الثلاثاء، 30 يوليو 2013

هامش القراءة في ظل كتاب - خليل الوافي

هامش القراءة في ظل كتاب

خليل الوافي


يصعب الحديث عن القراءة بمفهومها الواسع، في ظل تزايد وتيرة العالم الرقمي، بكل تجلياته الكونية، ودور الكتاب في ممارسة وعي ثقافي؛ يكفل له حق البقاء، رغم الوقائع الحياتية التي تبرهن على تراجع خطير؛ لفعل القراءة الذي يرتبط عضويا بالكتاب الورقي.

لم تكن منظومة المعلومات السريعة؛ هاجسا أثر في بنية الوعي المعرفي لدى الآخر، بل تجاوزته إلى مراحل، لم يعد معها السكوت عن هذا التصحر الثقافي، الذي ضرب مناطق واسعة من الإدراك الإنساني، وترك وعيه عبارة عن أرض قاحلة لا تصلح للزراعة، والتي فقدت الكثير من مقوماتها الخصبة، في تنامي الجهل والأمية، وتزايد سنوات العجاف...

ورغم هذه الصورة القاتمة، يبدو في الأفق بصيص أمل، وضوء خافت يأتي من بعيد؛ يضيء مساحات واسعة من دائرة القراءة والكتابة، ويقودنا هذا إلى فعل القراءة والنشر، الذي يعرف طفرة نوعية على جميع المستويات المعرفية، والإصدارات المتنوعة التي أغنت المكتبة المغربية٠ومساهمات متعددة، لفعاليات ثقافية في إحياء قيمة القراءة، وتشجيع سبل النشر والتوزيع، وتقريب الكتاب ليكون في متناول الجميع٠

وتعتبر هذه السنة؛ سنة نوعية بكل المقاييس، ويمكن اعتبارها عتبة أساسية للنهوض بقطاع الثقافة، في تداعياتها المعرفية٠ وهذا ما دأبت عليه المؤسسات الثقافية بكل فروعها الحاضنة للفعل الثقافي في بلادنا، ناهيك عن الدور الفعال، وتظافر جهود جمعيات، أخذت عن عاتقها إنتاج وتطوير العمل الجمعوي، لخدمة ما هو ثقافي... القراءة، تحتاج إلى قارئ، والكتاب، يحتاج إلى قارئه، وما بينهما، يظل القارئ صلب المعادلة الصعبة بامتياز٠

ليست هناك تعليقات: