الجمعة، 5 ديسمبر 2014

استكن أيها الطير - الشاعرة غادة الباز

 استكن أيها الطير 
 الشاعرة غادة الباز
اﻵن استكن أيها الطير
لا أحد يعلم كم نافذة للظلام عبرت
وكم من شظايا العابرين بقسوة
تناثرت حول جناحيك..فعلقت بأكتافك..
وهشمت كأسك الكريستالي
الذي مﻷته ماء معطرا بالورد
لتسقي عطاشى الطريق..
لا أحد رأى دمعة سقطت في ديار الشرق حيث يجرمون البكاء ..
فتوارت بين الرمال..
وكم من رملة أغمضت جفنها
فصارت لؤلؤة ظاهرها البياض
وباطنها حلم حزين..
لا أحد رأى الغريب وهو يسحب 
حقائبه في مطارات الحياة وحيدا..
وحين ارتعب فجأة من بغتة الطريق..
لايدري أين يسير
وكم بقي من الزمان ليصل أو لايصل..
وكأنك فقاعة ماء وضوء تخشى مساس الهواء...
أو برهة من الزمن تنتظر..
عتبات تمر بعضها كالبهجة 
يغري ويغوي..
وحين تعبرها تجدك وجها لوجه مع خيبة..
وأخرى تعبر فوضاك فتجد في 
وقع خطاها حلم غريب يبدأ..
وأشباح لاتمل الرقص حولك
كلما هششتها تشتاق نبضك أكثر..
سنون كأعراس الموت والميلاد
زاعقة صاخبة ..
كيف تعبرها وهي شق بين زمنين في الروح..
أسطورتك المذهبة التي رسمتها في عالم الصدأ...
وعيناك التي تتصفح اﻷبراج ترقب
تيجاني المرصعة بالماس والقمح
تسكن ظلال الفجر
على أسطح البيوت
وضباب المزارع..
أشرع لك مناديلي من حرير
نم أيها الطير
اسكن قليلا على ثوبي فقد صنعته لك من الدانتيل و الحلوى...

ليست هناك تعليقات: