الأربعاء، 12 يونيو 2013

مرض الدفع المسبق عند المواطن اليمني !! - الدكتورة سعاد سالم السبع,

مرض الدفع المسبق عند المواطن اليمني !!
الدكتورة سعاد سالم السبع


خلق الله المواطن اليمني البسيط للدفع فقط ، في كل مكان يدفع ، المواطن يدفع فواتير الكهرباء والماء والنظافة والمجاري حتى لو لم يكن لديه شيء من هذه الخدمات، ويدفع عند دخوله أي مؤسسة قبل أن يقدم معاملته وعندما يقدمها وحينما ينتظرها، ويطول الانتظار والعداد شغال يدفع ويدفع ويدفع في كل مكان له فيه حاجة ، وأخيرا اكتشفت اليوم أنه يدفع حتى في المكان الذي ليس له علاقة بحاجته ويدفع وإن كان ما يدفع له مجانا..ومع كرمه في الدفع فلا يأخذ إلا الفقر والجهل والمرض وهذه الأيام مع هؤلاء الثلاث ياخذ الموت على أيدي الإرهابيين والمخربين.. ولن يتوقف الدفع حىى آخر نفس لأن المواطن صارت لديه قناعة تامة بأنه الدفع شرط أساسي لدخوله أي مكان وهذا ما شاهدته اليوم بعيني وشاركت فيه عند باب مكتب الخدمة المدنية في الصافية فقد اصطحبت بنتي لتقديم ملفها للخدمة المدنية ووجدت المئات منهمكينفي كتابة بياناتهم على استمارة التقديم ، فشعرت بضيق شديد كيف أحصل على الاستمارة في هذه الحشد من الناس؟ فسألت بعض المعاملين فوجهني لشراء الاستمارة من محل تصوير أمام المكتب ب(40-100 ريال) حسب التفاوض ، وبعد أن طوبرت ودفعت ثمن الاستمارة وخرجت بصعوبة من الزحمة فتحت الاستمارة لوضع البيانات عليها فاكتشفت عبارة بالخط العريض (الاستمارة مجانية) وضحكت من داخل قلبي لسببين السبب الأول أني زاحمت مزاحمة شديدة لأدفع ، والسبب الثاني أننا وقفنا طوابير في حر الشمس لندفع بلا سبب .. طبعا بلغت المدير بالحكاية فقال: لو أنك وصلتِ إلى عندي لسلمت لك مئات من هذه الاستمارات لأننا طبعناها للعملاء مجانا) لكن إذا كانوا فعلا طبعوا كميات مجانية فلماذا لم يضعوها عند البواب لتسليم نسخة لكل من يدخل من المعاملين؟ ألا يعلمون أن الوصول للمدير لا يتم إلا بعد تجهيز الاستمارة؟ !! ثم لماذا لا يضعون إعلانا تحذيريا للناس من صاحب المكتبة ؟ الناس كلهم لن يعتقوا المدير من النقد فقد شعر الجميع أن المسألة تقع تحت نظام الدفع المسبق الذي تعودنا عليه وإن ظهر بطريقة الاستعانة بصديق حيث يدفع المواطن للصديق ثم يتم الاتفاق على توزيع المحصول..

ليست هناك تعليقات: