الجمعة، 27 أبريل 2018

مسيرة العودة، الإنجازات والاخفاقات، وجهة نظر مجتمعية - د. رياض عبدالكريم عواد

مسيرة العودة، الإنجازات والاخفاقات، وجهة نظر مجتمعية 
 د. رياض عبدالكريم عواد
اولا، مقدمة
انطلقت الجماهير الفلسطينية في الثلاثين من مارس لعام 2018 بمناسبة يوم الأرض الخالد متوجهة نحو خط الهدنة شرق قطاع غزة لتحي هذا اليوم، ولتؤكد للعالم تمسكها بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وارضهم، وفقا للقرار الاممي رقم 194. توالى خروج الجماهير الشعبية ضمن البرنامج الذي أعدته الفصائل الفلسطينية التي تقود هذا الحراك الشعبي، من خلال ما أسمته   اللجنة التنسيقية العليا لحق العودة وكسر الحصار  .
لقد تم الزج بشعار كسر الحصار إلى جانب شعار حق العودة، في انحراف واضح عن هدف الجماهير الشعبية من خروجها ومشاركتها، وفي ابتعاد كبير عن ما أوصت به العديد من التجمعات الثقافية بالخصوص.
لقد خرجت الجماهير تحت شعارات المقاومة الشعبية السلمية، وخيمت في 5 مناطق محددة في قطاع غزة، على بعد 700 مترا من السلك الفاصل، لكن الجهة المنظمة لم تستطع ضبط الجماهير، التي تقدم العديد منهم إلى الإمام باتجاه السلك الفاصل.
وجه الجيش الإسرائيلي والقناصة الاسرائيليين رصاصهم الحي والمتفجر والغازات السامة ضد الجماهير، واوقعت بينهم، في الثلاث الأسابيع الاولى، أكثر من 35 شهيدا و 3500 جريحا، يعاني أكثر من 500 منهم من إصابات خطيرة ستترك بينهم إعاقات دائمة، كما صرحت بذلك مسؤولة منظمة اطباء بلا حدود في قطاع غزة.

ثانيا، مبررات السؤال
وجه الدكتور احمد يوسف صالح، القيادي في حركة حماس ومسؤول بيت الحكمة، سؤالا تفاعليا على صفحته على الفيس بوك مساء 21/04/2018، وتم تفريغ الاجابات مساء 24/04/2018. شارك في الإجابة على هذا السؤال حوالي 225 مشاركا، من بينهم 8 سيدات، وقدموا حوالي 258 مشاركة.

تناول السؤال مسيرة العودة، وكان نصه   مجرد سؤال : ما الذي تتوقع ان تنجزه لك مسيرة العودة الكبرى ، وما هو حجم الحدث الذي تنتظره ؟ برجاء الرد ...  .
يحظى الدكتور أحمد يوسف بمجموعة كبيرة من الأصدقاء، من مختلف التوجهات السياسية والاجتماعية، مما يعطي متابعة أي تفاعل على صفحته قيمة كبيرة، بسبب تنوع الآراء، وبسبب عدم تدخله في الرد وإتاحته الفرصة للجميع بالمشاركة، وهذا ما يميزه عن كثير من المثقفين، الذين يضيقون ذرعا بمخالفيهم، وصولا إلى إلغاء صدقاتهم أو حتى حظرهم.

وعن أسباب طرح السؤال، يجيب الدكتور أحمد بنفسه في تعليقه على احد المشاركين، لانه يرى في آراء العامة انها تمثل   هم ونبض الشارع، وعادة تطرح الأسئلة لاستطلاع آرائهم أو استمزاجها؛ لأن جهات صنع القرار من المفترض أن تقرأ هذا النبض، وألا تتجاوز ما يطالب به الغالبية من الشعب.. كأكاديمي وباحث احب الاحساس برأي العامة، أما النخب فأنا أتابع أنشطتهم وأسمع ما يقولون  .

ويستغرب البعض من الدكتور أحمد يوسف طرح هذا السؤال، من قائد من حماس، ويعلق احدهم بقوله   ياريت انتم يا جهابذتنا تخبروننا ماذا ستحقق لنا مسيرة العودة الكبرىااااااااا  .
ويعيب آخر طرح هذا السؤال، من دكتور متخصص وله مركز أبحاث   نتمنى عليك موقف وطنى وعلمى مسؤول تسأل عنه أمام الله، من غير المنطق أن تتوارى مراكز الدراسات خلف آراء العامة  .
وآخر يتمنى أن يسمع إجابة من الدكتور   ويا ريت نسمع منك يا دكتور  . ومتداخل اخر من الواضح أنه لم يعجبه طرح السؤال، فيقول أن   الاجابه عندكم، وعند كل من يدعى انه قائد  .

ويطالب مشارك آخر الدكتور أحمد يوسف   اسأل هذا السؤال لقيادتك، او بتجاوب عليه حضرتك  . ويرى هذا أنه   رغم كل هذه الدماء الزكية الا ان هذا سؤال مشروع، ولكن جوابه مستحق من المنادين للمسيرة  .
انا اطرح عليك نفس السؤال يا دكتور ولكن بصيغة اخرى، يعلق احد المشاركين.. بعد كل هذه الدماء والقرابين وتسخين الشارع، ماذا سيحدث مستقبلا ؛ هل هذا سيعود بالنفع على حماس ام لا! ؟.

وهذا يشكك في مقصد طرح الدكتور أحمد لهذا السؤال وفي هذا التوقيت   توقيت السؤال مقصود، كلمة حق اريد بها باطل، عذرا دكتور، انا اسال لماذا تسال الان ؟؟؟؟؟؟  . ويتفق مع هذا المشارك رأي آخر   التوقيت غير مناسب، ولا سيما من شخص مثل الدكتور  . ويقول اخر،   والله .. انتم من يفترض ان يجيبنا على هكذا سؤال ..  .   أليس السائل بأدري من المسئول  .   ...قولنا انت اش بتتوقع، هات انشوف ايش الي عندك  !!!!

ثالثا، الإنجازات

تم تسجيل 68 (27%) مشاركة ترى في مسيرة العودة إنجازا مطلقا، أو ترى فيها بعض الإنجازات، أو ترى ضرورة توفر شروط محددة حتى تتحقق هذه الإنجازات.

يرى العديد من المشاركين أن مسيرة العودة ستؤدي الى إعادة القضية لمكانتها الصحيحة، وقد تحقق صفقة قريبة للاسرى، كما يضيف العديد من المشاركين، انها ستساهم في رفع الحصار عن غزة، وتحسن الظروف المعيشية للمواطنين، مما دفع مصر الى ان تدعو الى لقاء بين الفرقاء الفلسطينيين. وهذا يطالب سلطة غزة، التصدي لعقوبات السلطة المتتالية لفرض سيادتها عليها، ونزع السلاح من مقاومتها  !!!!!. كما يرى اخر انها ستؤدي الى احراج سلطة رام الله، والحاق الخزي بما تتخذه من قرارات ضد شعبها في غزة.
رغم ان هذا المتداخل يؤكد ان هذه المسيرة   ليس لها هدف محدد   لكنه يصفها بأنها   انفجار شعبي يعبر عن حالة الخنق الذي يعيشها القطاع، والباب الوحيد لمتنفس غضب الغزيين ضد الحصار والعقوبات   ويطالب   بالضغط على كل من السلطة لتوقف عقوباتها، وعلى مصر لتفتح معبر رفح  . ان الحل للحصار، كما يرى متداخل اخر، يجب ان يتم   من خلال تخويف الاحتلال بالحرب، وان الحرب سوف تكون وبالا على العدو وليس على شعب غزة...  !!!
لقد نجحت المسيرة كما يقول ناشط اخر في   صرف نظر الناس عن المشاكل اليوميه، كهرباء غاز سولار فقر بطاله معدلات انتحار وارتفاع نسب الجريمة والبطالة بين الخريجين .... وبالتالي نقلت المشاكل من وسط القطاع الى حدوده  !!!!

ويقول آخر انها ستحقق   استعادة قيم المقاومة الشعبية السلمية، سيما الوحدة الوطنية، والتكافل الاجتماعي  . ويرى فيها اخر انها   اعادت الكيانية للشعب بعدما تم مصادرتها من قبل الفصائل!!!!!  .

ويؤكد متداخل اخر ان هذه المسيرة  اعادت هيبة المواطن وعدم القفز عن الشعب  . ولكن يشكك اخر بالحركات السياسية   المواطن مقاوم ولا يحتاج لحركات واحزاب تستهلك مقدراته....القيادات الحزبية و أبنائهم لن يكونوا في المقدمة كما المواطن العادي الفقير.

وهذا يطالب سلطة غزة بسرعة  التصدي   للمخططات الإسرائيلية والعالمية لتنفيذ صفقة القرن. ويختصر آخر إنجازات المسيرة بأنها من أجل   تحسين الشروط التفاوضية ...   . ويرى هذا الناشط ان المسيرة ان لم تصل الى   باقي ارجاء الوطن وخارجه، فلا ننتظر منها اكثر مما تحقق على مستوى رفع الوعي وضخ دماء جديدة في الجيل الشاب..  .
ويرى ناشط اخر في المسيرات بأنها   تعطي العالم صورة مغايرة عن الصورة التي رسمها الاحتلال، هذا شعب يطالب بحقه، وبطريقة سلمية مما يجعل العالم يتعاطف معه، ويبحث عن جذور قضيته  .
ويرى اخر أن هذه المسيرة ستعمل على   اخراج القضية من إدراج السياسة الكاذبة... لا يحك جلدك مثل ظفرك...: ولكنه يضيف ببعض المبالغة، ربما، أنها ستعمل على   تعرية الساسة والحكام العرب، وتعيد الروح للشارع العربي المرعوب من الانظمة المستبدة. ويرى آخر أن المسيرة نجحت في   وقف أوهام العرب بأن الفلسطينيين ممكن ان يقبلوا بأي حل تحت الحصار. .... ويرى آخر انها   ستنهي الاحتلال  ، فيما يرى غيره   انها ستزيل الرهبة من الحدود  .
وهذا يرى انها   تساعد في تعجيل الحرية .. وهي جزء مكمل لحالة من الصمود والتحدي والتمسك بالتراث والهوية والحقوق  . ويرى هذا في المسيرات انها تساهم في   تحميل الاحتلال وزر احتلاله، وتؤكد على أننا لن نُهجّر مرتين .. ولن تكون بوصلتنا إلا إلى أراضينا .. لا إلى سيناء ولا الأردن ولا لبنان..  . ويؤكد هذا على انها   احيت قضية اللاجئين التي كادت أن تنسي، ووضعت العالم والأمم المتحدة في مأزق، لأنها لم تلزم العدو بقرارات الأمم المتحدة، ووضعت العنجهية الصهيونية والإجرام الإسرائيلي، الذي يقتل الأطفال والنساء والرجال العزل، على مرأى من العالم بصورة حية، وتقول للعالم اننا موجودون، وعلى ارضنا باقون، ولابد من حل وعودة  .

وهذا يرى ان مسيرة العودة هي الرد المناسب وفي التوقيت المناسب، لكنه يطالب بوضع منهجية وطنية وصحيحة يشارك فيها الكل الفلسطيني، على أن تكون سلمية تماما، ويؤكد على أهمية مخاطبة العالم بخطاب واحد، بعيدا عن المناكفات الحزبية والصراع والتباهي بانتماء الشهداء والجرحى الى هذا الفصيل أو ذاك، كما يطالب بإنهاء الخطاب الانقسامي والتنافسي، ويؤكد على ان من يمثل الشعب هو الشعب.

لقد كسرت حاجز الخوف من الاحتلال الصهيوني، واعادت البوصلة نحو العدو، وذكرت الناس ببلادهم المحتلة، وحولت تفكير كثير من الشبان نحو كيف يبدع ويستحدث وسائل مقاومة  . لكن يرد عليه اخر   كل ما ذكرته يا خال ما بيسوى شئ امام قطرة دم واحدة أو دمعة من ام على ابنها الشهيد أو حسرة شاب على ضياع مستقبله بسبب اعاقة حدثت له ...  !!!

ويؤكد مشارك اخر أنه لا ينتظر من المسيرة شيئا، لكنه أراد ان   أساهم في كي ذاكرة كل ما أرادوا وعملوا على كي ذاكرتنا، وأقول أن وطننا يعيش فينا حتى نعود اليه او يعود ابناؤنا او احفادنا، لم يعد امل عودتنا مستحيلا، ولا وهما ولا اضحوكة، ومسيرات العودة أعطتني جرعة امل بانني قد أمارس العودة بنفسي، بصحبة ابنائي وأحفادي وما ذلك على الله بعزيز  .

ويؤكد مشارك اخر على نفس الفكرة، فيقول انها   تورث الجيل الناشئ حقه في ارضه والعودة اليها، وتبث روح الامل عند الشعب بالعودة لبلاه، وتخيف اسرائيل من اننا لن نترك حقنا مع تقادم السنون وزيادة الازمات.

لقد وجهت المسيرة كما يقول احد المشاركين رسالة لجيش الاحتلال، ان القتل لا يوقفنا، وتساءل عن خوف الاحتلال   كيف اذا خاض شبابنا مواجهة عسكرية  . وهذا مشارك يعتقد بمقدرة المسيرات على   اجتياز السلك الزائل، و استرجاع ولو جزء يسير من أرضنا، وهذا ليس حلماً مستحيلاً  !!!!. كما يعتقد اخر انه   من الممكن تحرير محيط غزة حتى عسقلان  .

وهذا يقترح   ان تزحف كل الجماهير إلى الحدود في 15/5، وعندئذ يؤمن رجال المقاومة طريقهم للدخول الي الحدود، والله لن تري الجنود الا هاربون من الموت. هنا تكون العودة الكبرى الي فلسطين ......  .

يؤكد مشارك أن   التحدي يكمن باستمرار الزخم والابداع في الطرق السلمية، حتى لا تصل المسيرة لمرحلة يمل المواطن من هذه الفعاليات، أو أن تفقد الفعاليات انتباه الاعلام  . ويرى هذا المشارك في المسيرة   اعادة القرار للجماهير...... لأنها الانتفاضة الثالثة  . وانها ممكن ان تنجز الكثير بشرط   تنظيمها، وتكون شعبية ولا تستخدم العسكر  .

وهذا يرى فيها انها   ستحقق وقف لإطلاق نار جديد، أو ستؤدي الى مجزرة كبرى في 15/5، خاصة ان تم اقتحام السياج، لأن أمن اسرائيل اهم من الرأي العام العالمي  .

ويطالب اخر  ان نحقق من مسيرات العودة: إلام العدو، وان يبقى في حالة توجس وخوف، وتوصيل رسالة ان اطفالنا مستمرون في المقاومة، ولن نتنازل عن حقنا في فلسطين، وابقاء جذوة الجهاد، ولعلنا نحرك الشعور الوطني لدى الشعوب الاسلامية.

وهذا يرى فيها   تحريك للمياه الراكدة  ، و  ميدان جديد جامع من ميادين الصراع مع العدو، مع تواصل العمل والتطوير للميادين الأخرى  . ويقول اخر انها   جولة من جولات الصراع مع المحتل الصهيوني ...  .

وهذا يشترط لنجاحها ان تكون علي طول الحدود الزائلة، وليس في التجمعات الخمسة المحددة، بعيدا عن الفوضى والعشوائية والاهداف الحزبية، التي لن تأتي بالثمار التي نتمناها  . ان الانجاز يرتبط مباشرة بطبيعة وحجم وتنويع الضغوطات، وصناعة وافتعال بعض الازمات السياسية للاحتلال ومن يتساوق معه  !!!. لقد   ارقت بني صهيون وأيقظتهم من حلم الاستمتاع بارضنا  . انها تؤكد على الشعور بعدم الضعف وعدم الموت، واننا مازلنا على العهد والامل، كما وتعمل على ايصال رسالة للمتخاذلين ان شعب غزة وفلسطين ما زالوا هم الحلقة الأقوى في الصراع  .

  ليس هدف المسيرة العودة إلى الـ 48، الجواب الشافي لهذه المسيرة سيكون في نهاية يوم 15 و صبيحة يوم 16/5، يجب ان تتغير المعادلة بعدها بنوع يسير من القوة العسكرية الغير معلنة.!!   لقد نقلت المسيرة التفاوض من على سلاح المقاومة الي انهاء مسيرات العودة.

ويضع هذا المشارك شروط لهذا الحراك على أن   يشمل اقتحام كافة المناطق الحدودية مع فلسطين، ويضم كافة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، بصرف النظر عن هويتهم، هذا الحراك بحاجة إلى إعداد وتعبئة على مستوى عالمي، قد تستغرق هذه العملية سنوات طويلة، بحيث يتم اختيار الوقت والظروف المناسبة لانطلاق أمواج بشرية نحو فلسطين، سيؤدي إلى ارباك الجبهة الداخلية للاحتلال وبالتالي يمكن أن يسهم في تحرير شامل لأرض فلسطين....  . و هذا يضع شرط لنجاحها بان تكون   جميع القيادات التي دعت لمسيرة العودة تتقدم الصفوف كلا في منطقته.

رابعا، الإخفاقات

ينفي كثير من المشاركين بان هذه المسيرة ستحقق اي هدف، و تتكرر هذه الاجابات   لا شيء، صفر كبير، زيرو ماينوس، صفر من الحجم الكبير، بعبوص كبير....  ، كما تتكرر اجابة   جيل من الشباب المبتور والإصابات، وعبئ جديد من جرحي وشهداء، ومئات الاعاقات والشهداء وقد تصل للألاف. ويضيف اخر   مزيدا من الشهداء، مزيدا من الجرحى، مزيدا من عذابات الناس  . ويؤكد آخر انها ستساهم في   زيادة استيراد العكاكيز والكراسي المتحركة   لن تؤدي، كما يقول مشارك اخر الا الى   استشهاد خيرة شباب غزة ... وانتفاخ كروش القيادات الربانية، وانتفاخ اردافهم  . لن تحقق شيء .. واعتقد في النهاية سيكون مهرجانا كبيرا تأبينا للشهداء، ومساعدات لأهالي الشهداء والجرحى.

تتكرر اجابات هذا الفريق الذين يمثلون الاغلبية بين المشاركين (74%)، وتصبح هذه الجمل، لازمة تتبع كل فكرة يعلق بها مشارك من المشاركين. وتظهر هذه التعليقات مدى خوف المعلقين على إرهاق دم الشعب   بالرغم من أن حق العودة مقدس، لكن دماء أطفالنا اقدس  .   كل ما سيتم إنجازه لا يساوى قطرة دم طفل، واهات أرملة، وقهر رجل، كفى هدرا بمقدرات الشعب  . ويؤكد آخر على أن   الشهداء يدمون قلوبنا؛ ويأخذون ارواحنا معهم  .

ويؤكد احد المعلقين أن هذه المسيرة   لم تكن ولم تعد مسيرة  للعودة، انها مسيرة لاستخدام حق العودة من أجل أهداف أخرى ليس لها علاقة بالعودة، وشعارها الذي تم الزج به مع شعار كسر الحصار، بالإضافة إلى تصريحات بعض القيادات هو أكبر دليل على ذلك  . ويرى هذا المشارك   أن هذه المسيرة ستنتهي ببعض التوافقات مع دول الاقليم، وسيتم ايقافها بناء على ضغط دول الاقليم والتوافقات معها، كما حدث لثورة 1936  . وهذا يعتبر   توجيه ضربة قوية إلى فكرة النضال من أجل العودة .  ان النضال من اجل حق العودة ممكن وواقعي، ولكن ضمن شروط ومحددات تم الابتعاد والخروج بقصد عنها.

ويؤكد اخر انها لن تحقق شيء، ويشير إلى السبب   لاشى ..بدون وحدة وطنية وانهاء الانقسام، نحن نسير للخلف  . واخر يعزي ذلك إلى أن   ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، هكذا تعلمنا  . وأخر يعزي ذلك إلى   لا شيء في ظل الوضع العربي الراهن  . واخر يتساءل   اي عودة سنحصل عليها بدون خطة و لا تجهيز ولا تعادل بالقوة ولا بالتفكير ايضا؟. وهذا يؤكد أنه   بدون الوحدة الوطنية و انهاء الانقسام لا شيء يمكن أن يتحقق  . ويرى ناشط اخر أنه بسبب   وضعنا الفلسطيني الحالي، وتنكر العرب والمسلمين، وحالة التشرذم العربي والإسلامي والدولي، وعدم وجود أي قوة ضاغطة على أمريكا وإسرائيل، لن نحقق غير استنزاف دماء شبابنا والحصول على إعداد مهولة يسعى لها الاحتلال من المعاقين والشهداء... 

ورأى فيها اخر أنها   ستؤدي الى تعميق الانقسام بسبب تدخل بعض الدول، استجابة للضغط الصهيوني لإنقاذ الوضع الاقتصادي بغزة، الامر الذي سيجعل حماس تتشدد في مواقفها، مما يؤدي الى استمرار الانقسام  . وهذا مشارك اتهم حماس بأنها   تقود العامة للتهلكة، وهذه المسيرات توجه رسائل للسلطة الفلسطينية وليس لليهود   ويتساءل   كيف تريد العودة إلى الداخل المحتل والمواصلات مؤمنة ذهابا وايابا؟ ومن الذي قُتل وجُرح، انهم عامة الناس البسطاء والفقراء والمحتاجين الذين ذهبوا ليحصلوا على راتب جريح أو شهيد من شدة الفقر الذي يعيشه الشعب...... ويؤكد اخر انها ستنجز   كوارث  .

يستهزئ أحد المشاركين بسؤال الانجازات ويعلق   نفس حجم الانتصار العظيم في حرب 2014  . و يستهزئ آخر  سنجني منها ما جنيناه سابقا، انت   موجها سؤاله إلى د. يوسف   حدثني عما جنيناه سابقا؟!!  . وهذا يستهزئ بطريقة أخرى   ميناء يا دكتور  !!. ويؤكد هذا إنها   مزيدا من الألم المجاني  !!! و يستهزئ اخر   الحمد لله، القادة وأبنائهم عادوا الي بيوتهم بأمان وسلام، بعد أن التقطوا الصور، ومارسوا هواية اللعب والكذب، وتركوا الناس تصارع القتل والبتر والخنق والتعب ... هذه عورة كبري وليست عودة كبري  .!!!! يعلق اخر   ليس المطلوب استشهاد القادة، ولكن المطلوب منهم ان يأخذونا الي الحياة قبل أن يأخذونا الي الموت  .   لا شيء سوى انفراجة بسيطة مؤقتة  .   شهداء وحزن في البيوت  .   صفر ماينوس  .

  لا شيء، لن يحدث شيء   ويضيف،   لا تضعوا كل الآمال عليها حتي لا نُصدم، وسيمر يوم 15/5 كيوم عادي!!!  . وهذا يستهزئ ويقول   ما حققته المصالحة ستحققه مسيرة العودة  . وآخر يستهزئ   زي طلبات الحرب، مطار وميناء، وتوسيع مساحة الصيد، ورفع الحصار، واخر الحرب ما اخدنا شيء ....  .!!!

واخر يؤكد انه   لا يتوقع شيء .. سياتي يوم  15/5 وتنتهي باتفاق او حرب .. دون العودة  . فقط من أجل   تصدير ازمة، والهاء الناس عن احتياجاتهم اليومية لإطالة عمر الانقسام، والبقاء على سدة الحكم اطول وقت ممكن، على أمل الانفصال عن الضفة، والتفرد بحكم غزة، أو انتظار تغيرات اقليمية يستفيد منها عشاق ومدمني الكرسي  .

  لا شيء سوى الهلاك والقتل، وما خسرناه في ثلاث حروب هو خير دليل  .   مزيدا من المعاقين والايتام والارامل والامهات الثكلى ...، والنتيجة السياسية صفر كبير ...لقد نجح السياسيون في مسرحية جديدة لإلهاء الشارع الغزي عن الأزمات التي يحياها ، حتى لا ينتفض وينفجر في وجوههم  .   الإنجازات التي يريد تحقيقها الشعب تختلف تماما عن الإنجازات التي يريدها السياسيون، لكن للأسف الشعب يدفع الثمن وينتفع منه السياسيين.

تعترض اول الاخوات المتداخلات، من مجموع 8 سيدات شاركن في هذا النقاش، على ما أسمته   خطف هذا الحراك لخدمة رغبات تنظيمية، هدفها جر القطاع لمآسي جديدة لتحقيق انتصارات جزئية لا ترتقي لمستوى وحجم التضحيات، ......لا يوجد عودة فعليا، بل بث للأوهام، مما سيحبط  الجماهير  .

ويطالب اخرون بالوحدة الحقيقية و   سحق التحزب والحزبية   لان غزة تموت ببطء، والجياع، يتكاثرون..... من أجل أن يحيى ساسة هذا  الوطن  .

وهذا يشكك في حزبية قيادتها   طالما أن من يقودها لا يهدف إلا لمصالحه الحزبية، ونظرته الضيقة، للاستحواذ والهيمنة فلا تتوقع الا مزيدا من الانتهاكات والتراجع والدمار عليهم وعلى الشعب السجين  !!!.

  اتوقع فشل كبير للفصائل، لأنه لا يوجد قيادة شعبية لهذه الهبة الشعبية  . ويهاجم هذا المتداخل قيادات الفصائل بشدة   الشعب في واد وقيادات الفصائل في واد آخر ... قيادات خانت العهد والوعد لا تملك إلا  الشعارات ..  ويضيف أن هذه   المسيرات بلا هدف واضح ومحدد، تديرها وتمولها حماس لخدمة بقاءها وادارتها لغزة ....  . وبطريقة عصبية يقول احدهم   لن تنتج شيئا على الأطلاق....فقط...سيتاجر السياسيون بها، ويساومون عليها للبقاء في سدة الحكم أطول فترة ممكنة  . وهذا يطالب الدكتور احمد يوسف   سيبك من الشعارات، خلي جماعتك يسلمو غزه، الغلابه ليش تروح، فكونا من الكلام اللي مش جايب راس مالو، الناس أكلت هوا  . وهذا يؤكد أن   مسيرة العودة قد فشلت، وتاجروا بها، لذلك لن تأتي بأي إنجاز  . وهذا آخر يؤكد أنها مجرد   تفريغ نفسى، لا أكثر ولا أقل  . وهروب من الفشل في ادارة القطاع، والبحث عن مصادر للمال، وتقديم حماس نفسها كممثل للجماهير بدلا من منظمة التحرير. ويؤكد اخر ان المسيرة   ستعود بفوائد على الحكومات والقادة و السياسيين، بإشغال الرأي العام عن المشاكل الي يعاني القطاع منها  .

باختصار إنها   تصدير ازمات   وتهرب من الاستحقاقات المطلوبة امام شعبها والتاريخ ...  لقد انحرفت المسيرة وتغير مسارها  . وهذا يطالب الأحزاب   برفع يدها عن المسيرة  . وهذا يؤكد انها لن تحقق  ولا شيء   ولا اي انجاز يذكر، طالما غزة مفصولة عن الضفة، ونحن في وحل الانقسام  .

وهذا يرى أن المقاومة السلمية   لا تُعدّ بديلا عن المقاومة المسلحة، ولا خطا متعارضا معها، بل تسير جنبا إلى جنب مع المقاومة المسلحة . فيما يؤكد أخر أن   الاحتلال لا يفهم غير لغة الخراب، وتفجير أسقف الباصات والبيوت...كفانا دماء تسيل دون نتيجة مرجوة...   ويطالب   تغيير شكل وآلية الحراك ليصبح في العمق، لنجعل العدو يخسر 3-5 قتلى فورا مقابل كل شهيد. ويعترض اخر على المسيرة، ويؤكّد  أن تحرير فلسطين والقدس وإعادة ملايين اللاجئين الى بلادهم واراضيهم لن يتمّ الا عن طريق الجهاد والمقاومة.

  لا شيء على المستوى الاستراتيجي  .   لا شيء، طالما ان خسائرنا الاف الجرحى ، وعشرات الشهداء، دون جرح اي صهيوني، مع انهم تحت مرمى قناصتكم  . لا شيء  طالما لم يستخدم السلاح ضد الصهاينة  .   بعبوص كبير، وذنبهم في رقبة اللي بحرضوهم على التهلكة  !!.

وهذا يعتقد انها   للهروب من أي استحقاق وطني، وانه اعدام لشبابنا ببلاش وبدون ثمن، واتمنى انهاء هذا الوضع على الحدود، لأننا لن نعود، وسيؤدي إلى تفكك الوطن بين غزة وضفة، وبين مصالح حزبيه فئوية ضيقة ، فلا جدوى من أي انتفاضات سلمية او عسكرية نهايتها الدمار للمواطن فقط، ومكاسب للأحزاب  .

ما يحدث مهزلة!  .!! المتوقع من مسيرة العودة ان   يكون هناك رابعة 2 وما يتبعها...  .!!!

  والله يا دكتور لولا الفراغ الذى يعيشه الشباب لما وجدت هذا الكم من الشباب الذين يندفعون الى خط الحدود، فاقدين الأمل في حياة حرة كريمة، ويفضلون الموت على الحياة، يعنى مش وطنية يا دكتور ... يا دكتور الحياة فى غزة ليست حياة على الاطلاق، والشعب كاره لكل الفصائل والتنظيمات بدون استثناء ...  . واخر يؤكد ذلك بقوله   صدقت، شباب زهقانه و طفرانه  .

  السلمية وفكرتها لا تنمو صدفة، تحتاج لوعي جيد  ، باختصار ما يحصل حاليا   زوبعة لها مآرب اخرى.   مسيرة العودة هي عربون قبول من بعض الفصائل ليكونوا بديلا عن م.ت.ف، وكدليل على تخليهم عن المقاومة المسلحة، كما أنها توجيه وتفريغ للطاقات خارجيا، ولذلك النتائج ستكون إعلامية عبر الجزيرة بالدرجة الأولى؟!  .

  إن ما يجري على الحدود محض استنزاف من أجل فكرة وحلم جميل معرض للموت في كل لحظة، إما عن طريق قمعها بحرب يتم من خلالها ضرب العمق الفلسطيني، مما يجعل الفلسطينيين ينشغلون في البحث عن الأمن وكسرة خبز، وإما عن طريق حيلة يتم من خلالها تفكيك الحصار بشكل مؤقت، أو عن طريق اتمام المصالحة تمهيدا للبدء بجولة جديدة من الصراع الداخلي  .

  ما راح نرجع ولا شبر من البلاد  .   لا شيء ... سوف يتمخض الجمل ويولد فأرا ... ما جناه الشعب من انتفاضة الأقصى، وثلاث حروب سوف يجنيه من مسيرات  العودة ...، كفى مراهقة سياسية على حساب الشعب المكلوم  .   إيش اخبار الميناء والمطار  ، يسأل آخر باستهزاء.

  أقصى شيء ممكن أن يحدث اجتماع للجمعية العامة واستصدار قرار جديد يدين عمليات القتل، ويضاف لمئات القرارات  .

  صفر كبير.   لا شيء، وأنت تعلم ذلك، قيادتك ضعيفة لم ترتق لمستوى الأحداث، وعاجزة عن رفع سقف الصراع مع العدو، وأضعف من أن توجه كفة الصراع وأن تمسك بخيوطه وتتحكم به  . ويتساءل آخر   ألم تستيقظوا من أوهامكم، فسنة الاستبدال في انتظاركم....  .   بالنسبة لي لا شيء:   صفر كبير، بالانجليزي  .   مزيدا من التوهان ، وتفجير الوضع الداخلي المتأزم فى وجه حركة حماس  .

 الخلاصات و النتائج
 ان ما تقدم من آراء ووجهة نظر للمشاركين في الإجابة على هذا السؤال الهام المثير للجدل، يوفر أرضية خصبة للخروج بمجموعة هامة من الاستخلاصات والنتائج، التي من الممكن المجادلة في تعميمها، ولكن لا يمكن لأي مهتم أن ينكر انها تشير إلى قضايا واتجاهات هامة، لابد لكل وطني مخلص أن يعيد حساباته ويراجع شعارات وأساليب وآليات العمل.

لن ارهق القارئ بالخروج بالاستخلاصات، لأنها ببساطة أكثر من واضحة، ولكن سأترك ذلك للمهتمين بالنضال الشعبي السلمي وعودة اللاجئين، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الابحاث والدراسات، والفصائل التي تقود هذا الحراك.

لكنني، سأشير إلى المحاور الأساسية التي يجب أن تتناولها أي مراجعة:

 .1- حق العودة، هل عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم سلميا ووفقا للقرار الاممي 194 ممكنة وواقعية.
.2- هل رفع شعار العودة هو من أجل العودة، ام من أجل استخدامه لأهداف اخرى، أو التلويح به في وجه إسرائيل والاخرين. هل يجوز استخدام حق العودة من أجل أهداف اخرى، تحسين ظروفنا السياسية أو التفاوضية؟
 .3- ما هو دور م ت ف والسلطة الوطنية والفصائل الفلسطينية في النضال الشعبي من اجل عودة اللاجئين ؟ ما هي أهمية أن يكون هذا النضال الشعبي بقيادة شعبية، وأن تكون المنظمة والسلطة والفصائل حاضنة وطنية، تدعمه من الخلف؟
.4- المقاومة الشعبية السلمية، هل من الممكن أن تقود الفصائل المسلحة نضال شعبي سلمي ؟ هل من الصحيح الزج بالشعب الذي تربى على مفاهيم تقديس السلاح في النضال السلمي، دون تثقيفه واقناعه وتدريبه على النظام وعلى أهمية وواقعية هذا النضال، دون أن يتحول النضال الشعبي السلمي إلى ثقافة مجتمعية ؟ ما هو تعريفنا الدقيق للنضال الشعبي السلمي، وهل يمكن أن يتزاوج مع النضال العسكري ؟
.5- ما هو دور التجمعات الشعبية الفلسطينية في مختلف أماكن تواجدها، بما فيها فلسطيني 48 في النضال من أجل العودة ؟
.6- كيف نحمي المقاومة الشعبية السلمية من بطش وعنف جيش الذبح الاسرائيلي ؟
.7- ما هو دور الاعلام ومحبي السلام ومؤيدي حقوق الشعب الفلسطيني في العالم، وبين اليهود وفي إسرائيل خاصة، من هذا الحراك الشعبي السلمي ؟

ليست هناك تعليقات: