الأربعاء، 9 يناير 2019

"حماس" لا تؤمن بالهوية والوطنية و تسعى إلى اقامة امارة '' - د.صالح الشقباوي

الدكتور المحاضر بجامعة الجزائر الفلسطيني صالح الشقباوي:
حماس " لا تؤمن بالهوية والوطنية  و تسعى إلى اقامة دولة إسلامية عالمية ''
د.صالح الشقباوي

حاورته : آلاء محمد

سلمت حركة "حماس" معبر رفح بعد سحب "فتح" موظفيها منه، هل يعني هذا أن الأزمة بلغت أوجها ما بين الإخوة الفرقاء في فلسطين؟

حركة "حماس" حاولت أن تتنصل من موضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية، وقامت بالاعتداء على مقر التلفزيون الفلسطيني في غزة، وبالتالي قامت السلطة الوطنية الفلسطينية بإجراءات وقائية، للرد على "جماس" ومعاقبتها، بتعلم هذه الأخيرة أن هناك قانون يجب أن يحكمنا جميعا، فنحن أصحاب وطن، وعلينا تقديم هذا الأخير على الفصيل، وبالتالي القضية الفلسطينية يجب أن تكون أكبر من "فتح" و"حماس"، لأن القضية الفلسطينية تتعرض لأخطر مراحلها الوجودية، فعام 2019 هو عام الحسم في القضية الفلسطينية، وكما قال شكسبير "إما أن نكون أو لا نكون"، وبالتالي علينا بالوحدة الوطنية، الوحدة الوطنية والوحدة الوطنية، تعزيز الوحدة الوطنية كمكون رئيسي من مكونات الوحدة الوطنية الفلسطينية

على ذكرك للوحدة الوطنية، وتأكيدك على ضرورتها، لماذا فشلت كل مساعي التوفيق والمصالحة ما بين الأطراف الفلسطينية حسبك؟

السبب الرئيسي في اعتقادي هو سبب ايديولوجي، وحركة "حماس" هي جزء من حركة الإخوان المسلمين، وبالتالي هذه الحركة لا تؤمن بالوطن والهوية والدولة، لأنها تسعى إلى إقامة دولة إسلامية عالمية، لا تؤمن بالدول القومية، ولا بالدول الجغرافية، ولا بالدول الوطنية،وبالتالي لم تكن "حماس" يعنيها ان تكون هناك دولة فلسطينية بجناحيها الشمالي والجنوبي، أي بالضفة وغزة، والقدس عاصمة لها.

وهناك أسباب أخرى مرتبطة بأجندات خارجية قطرية وإيرانية ومصرية، وبأجندات لا تعمل للقضية الفلسطينية، وبالتالي هي تقوم بدور وظيفي على الساحة الفلسطينية، تناغما مع متطلبات مصالح الآخرين، وليس لمصلحة الشعب الفلسطيني، لأنه من كان يسعى لمصلحة الشعب الفلسطيني، فعليه أن يقوم بإجراء الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأنت تتذكرين لما أرسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن رئيس وزراء إلى غزة ما حدث معه؟ فجروا موكبه هو ورئيس المخابرات الفلسطينية.

والآن هناك مطلب قطري مصري مزدوج، لتناغم "حماس" مع صفقة العصر التي سيقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطرحها، وبدأ في تنفيذها في القدس من خلال اعتماده القدس عاصمة للكيان الصهيوني، مكية من تل أبيب إلى القدس، من خلال نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهي موجودة منذ عام 1844، إلى جانب وقف المساعدات عن الانروا، ومن المفروض أن نكون بمستوى حجم القضية الفلسطينية، لأن فلسطين أكبر منا جميعا، ويجب أن نعمل من أجل القضية الفلسطينية، خاصة وأننا نصارع عدوا استيطانيا، لا يرحم ولا يفرق بين فلسطيني وفلسطيني.

بحديثك عن صفقة العصر أو ما يطلق عليه إعلاميا "صفقة القرن"، كان الرئيس أبو مازن منذ أيام قليلة قد أكد أن هذه الأخيرة قد انتهت، وأنها لن تطبق، وأن السلطة ستذهب بعيدا حتى إذا اضطرت إلى إنهاء اتفاق أسلو، ما قراءتك لتصريحاته؟

أضيف نقطة هنا، وهي أن الرئيس أبو مازن صرح من العاصمة المصرية القاهرة، بعد اجتماعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه لن ينهي حياته خائنا..

صحيح، قال في عمري 83 عاما ولن أنه حياتي خائنا...

وبالتالي من يقول لا لأمريكا، ولا للمفاوضات مع هذه الأخيرة، لا لصفقة القرن هو أبو مازن، أنا شخصيا لست مع أبو مازن ولا مع أي أشخاص، ولكن أنا مع القضية الفلسطينية، ومع من يحميها، القضية الفلسطينية أمام منعرج تاريخي خطر، وبالتالي يجب أن نصطف جميعا ضد ترامب وامريكا، التي تحاول أن تشطب هويتنا الوطنية، ونضالنا وأسرانا.

تصوري أن أمريكا أوقفت المساعدات الموجهة للأنروا، أي 300 مليون، بحجة أن السلطة الفلسطينية تقدم رواتب للشهداء والأسرى والجرحى، فهل الأمر معقول؟ وبذلك يجب أن نكون في مستوى القضية، وبالتالي معركتنا اليوم مع أمريكا وترامب وصفقة العصر، وأن نناضل من أجل تثبيت القضية الفلسطينية الآن، من مربع التراجع والتنازل والتخلي عنها.

تصوري أن هناك عرب، يحاولون الضغط، الآن، على أبو مازن لقبول أبوديس كعاصمة لدولة فلسطين بدلا عن القدس، أيعقل هذا؟

ما الذي دفع، حسبك، بالسلطة الفلسطينية إلى الإعلان عن حل المجلس التشريعي، مع الإشارة إلى ردود الفعل السلبية التي واجهت القرار سواء من "حماس" أو "الجهاد الإسلامي" أو حتى من "الجبهة الوطنية لتحرير فلسطين"؟

منظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة الولاية على السلطة الوطنية الفلسطينية، هي من أنشأتها من رحمها، وبالتالي السلطة الوطنية الفلسطينية هي جزء مكمل لمنظمة التحرير، ولهذه الأخيرة حق قانوني وشرعي وسياسي وتاريخي ووطني بحل ما تراه مناسبا والذي لا يخدم القضية الفلسطينية، المجلس التشريعي الآن عبارة عن حصان طروادة تريد أن تدخل فيه "حماس" للسيطرة على زمام الشرعية الوطنية الفلسطينية، والدخول في صفقة العصر، لإقامة دويلة في غزة.

ولما حذت الفصائل الأخرى نفس حذو "حماس"؟

لا "حماس" ولا "الجهاد الإسلامي" موجودين ضمن نسق وبنية منظمة التحرير، هم خارجها، و"الجبهة الشعبية"، معروفة تاريخيا برفضها لسياسات منظمة التحرير، نحن لا نلوم هذه الأخيرة لأنها في داخل منظمة التحرير، لكن لا يمكن أن تكون خارج هذه الأخيرة وتنتقدها، وبالتالي قرار حل المجلس التشريعي قانوني، نابع ليس من كون أبو مازن رئيس السلطة، وإنما رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وبذلك هو صاحب الشرعية، وصاحب الولاية في حل المجلس التشريعي، وهذا القرار يفسح الطريق لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية وبلدية وبرلمانية، وبالتالي أبو مازن لا يريد احتكار السلطة، ومن الذي يرفض إجراء انتخابات، أليست "حمس"؟

حاورته : آلاء محمد

ليست هناك تعليقات: