براءة الذئب المعذب باحترام خالي من الاغراض، من عرافتها المتلهفة الى ضحاياها البائسين.
محبرة بيضاء 
في الحديقة لا وجود للاشجار، بينما كان جالساً ممسكاً، بخراف خيالاتي المتوجهة الى مراعي المجهول، صدمتني علامات استخدمت من قبل الشرطة، وعلى علم بما سيحدث، ركبت معه دون التفات.
***اعطاها صورته، تصلبت شرايين وجهها للعلامة الفارقة فيها، واكتمل الفراغ الذي في داخلها منذ ذلك اليوم، لم تعد تسمح له باقترابه منها.
***حلمه تهالك حين فتح الباب على مصراعيه، ووقف يسخر من افكاره الحرة المغلف بها، إلى ان ابتعدت الشمس عن الارض في نفس المكان، بعدها لم تنجح محاولاته ابداً في التحليق.
***أصوات السيارات ودخانها المتصاعد. جعلني ممتلئ بالاحلام. في جيبي عناوين جمعتها من العدم؛ وادخالتها الواقع، استيقظت على صوت الممرضة متسائلة: تنتظر الجواب، في اسباب(...)، وفشل وصولي بخطى اسرع.
***داعبني المطر يوم كنت مندفع في اتخاذ قرار، متذكراً لحظات الطفولة المشردة والمستقبل المفقود.

_ الأحد 26 مايو 2013 _ 






ليست هناك تعليقات: