الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

رئيس المكتب الجهوى لنادي قضاة المغرب باكادير في حوارخاص - موقع أخبارنا

رئيس المكتب الجهوى لنادي قضاة المغرب باكادير في حوارخاص
الاستاذ المهدي شبو - رئيس المكتب الجهوى لنادي قضاة المغرب باكادير

على رئيس الحكومة أن يفتح نافذة للحوار، و كل الأشكال النضالية ممكنة

في ظل إصراربعض الجهات المسؤولةعلى تجاهل المضامين التي جاء بها الخطاب الملكي السامي بتاريخ 20 غشت 2009، وما تضمنه من إرشادات وتوجيهات حددت المحاور الكبرى لإصلاح القضاء.وإعلاء مكانة السلطة القضائية وتحسيين الأوضاع المادية والمعنوية لكل قضاة المملكة،وبعد فشل كل سبل الحوار،وطول مدة  التماطل ونهج سياسة التسويف للملف المطلبي للنادي،قام "نادي قضاة المغرب" يوم السبت 06 أكتوبر 2012 بتنظيم وقفة احتجاجية أمام محكمة النقض بالرباط، وذلك للمطالبة "بالكرامة والاستقلال الحقيقي والفعلي للسلطة القضائية"، هذه الوقفة الحضارية التي تعتبر سابقة من نوعها في تاريخ المملكة، حاولنا أن نعرف الكثيرعنها بآتصالنا بالاستاذ المهدي شبو، نائب رئيس المحكمة التجارية باكادير ورئيس المكتب الجهوى لنادي قضاة المغرب باكادير،والذي أبان مرة أخرى عن رحابة صدره في الإستجابة اللامشروطة للقائنا،وتكرمه بإلاجابة على جميع أسئلتنا التي تم طرحها عليه بدماثة أخلاقه المعهودة  وهدوئهالمميز،المعبرعن إيمانه المطلق بحق المغاربة في عدالة فعالة، ناجعة ومستقلة ومواطِنة. فإليكم الحوار التالي:
حاوره : :شباطي عبدالرحيم
* أولا نود أن نعرف الكواليس والترتيبات التي سبقت الوقفة ؟
لا يمكن أن نتحدث عن الكواليس لأن قضاة النادي ألفوا أن يتحدثوا ويفكروا بصوت عال منذ أن بدأ حراكهم المبارك ،أما الترتيبات،فمباشرة بعد قرارالمجلس الوطني المنعقد بتاريخ 09/06/2012 الذي رفع من وثيرة الإشكال الاحتجاجية بنقلها من التعابيرالرمزية كحمل الشارة إلى درجة الأفعال المؤثرة، خرج وزيرالعدل بتصريحين الأول يحمل تهديدا صريحا للقضاة والثاني يحمل تشكيكا في تمثلية نادي قضاة المغرب،فرهننا على الوقفة لإظهار تمثليتنا الحقيقية،لأن الجمعية التي تدعي أنها الأكثر تمثلية جمعت بوسائل لوجستكية هامة وإنزال كبير قاده المسؤولون القضائيون بمباركة الوزارة 400 قاض في فضاء مغلق وفي نطاق احتفالية كبيرة،فرهننا في البداية على جمع 1000 قاض في فضاء مفتوح وبالبدل القضائية رغم ما قد يجر ذلك من تردد بعض القضاة، وبالفعل كسبنا الرهان،وقد عملنا على إطلاق حملة تعبئة واسعة قبل الوقفة ؛ ركزت على ثلاثة مستويات: مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الوطنية حيث تحركت أقلام النادي للكتابة على أعمدة الصحف الوطنية الأكثر مقروئية وأخيرا العمل الميداني من خلال الاتصال المباشر بالقضاة بطرق الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية واللقاءات المباشرة،أضف إلى ذلك إطلاق أشكال مواكبة: كحملة محاكم بدون رشوة وإعلان وثيقة المطالبة بالكرامة وبالاستقلال الفعلي للسلطة القضائية  .
* كيف تم التنسيق مع باقي المكاتب الجهوية من أجل ضمان نجاح الوقفة ؟
التنسيق بين المكاتب الجهوية كان يقوده  السيد الرئيس والمكتب التنفيذي،وإذا أردت أن تعرف ما قام به المكتب الجهوي لآكادير في هذا المضمار،فلا بأس فقد كانت لي شخصيا اتصالات بالمكتبين الجهويين بالقنيطرة ومراكش ومع تنسيقية النادي بطاطا ووادي الذهب ؟
* بالنسبة لنادي قضاة المغرب فرع اكادير كم عدد المشاركين ؟ وماهي درجة القضاة الغالبة في هذه المشاركة ؟
صدقني لايمكنني أن أحدد الرقم بالتدقيق لكن بعد تشكيل مكتب جهوي بالدائرة الاستئنافية باكادير يمكنني أن أؤكد لك أن عدد الحاضرين من الدائرة تضاعف بما يربو أربع مرات عن الأعداد التي حضرت محطتي 20 غشت 2011 (التأسيس) و05 ماي 2012 ( الجمع العام ) ، أما درجات القضاة في السلك القضائي فقد تقدم من الدائرة ،القضاة من الدرجة الثالثة متبوعين بزملائهم في الدرجة الثانية ثم قلة من الدرجة الأولى وسجلنا غيابا تاما للقضاة المرتبين في الدرجة الاسثتنائية .
* هل تمثيل المرأة القاضية بالجهة كان بارزا خلال الوقفة ؟
على الصعيد الوطني كان حضور المرأة القاضية ملفتا ،أحد الذين التقيتهم قال لي بعد أن شاهد الوقفة على التلفازأنه بهربنسبة النساء القاضيات في الوقفة وفي الجهازالقضائي على العموم. 
بالنسبة للدائرة حضرت قاضيات فاضلات من أكادير وإنزكان مع تسجيل أن دائرتنا تتميز بضعف نسبة النساء القاضيات في تشكيل المحاكم ربما لبعدها الجغرافي .
* كيف ساهم  المكتب الجهوي لآكادير في إنجاح الوقفة ؟ وما هي المهام التي أنيطت به إذا كان هناك توزيع للمهام حسب تموقع وخصوصيات كل مكتب ؟
كانت مساهمة المكتب الجهوي لآكادير في إنجاح الوقفة كمساهمات باقي توائمه من المكاتب الجهوية الأخرى من خلال دورهم في التعبئة للوقفة ،ولم تنط بنا مهام محددة قبل الوقفة أو أثنائها .
* متى بدأت الوقفة  ؟ كم دامت ؟ هل تعرضتم لتهديدات أو مضايقات خلالها ؟
زمنيا ابتدأت الوقفة على الساعة العاشرة والنصف صباحا وامتدت لساعتين كاملتين ومرت في أجواء من الانضباط التام ولم يحدث أي حدث يستحق الاهتمام وحضرت مختلف أجهزة السلطة وراقبت مجريات الأمور عن بعد.
* كيف ضمنتم حضور كل المشاركين ؟ ماذا كان الإجراء المتخذ لديكم كخطة "ب" لوكان عدد المشاركين أقل من المتوقع ؟
الفضل يرجع في نجاح الوقفة في نهاية المطاف للقضاة الذين حضروا بكل تفان وقطعوا عطلة نهاية الأسبوع ومنهم من انتقل إلى الرباط وقطع مئات الكيلومترات على نفقتهم الخاصة ، ويجب الإقرار لأجهزة النادي كذلك بالفضل الكبير في إنجاح الوقفة بالمجهود الجبار الذي بدلوه وتضحياتهم من أموالهم وأوقاتهم لإنجاح هذه المحطة التي رهننا عليها جميعنا ، والوقفة كانت ستنجح لو وقف 500 قاض فقط أو حتى 300 لما يشكله ذلك من رمزية بالغة وهناك قضاة في بعض الأقطارالعربية وقفوا بأقل من هذا العدد واعتبرت وقفاتهم ناجحة .
* نزول قضاة المملكة للشارع وبكل هذا الثقل والحجم ، وببدلهم الرسمية سابقة في تاريخ المغرب، ألا ترون أنها خطوة جاءت شيئا ما سابقة لأوانها خصوصا وأن الحكومة في أشهرها الأولى ( خصوصا وأن بنكيران في خطابه باكادير مؤخرا قال بأننا كبشر ننتظر خروج الجنين من بطن أمه 9 أشهر كاملة،ولا نستطيع كمواطنين أن نصبر على حكومته بضعة أشهرأخرى)؟
أولا الحراك القضائي ابتدأ عمليا بعد خطاب 09 مارس 2011 التاريخي على مواقع التواصل الاجتماعي قبل تشكيل حكومة بنكيران بكثير،والملف المطلبي للقضاة زكاه جلالة الملك في خطاب 20 غشت 2009 حتى قبل اندلاع شرارة الربيع العربي بسنوات،ونادي قضاة المغرب كان سيرفع هذا الملف ويلوح به سواء كان بنكيران في الحكومة أوغيره ، فالمسؤولية تتحملها الحكومات السابقة والحكومة الحالية في نطاق استمرارية الدولة .
 * ما رأيكم في رد وزارة العدل على الوقفة ؟
الرد مع الآسف جاء متشنجا وصيغ في لحظة غضب واضحة بدليل أن بعض الصحف ذكرت أن السيد الوزير استنفر ديوانه في عطلة نهاية الأسبوع للرد على الوقفة . 
* ألا ترون أن هذه الوقفة لوتمت في بلد متقدم للجأت الحكومة إلى تقديم استقالتها بدل هذا التجاهل والرد الأخيرالذي صرحت به وزارة العدل ؟
مع الآسف الحكومات في المغرب لم تستقيل لأحداث جسام أكبر بكثير من خروج القضاة إلى الشارع ، لكن في أضعف الإيمان كان ينبغي إعادة فتح باب الحوارمع نادي قضاة المغرب،وحتى لو إعتبر وزير العدل الحوار وصل في نظره إلى الباب المسدود لمواقف شخصية،كان على السيد رئيس الحكومة فتح نافذة جانبية للحوارخصوصا وأن النادي تقدم بملتمس للقائه لم يتلق عنه أي رد . 

* ألا ترون أن الإعلام والصحافة المأجورة همشت تفاصيل الوقفة وأهدافها لخدمة أطراف ومصالح جهات أخرى معينة ؟
الاستنتاج صحيح، لكننا في نادي قضاة المغرب ننظر لنصف الكوب المملوء ولا ننظر للنصف الآخر الفارغ ، لذا نثمن مواقف الصحافة الحرة والمستقلة التي تبنت معركتنا في جميع محطاتها باعتبارأن معركة القضاء ليست قضية القضاة وحدهم وإنما هي قضية الشعب المغربي بكل أطيافه .
* ماهي الأشكال النضالية التي يمكن اللجوء إليها في حال ما تم تجاهل الحكومة لمطالبكم ؟
كل الاحتمالات واردة في حالة الاستمرارفي تجاهل المطالب المشروعة للنادي ، وسنعود إلى أجهزتنا خصوصا للمجلس الوطني لتقرير: إما تفعيل الأشكال السابقة التي تم إقرارها أو لتبني أشكالا جديدة .
* هل كانت هناك مخططات في الخفاء لوأد هذه الخطوة الشجاعة والحضارية التي قمتم بها ؟
بطبيعة الحال كانت هناك مخططات لإفشال وقفة 06 أكتوبر 2012 ، ونحن سنسمي الأشياء بمسمياتها ، ونقول إن هذه المخططات قادتها جيوب مقاومة التغيير داخل الجهاز القضائي وهي متعددة المنابع والمشارب والاتجاهات لكنها توحدت كلها لوقف طوفان التغيير داخل الجهازالذي يقوده نادي قضاة المغرب . 
ماهو السؤال الذي تمنيتم أن نطرحه في هذا الحوار ولم يتم طرحه ؟
مادامت مناسبة الحوارهو وقفة القضاة ، فأعتقد أنكم أحطتم بكل الجوانب الأساسية ، نتمنى لكم التوفيق .
  نحن بدورنا نشكرسيادتكم مرة أخرى على سعة صدركم في الإجابة على كل أسئلتنا وحسن استقبالكم لنا،ونتمنى لكم أيضا التوفيق كنادي محترم يضم قضاة غيورين على مهنتهم وعلى إصلاح العدالة بكل ربوع المملكة.

ليست هناك تعليقات: