الجمعة، 25 أكتوبر 2013

اللعب في مملكة السلطان - إصدار جديد للإعلامي عبد العزيز كوكاس

اللعب في مملكة السلطان - إصدار جديد للإعلامي عبد العزيز كوكاس
لم أحاول هنا غير اللعب في مملكة السلطان، اللعب بالنص الأدبي واللعب فيه أيضا...
هي مقالات مختلفة حول النص الأدبي، كُتبت على امتداد أكثر من عقد من الزمن منذ بداية التسعينيات، قبل أن تأكلني دروب الصحافة، بعضها عبارة عن شهادات في حق مبدعين مغاربة عشت برفقتهم أو صاحبت بعشق نصوصهم، جزء منها عرض بمناسبة احتفاء اتحاد كتاب المغرب أو جمعيات للطلبة الباحثين في بعض الجامعات بأحد المبدعين، وبعضها كان عبارة عن امتداح نص إبداعي فجر داخلي طريقا للغواية، فيما تدخل النصوص التالية من هذا الكتاب في باب الدراسات الأدبية التي كانت اختصاصي الجامعي ووشم عشقي الأول في مملكة سلطان الأدب.. فيما الفصل الأخير خصص للكاتب منظورا إليه بأعين الآخرين، والذي يتمحور حول مقالات أو دراسات كانت روايتي الأولى "ذاكرة الغياب" موضوعا لها.

كان مقدرا لهذه النصوص أن تصدر مجتمعة قبل دخول الألفية الثالثة، لكني ظللت مترددا وخجلا لأني لست دارسا للأدب بالمعنى الأكاديمي، ولكني مجرد عاشق لنصوص ارتبطت معها بحميمية كبرى، من هنا العنوان الفرعي لهذا الكتاب، "في امتداح النص" الذي أوحى لي به عمل روائي رائع للمبدع البيروفي ماريو بارغاس، لكن غواية النشر ظلت قائمة ولعلي بصدور هذا العمل النقدي بكل الهنات التي أتحمل وحدي مسؤولية وجودها، أكون قد سعيت إلى تأكيد اعتراف فضائل أساتذة ومبدعين كانوا سندا لي، ولا أنسى أياديهم البيضاء على مسار تكويني الأكاديمي أو المهني، أذكر منهم على سبيل الوشم: محمد بنيس، الراحل أحمد المجاطي، الأمين الخمليشي، عبد الجبار السحيمي، محمد مفتاح، محمد عياد، محمد سبيلا، عبد القادر الشاوي...
يجمع بين نصوص هذا الكتاب اللعب بمفهومه عند هزينكا باعتباره حركة حرة، يُشعر بالحيوية، يستقر خارج الحياة اليومية ، وقادر على الاحتواء التام للاعب.. على هذا الأساس بنى الناقد الفرنسي ميشيل بيكار تصوره للقراءة كلعب باعتبارها أسمى أنواع القراءات في سعي حثيث لتحطيم التحديد السيميولوجي للنص الذي يحصر القراءة في الأبعاد التواصلية، فإذا كان اللعب يُحدث قطيعة ثم اندماجا في الواقع، فإنه في نفس الوقت يخلق ذلك التوازن بين ما هو مجاني وما هو وظيفي في حياة الإنسان...
لا أعتبر نفسي ناقدا، وإنما عاشقا للعب، يبتلعني النص كما تبتلع اللعبة اللاعب في متعة خالصة من أي غرض، ليس في عبارة "مملكة السلطان" أي قداسة، سمو، رفعة، حدود، سلطة... يحضرني الأدب كسلطان، يحمل أبعاد المغايرة، الاختلاف، ولم الرهبة في حضرته، إذ من تواضع "للأدب" رفعه.
لم أحاول هنا غير اللعب في مملكة السلطان، اللعب بالنص الأدبي واللعب فيه أيضا .

ليست هناك تعليقات: