الأربعاء، 29 مايو 2013

مصادرة حقوق المرأة؟؟!! - سحر حمزة

مصادرة حقوق المرأة ؟؟!!

سحر حمزة

كم هو جميل الاعتراف من الجنس الآخر بجهود ودور الآخرين في حياتهم وخاصة الدور الأهم للمرأة أماً وزوجة وأختاً وبنتا وزميلة عمل  ، وكم هو محفز أن تجد قائداً يثني على المرأة ويصفها بأنها روح المكان ويعترف  بدورها الرئيسي بل المفصلي في هذه الحياة مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ،الذي قال الكثير من الومضات التي بها رسائل للجميع في كتابه "ومضات من فكر "الذي صدر مؤخرا "لا أحب المديح" وقال "المخاطرة بأن لا تخاطر" ،وقال الكثير الذي خص به المرأة ،وتصدرت ومضات فكره اليوم عناوين الصحف المحلية بالإمارات بتصريح هام أشار فيه إلى أن التقاعد المبكر للمرأة هو مصادرة لحقوقها   ، نعم أنه صحيح ومؤكد لحد ما ليس مع كافة النساء لكنه مع البعض منهن من المبدعات والمتميزات ،ونسي المشرع بأن هناك روح للقانون الذي سمح بالتقاعد المبكر للمرأة إذا أمضت خمسة عشر عاما في العمل الحكومي في بعض الدول على سبيل المثال ،وفي الأردن حين تصل المرأة لسن الخمسين في العمل الحكومي يطبق عليها سن التقاعد ،فيما في الدول الأخرى تبقى لسن الستين إذا بقيت في أوج عطاءها وحيويتها في الخدمة.

كثيرا ما تابعت حالات شقاق ونزاع بين الأزواج أدى إلى  الطلاق بسبب رغبة المرأة الزوجة بالعمل خارج المنزل ،مع رفض الزوج وتشديده على ذلك  ،وكثيرات هن  النساء اللواتي تمارس ضدهن شتى أنواع العنف والقمع والإرهاصات المستمرة  ،والضغوط النفسية سواء من الأب أو الزوج  كي لا تواصل التعليم ،أو تعمل ،وتمنع من ممارسة  حقها في إكمال دراستها الجامعية العليا ، لا سيما إذا كانت طموحة ترغب أن تتبوأ مكانة عليا بحياتها ،و ليس هناك حدود لرغبتها في كسب المزيد من المهارات والتعلم المستمر  ،لا تجلس في البيت دون عمل مفيد يمكنها اقتصاديا ومعرفيا ، بعد أن أنهت مرحلة تربية الأطفال والإنجاب ووصلت لسن يبدأ فيه العطاء بعد الأربعين وأكثر من ذلك أحيانا  ،كم من النساء يقضي يومهن بالحديث بالهاتف أو متابعة برامج الطهي وعالمك سيدتي وطرق الماكياج وغيرها من الأمور التي لا ترتكز على طرق تعاملاتها الأسرية مع زوجها وأولادها ،أو يذهبن للتسوق والزيارات الصباحية دون الاستفادة من الوقت وأفراد الأسرة خارج المنزل .


مثل هذا الأمر يحتاج أولا إلى بث التوعية والتثقيف بين النساء والتوجيه الأسري الصحيح للمقبلات على الزواج والإعداد المسبق لهن من قبل الأم الموجه الأول ،والأسرة لتهيئة الفتيات ليكن ربات بيوت وأمهات ،أو كي يشغلن أوقاتهن بعمل مفيد يعود بالفائدة عليهن ،هذا من جهة ،ومن  جهة أخرى  كثيرات يظلمن ويكن صاحبات مبادرات ونشيطات ولهن فاعلية قوية في مجتمعهن لكن الحظ العاثر يحول دون تحقيقهن الطموح المطلوب ،ويحرمن من أدنى حقوقهن بل أنها تصادر في بعض المجتمعات وتصبح الخادمة ذات الدور الأكبر في الأسرة ونادرا ما تفرض الأم سلطتها على أبنتها التي بدأت تتفتح على الدنيا وتكبر وتستعد لدورها الأنثوي الصحيح ، لأنها أصبحت أسيرة الأجهزة الإلكترونية والفضائيات فتتبع نصائحها أكثر من أمها وليتها تعود لقراءة كتاب أبله نظيرة في فن الطهي بل أصبح "الشف أسامة" معلمها وغيرها من مسميات الطهاة الذين ما أنزل الله بهم من سلطان وما عاد لطبق العدس والمجدرة والفول وغيرها من المأكولات الشعبية دور بحياة الأسرة وأصبح الهمبرغر والباشميل واللحم دون مرق المعروف بالستيك والباستا والأندومي من أفضل الأطباق التي تطلبها الأسرة مع مرق الدجاج ماجي أليس هذا كله مصادرة لحقوق المرأة التي كانت تخبز ألذ أنواع الخبز وتطهو الرشوف وشوربة العدس وفتة الحمص بطرقها التقليدية دون تدخلات عصرية بإسم التطور والحداثة .

*****
Sahar Hamzah
Journalist Editor
CHief Editor House magazine

ليست هناك تعليقات: