السبت، 27 أبريل 2013

تعليم المرأة سلاح يحفظ كرامتها - سارة طالب السهيل

تعليم المرأة سلاح يحفظ كرامتها 
سارة طالب السهيل

تشتد الحاجة إلى تعليم المرأة لأعلى مستويات التعليم التقني أوالتكنولوجى ، ربما أكثرمن حاجة الرجل في مجتمعاتنا الشرقية ، وذلك لما يحققه التعليم من تزويد المرأة بألوان من المعارف والعلوم والثقافة التى تتيح لها الارتباط بمنجزات العصرالعلمية ومواكبة قضايا خاصة بعد أن أصبح العالم قرية كونية صغيرة .
وتعليم المرأة بقدر ما يعمل على توسيع مداركها وتنمية ذكائها ، فإنه يتيح لها فرصة أكبرللارتقاء النفسي ، ويمنحها ثقة بذاتها بعد إدراكها أهمية تسلحها بالعلم ، والذي حثنا عليه ديننا الحنيف ، ولنا في زوجات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمهات المؤمنين القدوة والمثل ، فقد كن رضي الله عنهن جميعا مرجعاً دينياً ينهل منه الصحابة والفقهاء ولاغرابة في ذلك لأنها تشربن من علوم الدين في بيت النبوة ما أهلهن لهذه المكانة العظيمة و ايضا السيدة نفيسه التي لقبت بنفيسة العلم و قد جاءت من المدينه الى مصر واقامت مجالس العلم ليأخذ عنها كبار العلماء وعلى رأسهم الإمام الشافعي رضي الله عنه . وفي الغرب الإسلامي، كانت أم البنين مثالا يحتذى به وهي فاطمة الفهرية في القرن الثالث الهجري بنت جامع القرويين في فاس في القرن الثالث الهجري، وايضا أختُها مريم، التي بنت جامع الأندلس في فاس . و لو ذكرنا العالمات من الغرب الغير إسلامي فهناك نماذج من العالمات الواتي تركن أثرا واضحا في العلوم و الفزياء و الاختراعات التي غيرت من مجرى التاريخ امثال العالمه
ماري كوري عالمة الفيزياء والكيمياء البولندية الي تعد من رواد فيزياء الإشعاع وأول من حصل على جائزة نوبل مرتين (في الفيزياء والكيمياء)، كما كانت أول امرأة تتبوأ منصب الأستاذية في جامعة باريس.
وايضا العالمه روزالين " التي توصلت إلى حل مشكلات مرضى السكر عن طريق تقنية النظائر المشعة .
و العالمه جريس كوبر هوكس ولدت عام 1906 امريكية ساعدت فى تطوير أول أجهزة الحاسوب وأخترعت جهازا يرفع مستوي لغات الحاسب .
والعالمه نوال المتوكل العداءة المغربية التى حملت لبلادها و للعرب ميدالية ذهبية ثمينة من بطولات الأولمبياد ثم تابعت نشاطها حتى اصبحت واحدة من ضمن 5 اعضاء بلجنة التحكيم فى أول أولمبياد عام 2012
العالمه مارغريت ميد عالمة أنثروبولوجيا..وكاتبة وعالمة بيئة..ومدافعة عن حقوق المرأة

وهذه النماذج على سبيل المثال لا الحصر ومن هذه النماذج نستطيع ان نصل الى استنتاج على قدرة النساء الفذه في مجال العلوم و الفيزيا و الادب و غيرها و كيف يصب تعليمها في خدمة المجتمع خاصة لما تتمتع به المرأه من مواصفات انسانيه تميزها حتى عن الرجل من قوة التركيز و الصبر و المتابعه من باب العند للوصول الى الهدف و من فطرة المرأه التي زرعها الله بها من شعور بالمسؤوليه اتجاه مجتمعها بشعور الام و الحاضن
وبما أن تعليم المرأة ركيزة في الإسلام ،الا انه في زماننا الحاضر يصبح تعليمها أكثرضرورة وأشد إلحاحاً لما تفرضه التحديات المعاصرة ، خاصة في عالمنا الشرقى ، حتى تستطيع به مواجهة معترك الحياة ، خاصة إذا فقدت عائلها سواء أكان أباً أو أخاً أو زوجاً وتجبرها الأقدارعلى تحمل مسؤولية نفسها ، وربما تحمل مسؤولية إعالة أبنائها أو إخوتها الصغار .
ولايمكن للمرأة أن تنوء بهذا العبء الثقيل في زماننا الأكثر تعقيداً وأنانية دون أن تتزود بسلاح العلم ، وربما يكون تعليم المرأة أكثر أهمية من تعليم الرجل فى بعض الأحيان ، ذلك لأن الرجل يتعلم وينفع بعلمه نفسه فقط ، ومجال العمل الذي يتكسب منه دون أن يحاول أن يفيد بخبراته أهل بيته إخوة أو أبناء .
على العكس من ذلك نجد أن المرأة عندما تتسلح بالعلم فإنها تحرص كل الحرص على تعليم أبنائها ، وتسهم بشكل فعال في تزويدهم بالمعارف وجميع أشكال الثقافة انطلاقاً من إيمانها برسالتها ، وبأنها تخرج أجيالاً يبنون مستقبل المجتمع . ولاشك أيضًا في أن تعليم المرأة تعليماً مناسباً لاحتياجات العصر ربما يلائم طبيعتها الأنثوية ، ويوفرلها فرصا للعمل في وقت تقل فيه كثيراً فرص العمل سوى للمؤهلين والمزودين بالخبرات التعليمية رفيعة المستوى .
وتسلح المرأة بعلوم العصريحقق لها الاستقلال المالي الذي يحميها لحظة الاحتياط من غدرالمجتمع ومن استغلال أهل السوء لها وقت شدتها أوعثرتها المالية ، وبذلك تحفظ كرامتها وكيانها الإنساني من ذلك العوز . ولاشك أيضًا في أن تعلم المرأة الذى يوفر لها فرص العمل يوفرلها أيضًا عنصرالحماية عندما يجورعليها الزوج فيقوم بتطليقها ، دون أن تجد من ينفق عليها فبزمن أصبح الأهل والأقرباء مشغولين بأنفسهم ولايهتمون بقيمة التكافل الاجتماعي في الإسلام ، فلايقدمون يد العون للمرأة حين تفقد عائلها بسبب الطلاق أو الموت ، ويصبح عليها أن تبدأ رحلة جديدة في الحياة تعتمد فيها على نفسها ، وهي بالضرورة لن تستطيع تحمل مسئولية الاعتماد على النفس ومكابدة الظروف المعيشية القاسية ومواجهة أصحاب النفوس المريضة ما لم تكن مسلحة بالعلم الذي يهبها الثقة في نفسها وقدراتها ، كما ييسرلها فرصة العمل الذي يؤمن لها احتياجاتها ، ويحفظ كرامتها كما أمرالله ـ تعالى ـ بالحفاظ على كرامة الإنسان في قوله: « ولقد كرمنا بني آدم » .
وهكذا كان ، وأصبح ، وسيظل ، تعليم المرأة في كل العصور زاداً وزواداً وسلاحا حامياً لها ، تصون به كرامتها ، وتحفظ به عزتها ، وتربي به أبناءها ، وتبني به مجتمعها .
سارة طالب السهيل

ليست هناك تعليقات: