الجمعة، 22 مارس 2013

مفارقات ما بين الثقة والغرور - سحر حمزة

مفارقات ما بين الثقة والغرور 
 سحر حمزة

يصف بعض الاشخاص الواثقون من أنفسهم بأن الغرور يتملكهم ،وانهم يمتدحون أنفسهم كثيرا ،بتسويق منجزاتهم والإعلان عن خبراتهم ،ويؤكد بعض الاشخاص بأن هذا غرور ،وفي الحقيقة شتان بين الغرور والثقة ،فالغرور يعني التباهي والتكبر وعدم الإهتمام بغير النفس والاستخفاف بالآخر ،والحرص علىإبراز الشخص المغرور لنفسه ،وتناسي جهود الآخرين معه ،هو إستحواذ في السيطرة على كل ما يحيط بهم كي ينسب الإنجاز لفرد هو في الاصل يتملكه الغرور ،
وفي حياتنا نواجه الكثيرين الذين تغلب على حياتهم هذه الصفة ،حيث يعتبرون أن الشيء الإيجابي والفعل المتميز والأهداف الموضوعة لتحقيق أمر ما جاء منهم مع الإصرار على نفي المجموعة التي عملت مع هذا الشخص في إنجاز الهدف ،وهؤلاء قد تضعهم ظروف معينة لإعتبارات ما في موقع المسؤولية ،وقد تمنحهم إداراتهم مزايا وصلاحيات ،وهم في الحقيقة بإنانيتهم يرديون بذلك أن يستحوذون على فكر الآخرين لإيهامهم بأهميتهم ،من خلال بعض السلوكيات التي تنعكس بحركاتهم وسلوكياتهم ،والحقيقة أن هذا لا يعني ثقة بالنفس والإمكانيات ،ذلك لإن الثقة تختلف كلية عن معاني الغرور وتداعياته ،وهي بعيدة كل البعد عن الغرور ،فمعنى الثقة المطلقة ،هو أن شخصا ما حين يثق بقدراته وإمكانياته والتأكيد على أنه قادر على الإنجاز كما هو مطلوب ، فإنه يعني أنه على ثقة كبيرة بنفسه،بعد إكتسابه خبرات عدة ومضي الأيام ،وتشابه الأحداث والفعاليات والإنشطة والقياس في ضوءها بمعايير معترف بها مهنيا في إنجاز معين ،وهذا لا يعني بالضرورة غرورا أبدا،لإن الواثق من نفسه تملؤه مشاعر الحرص على الآخرين ويبذل لإجلهم الكثير ،فلا يمس شعورهم ولا يجرحهم بنعتهم بصفات ليست بهم ،والغرور حين لا ينظر الشخص إلى قامته وإنعكاس ظلاله فقط وصورته التي يعتقد أنها بهية مشرقة ،وهي في الحقيقة فيها جوانب مظلمة لم يرى فيه بصيص نور كي يرشده لحقيقة نفسه ، فهو الغرور بعينه بعيدا عن الثقة بما لديه من مقومات وطاقات وإبداعات ومبادرات لمساعدة الآخرين مقارنة بغيره في نفس المواقع ،لهذا نقول ونؤكد انَّ هناك مفارقات عدة بين الثقة والغرور لا توضح بإستفاضة في مقال صغير ،بل تحتاج لجلسات وملفات للنقاش ووضع النقاط على الحروف وحين يصف شخص ،شخصا آخر بالغرور فهو في الحقيقة يمتدحه لإن الشجر المثمر وحده هو الذي يقذف بالحجارة ، والواثق الخطوة يمشي مرحا ولا يأبه بما يقوله الآخرون عنه ،او ما يصفونه به.


ليست هناك تعليقات: