الخميس، 23 مايو 2013

( قَسَمُ أُنْثى )-- الشاعرة فاتحة يعقوبي

( قَسَمُ أُنْثى )
الشاعرة فاتحة يعقوبي 

هِيَ صَفْحَةٌ سَأَطْويها

بِأَلَمِها بِجِراحِها

وَحَتّى لَحَظاتِ الْفَرَحِ فيها

وَحَتّى لَحَظاتِ الْفَرَحِ فيها

سَأُرَتّبُ أوْراقي

وَقِصّةُ الأَمْسِ أُنْهيها

أُقْسِمُ قَسَماً لَيْسَ قسمُ الرّجال

بَلْ قَسَمُ أُنْثى

عَشِقَت عِشْقاً أَقْوى مِنَ الْجِبال

أنْ أُجْهِضَ حُبَّكَ مِنْ رَحِمِ قَلْبي

وَأَجْعَلُهُ في خبرٍ كان

لنْ أَخْضَعَ لَكَ بَعْدَ الْآن

لَقَدْ أَعْلَنْتُ ..

أَعْلَنْتُ عَلَيْكَ الْعِصْيان

لَنْ أَتَرَقّبَ وُجودَكَ في أَيِّ مَكان

تَحَجّرَ قَلْبي بِعْدَ طَعَناتِكَ بِالسِّهام

كَفاهُ أَلَماً وَجُرْحاً كانَ مِنْكَ بِإِحْكام

سَأَكْنُسُكَ مِنْ ذاكِرَتي

فَأَنا امْرَأَةٌ

قادِرَةٌ عَلى صُنْعِ النِّسْيان

عَلى كَتْمِ صَوْتِكَ

الّذي يَزورُني في الْأَحْلام

لَقَدْ اسْتَيْقَظْتُ....

وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ بائِعٌ لِلْكَلام

لَنْ أَتَراجَعَ في قَسَمي

حتّى إنْ طَلَبْتَ السّماحَ

وَأَعْلَنْتَ الاسْتِسْلام

سَأَمْضي بِكُلِّ كِبْرِياء

وَأَضَعُ قَلْبَكَ

إنْ كُنْتَ تَمْلِكُهُ تَحْتَ الْأَقْدام

فَأَنا لَسْتُ طِفْلَةً تَحْبو عَلى أَرْضٍ

سُجِّدَتْ مِنْ نَسْجِ الصّوفِ أوْ حَريرِ الدّود

لسْتُ طِفلَةً تًسْعَدُ بِدُمْيَةٍ

أوْ حِباتِ عِنَبٍ منْ عُنْقود

أوْ طِفلَةً تُُرْضيها بِكَلِماتٍ

لَوْ كانِتْ كَحَجْمِ مِياهِ السّدود

وَلا طِفلةً بِضَفائِرَ

نظّاراتُها تُخْفي الْعُيونَ السّود

وَلا غَبِيَّةً لا تَفْقَهُ ما في طَيّاتِ الْكَلِماتِ

وَالْأَفْعالِ وَالرّدود

أَنا أُنْثى بِشَعْرٍ مُتَمَوّجٍ غاضِبٍ

يُعْلِنُ أَنَّ مَصيرَكَ الْأُخْدود

نَظْرَتي سِحْرٌ.. بَهاءٌ كَالْوُرود

ذَكائي وَشَراسَتي بِقُوَّةِ الْأُسود

أَنا أُنْثى لَهَوْتُ كَثــيراً في صِغَري

لَمْ أُحْرَمْ التّطَيّبَ بِأَرْقى أَنْواعِ الْعود

ظَلَلْتُ أَقْهَرُ الرِّجالَ بِحُسْنِيَ الْمَعْهود

وَدَلاليَ الّذي يُثيرُ الرّاهِبَ

يَتْرُكُ مَعْبَدَهُ لِيُصْبِحَ حَبيبِيَ الّلدود

ارْحَلْ عَنْ عالمي يا هذا

فَلَيْسَ لَكَ مَكانٌ هَيّا إلَيَّ لا تَعود

تَعَلّمْتُ أنَّ مِنْ يَعْشَقِ الْكَذِبَ

لا يَفي بِالْعُهود

ارْحَلْ فَأَنينُ آهاتِ الشّوْقِ

أصْبَحَتْ شَيْئاً مَفْقود

وَحُبّكَ الّذي سَكَنَني سَأُنْهيهِ مِنَ الْوُجود !!


ليست هناك تعليقات: