الأحد، 11 أغسطس 2013

قصة دانيال : نعم جريمة لكنها لاتعالج بالحقد على الوطن - ياسمين الحاج

قصة دانيال : نعم جريمة لكنها لاتعالج بالحقد على الوطن
 ياسمين الحاج

لم يشكل المغرب استثناءا خاصة من المؤامرة الجارية على عموم الوطن العربي ، وهجمة التخريب والقتل والذبح التي تجري تحت مسميات عدة تارة تحت غطاء الدين ، و تارة تحت شعار الديمقراطية وحقوق الانسان ، ومسميات اخرى . الا ان ما حفظه وجنبه الخراب ليس هو فقط وعي المواطن المغربي بمصيره ، بل حكمة وتبصر جلالة الملك ، وقدرته وخبرته في حسن تدبير شؤون البلاد في زمن الازمات التي كثيرا ما واجهها بشجاعة وعقل سليم متداركا للسوء الاوضاع ليؤكد التزامه الراسخ بحماية الشعب، وبالاحترام لمقتضيات دولة الحق والقانون وأيضا ليحبط بذلك النوايا الخبيثة لأولئك المتصيدين في الماء العكر ، وقد اعمى حقدهم على البلد اعينهم من رؤية ما لايخفى من الهامش الواسع من الحريات الديمقراطية اجتماعيا ، وسياسيا ، بما لايتوفر في اي بلد عربي اخر ، وبما لايقل عن تلك النماذج الموجودة في بلدان الديمقراطيات العريقة في الغرب . لذلك فان قضية الاطفال المغتصبين، والعفو على المجرم دانيال ، لايمكن ان يمر على جلالته او يحظى بقبوله او بقبول اي واحد من الشعب يعرف معنى الشرف والكرامة , فكما يشاع عن سيرة المجرح دانيال انه عراقي الاصل ، كان يخدم ضابطا في الجيش العراقي ، ثم ارتكب جريمة الخيانة بالتعامل مع المخابرات الفرنسية . ما يؤشر الى ان الخيانة بما تمثله كونها ادنى درجات السقوط تجمع في محصلتها النهائية كل الاخلاق الدنيئة والساقطة ، وان الخونة لادين لهم ولااخلاق ، ولا شئ يردعهم عن الجريمة حتى العرف الاجتماعي او الخوف من القانون ، مرضى ، مجرمين . ولااعتقد ان من يكنون الحقد على المغرب يختلفوا عن دانيال تركيبتهم النفسية المشحونة بكل معاني السقوط . فبعد ان أثبتت الأبحاث أن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج زودت الديوان الملكي، عن طريق الخطإ، بمعلومات غير دقيقة عن الحالة الجنائية للمعني بالأمر، ضمن لائحة تضم 48 معتقلا يحملون الجنسية الإسبانية مما يحملها المسؤولية كاملة. يجب اعادة النظر و مراجعة العديد من الإختلالات التي شابت هذا الإعفاء..والتحقيق ايضا في القمع الذي واجهته الاحتجاجات ضد الإعفاء في قضية مبنية على حفظ الشرف . من المسؤول ؟

يجب ان نعترف ان قرار التراجع عن قرار العفو الملكي من طرف جلالة الملك سابقة في تاريخ الدولة العلوية . وإجراء تحقيق لاشك بالنسبة لجلالته تندمج فيه الحكمة ، مع النزعات الانسانية ، ومشاعر الابوة الذي عبر عنها في لقاء عائلات الضحايا والاسف لهم عن ما جرى ، فالمعروف في كل الانظمة والنظم السياسية في العالم ان قرارات مثل العفو ، يخضع لتنظيم وإدارة مساعديه ولجنة تضم مسؤولين وموظفين المعنيين بالأمر . الذين عادة ما يتوجب عليهم اعداد لائحة بالمشمولين بالعفو من مواطنين ، وأجانب ، وعندما يكون هناك استثناء ، او جريمة كبرى يفترض ان المشرفين على اعداد اللائحة يكتبون ملاحظاتهم الخاصة ، او يؤشرون على الاسماء التي يعتقدون ان جرائمهم تندرج تحت عنوان جرائم ضد الانسانية ، بما يثير انتباه جلالته للموضوع . ولايستبعد الانسان ان يكون من تقصد في تمرير هذه اللعبة هو ممن ملئت قلوبهم بالحقد والحسد على ما يتمتع به المغرب من هدوء واستقرار وخطوات واسعة وعريضة نحو تحقيق التنمية الشاملة في المغرب وحاول ان يورط المؤسسة الملكية بهذه الفضيحة الاخلاقية.
فكانت الهبة الاحتجاجية الشعبية والاعلامية الكبرى دليل ان المغاربة الاحرار يمتلكون العزة و الكرامة ولا يمكن الاستهانة بإهانتهم ولا المس بشرفهم ,و اهم شئ هو ان الصوت الشعبي وصل الى من يهمهم الأمر بأن مازال هناك أمل في استيقاظ هذا الشعب من غفوته ضد العديد من الدانيلات وضد الفساد والمفسدين والمخربين الذين يضمرون شرا للمغرب هي هذه الاشارة او الملاحظة التي تعمد المغرضين تمريرها على جلالته . وتوصية المسؤولين عن الدبلوماسية المغربية لمتابعة امكانية اعادة المجرم ليكمل ماقاله القضاء المغربي بحقه من عقوبة . مغلقا بذلك الباب على المغرضين من اعداء المغرب من المرضى الحاقدين على المجتمع ممن يحاولوا اخفاء توجهاتهم المريضة تحت غطاء الحرص على الطفولة ، وحقوق الانسان المعادين للفساد . لهذا وجب ضرورة تطهير المحيط السياسي والمؤسساتي الحساس من كل الخونة والحاقدين مسؤولين كانوا او اعوان . ان الملاحظة البسيطة لسلوكيات هؤلاء المغرضين تظهر ان بعض الذين يصرخون عاليا بحقوق الانسان ، نجدهم في سلوكياتهم هم الاكثر ترويجا للفساد ، وعملا لنشره في توجهات توحي بحجم حقدهم على الشعب المغربي ، الذي يحاربونه بشعاراتهم الفضفاضة هذه بامل ان يشوهوا ثقافتنا وسياساتنا بشعاراتهم التي تصبو لنشر الفوضى في المجتمع تارة باسم حقوق الانسان واخرى باسم الاناركية ، وثالثة باسم اليسار المتطرف المتفرنس ، المتصهين .
ان متابعة سلوك وسيرة هؤلاء المغرضين المتنطعين بحقوق الاطفال ال11 المغتصبين من ارادوا ان يجعلوا من هذه القضية مادة دسمة لاغراضهم الدنيئة وكانهم ينتظرون الخطا كي يحققوا ما يصبون اليه من زعزعة واهتزاز علاقة الملك وشعبه،تعكس حالة عداء شديد لكل اطفال المغرب وشعبه فهم بتجاوزهم على شخص رمز وحدتنا واستقلالنا يطمحون الى نشر الفتن والصراعات المحلية التي ستنعكس على كل اطفال المغرب حالات قلق وامراض نفسية وتشرد وقهر وفقدان الشعور بالامن والاستقرار ما يمكن ان يجعلهم طعما سهلا لامثال المجرم دانيال . ولنا اسوة بما تحقق من ديمقراطيات الزيف الدموية التي تنشر الخراب في سوريا ، ليبيا ، اليمن ،العراق ، ويحفظ الله بقدرته ما ينتظر مصر وتونس ، من ماسي اقل ما يقال عنها انها تهديد مباشر للطفولة بما تمثله من مستقبل الوظن . ان الصراعات والحروب والقتل الجارية في بعض البلدان العربية ستخلف ورائها اجيال من المجرمين ، والرجال المشوشي الفكر ، الفاقدين لمشاعر الاحساس بالامن ، من خلال ما تتعرض له الطفولة واطفال ذلك البلد من مناظر وصور الرعب بالذبح بالسكاكين ، وأصوات التفجيرات التي تفقد البالغ عقله ، ناهيك عن الطفل الذي كثيرا ما تتضخم ، بحكم عمره ، مناظر الرعب هذه . لذلك لايمتلك الانسان الا ان يقول يحفظ الله لنا جلالة الملك ويسدد خطاه لحماية اطفالنا ومستقبل بلدنا ، وليخسأ اعداء الطفولة من المرضى والمغرضين ممن يتربص بالمغرب الفرص ليشيعوا الفوضى والصراعات ليقتلوا فيه الملايين من اطفالنا ، طفولتهم باسم الدفاع عن الطفولة . فكم من دانيال موجود بداخلهم ليس مغتصب للطفولة فقط بل مغتصب لحق الوطن في واجباته كمواطن صالح يرغب في الامن والاستقرار ؟

ليست هناك تعليقات: