الخميس، 22 نوفمبر 2012

من فاقد الدهشة إلى زكي بني ارشيد , حوّل...! - نبيل عمرو-عمان


من فاقد الدهشة إلى زكي بني ارشيد , حوّل...! - نبيل عمرو-عمان
                                                        
 نبيل عمرو-عمان
- سأل فاقد الدهشة صديقه اللدود ، ما سبب شدة غليان الماء في هذا القِدر...؟ ، لوى الصديق شفتيه إستنكارا لغباء فاقد الدهشة وقال : أكيد من شدة النار تحت القِدر ، ثم تفذلك فاقد الدهشة وسأل : هل سمع الشيخ زكي بن ارشيد بهذه البديهية وتحديدا حين ألتهب لسانه ،  في خطبة المعايدة في المركز الرئيسي للجماعة، وذهب الشيخ المُتأسلم متسائلا بسخرية عن قطار مدريد ،  متجاهلا البيعة للمرشد العام ومتناسيا قطار كامب ديفيد الذي سبق قطار مدريد بما يقرب من عقدين...؟ ، أم أن صاحبنا المُتأسلم على غير رشد ما يزال يعتقد أن بإمكانه التدليس على الشعب الأردني ، الذي قطع الشك باليقين بأن جماعة الإخوان المُتأسلمين لا علاقة لهم بمعاناة الأردن ، إن من حيث أوضاعه الإقتصادية الصعبة ، أو من حيث الأوضاع الأمنية والمخاطر التي تُحيط به من الجهات الأربع ، كما أدرك الشعب الأردني أن هَمّ جماعة المتأسلمين في الأردن هو الوصول إلى الحكم ، تحت شعار << أنا ومن بعدي إعصار ساندي...!>> ، ناسيا عندليب العيد أن جماعة المتأسلمين في الأردن ، هي غيرها في مصر ، تونس وحتى سورية التي يراهنون على وقوعها تحت سيطرة متأسلميها .
        - باغتني فاقد الدهشة بصوت جهوري وقال : سأبعث رسالة إلى الشيخ زكي بن ارشيد ، وسأضمن هذه الرسالة جميع الأسئلة والإستفسارات التي يطالبني بها شيوخ قبيلة فاقدي الدهشة ، بالإجابة عليها ظنا منهم أنني أبو العُرّيف كوني أحمل مسمى شيخ مشايخ فاقدي الدهشة .
         - حاورت فاقد الدهشة ، داورته وتمنيت عليه أن ينأى بنفسه وبأركان قبيلته عن هكذا مهاترات ، ولكنه أصر على حِشريته ، حاولت التملص من فاقد الدهشة ، وشرحت له ما سأتعرض له من تُهم ، كون رسالته تنطلق من إيميلي وتحت إسمي ، وأفهمته أن الشيخ زكي سيفسرها بأنها ضمن ما يدّعي أنها حملة مُغرضة ضد جماعة الإخوان المُتأسلمين ، وربما يتهمني أنني من حرض فاقد الدهشة ، وسيصفني بأوصافه المعلبة ""كتاب التدخل السريع ، عملاء المخابرات ، أزلام النظام ""لو كنت كذلك فهذا شرف عظيم "" ، وربما يقول عني عميل لل سي آي إيه"" ، وعند هذه التهمة سأذهب في وصلة ضحك مشفوعة بالبكاء ، لأن الشيخ هو آخر من يعلم أنني أعيش في شقة مُستأجرة ، مكسور علي أجرة شهرين وشهادة إبنتي الجامعية محجوزة في جامعة الزيتونة منذ أزيد من ثلاثة شهور على 290 دينارا ونصف الدينار ، ولكن فاقد الدهشة تجاهلني وبكل برود سأل قائلا : منذ متى يا صديقي تخشى قول الحق وتجانب الحقيقة...؟ 
          - فيما أنا غارق في التفكير ، أخذني فاقد الدهشة على حين غرة وراح يطرح أسئلته الموجهة للشيخ زكي ،فقال متسائلا ، هل حقا أن مُتأسلمي الأردن غير منقسمين على ذاتهم وأنهم في أبهى صورة...؟  ، إن كان الأمر كذلك فلماذا شُحطوا على غير رغبة منهم إلى بيروت بدل القاهرة...؟ ، وهل إعتراف بعض قادتهم التاريخيين بوجود خلافات ، ووجود مال سياسي وشراء ذمم شابت عملية الإنتخابات الداخلية عند الجماعة ، أم أن المتحدثين في هذا الشأن وإن كانوا من صلب الجماعة هم أيضا ضمن الحملة المُغرضة ، الكذب والإفتراء على الجماعة...؟
          - فاقد الدهشة كعادته يهمهم ويهدرم ، يُشرّق ويُغرّب ، لكنه يبدو واثقا من نفسه حين قال ، يا شيخ زكي ما رأيك برسائل الغرام والهيام بين الشيخ محمد مرسي والإمام شمعون بيريز ...؟ طيب بلاش هذه ، ماذا ستقول عن ما أفصح عنه "" الصبيحي عتيق القيادي في حزب النهضة التونسي"" عن النصح على لسان شقيق روحك خالد مشعل وعلى لسان صديقك اسماعيل هنية <<ليس من الحكمة تضمين الدستور التونسي مادة تُجرم التطبيع مع إسرائيل...!>> ، ربما الصبيحي عتيق هو أيضا من جماعة الكذب والإفتراء ، أنا لا أدري فقد إختلط الحابل بالنابل ، ولم يعُد بمقدورنا التمييز بين الصادقين والكذابين...! ، وهذه إشطبها يا سيدي زكي ، لكن ما رأيك بإصرار حزب النهضة على عدم إدراج هكذا مادة في الدستور التونسي...؟، وما رأي فضيلتك يا شيخ بإخوان العراق ، ليبيا ، اليمن وسورية في إستدعائهم ولا نقول إستنجادهم بحلف الناتو للإستقواء على حكامهم ""وهنا ملاحظة أن مُتأسلمي الأردن يدندنون يوميا على لحن الخبراء العسكريين الأمريكان ، الذين جاؤا للأردن لتدريب كوادره على الوقاية من الأسلحة الكيماوية السورية""، أم أن جماعات الإخوان المتأسلمين ، وعلى رأي أحد منظريهم في نهيه الفتيات عن إرتداء الثوب القصير ، وعندما قيل له أن إبنته تلبس ثوبا قصيرا قال: ""لابقلها مقصوفة العمر"" ، ""حرام على بلابل الدوح وحلال على الطير من كل جنس...!"" أليس كذلك يا شيخنا...؟ 
          - السؤال الأهم يا شيخ زكي ، هل أنتم فرقة خارجة على بيعة المرشد العام ولا تعترفون بها وبالتنظيم العالمي ، أم أنكم جزء منه ، هل أنتم مع مواقف محمد مرسي ، حزب النهضة ، خالد مشعل وجوقة قطر أم ضدها ، وهذا ما يتوجب عليكم أن تعلنوه على الملأ كي ننقل الصورة الناصعة لقيادات قبائل وعشائر فاقدي الدهشة ، الذين يرون فيكم عكس ما تدّعون ، ويرددون دائما في تعقيبهم على تصرفاتكم المقولة المصرية "" أسمع كلامك يُعجبني أشوف أفعالك أستعجب"" ، أفيدونا أفادكم الله القدير ، أو إصمتوا...! ، إذ من غير المعقول أن تستهينوا بعقول الناس إلى هذا الحد ، فعيّنُ الشمس لا يحجبها الغربال .
          - صحيح أنني فاقد الدهشة ، ولم يكن ليدهشني تخبط المُتأسلمين على إمتداد الكرة الأرضية ، كَذَبَ عليهم الأمريكيون وتلاعب بهم القطريون ، ونفخوهم كبالون الأطفال فصدقوا أنفسهم  ، لا يدركون أنهم مجرد جسر عبور لإضفاء الشرعية الإسلامية على إسرائيل ، ولا يعلمون أنهم صُنعوا لمهمة محددة ، ولن يصدقوا طفران مثلي إن قلت لهم أن أمريكا وذيلها القطري ، مثلهم مثل قبيلة حنيفة في الجاهلية ، كانت تصنع الصنم من التمر ، وعندما كانت تجوع تلتهمه ، أما وإن تُرك المُتأسلمون بعد إنجاز مهمتهم ، فسيذبلون كما البالون المنسي في غرفة طفل ، وإن تطاولوا فثمنهم رأس دبوس وما أدراك ما الدبوس...! 
-لكني اليوم مُندهش ""يعني مريض"" والسبب أنني أعلم يقينا أن بين صفوق جماعة مُتأسلمي الأردن أناس عقلانيون ، طغى على حضورهم في المشهد الأردني أصحاب الصوت العالي ، المتشددون والعُصابيون الذين أخذتهم العزة بالإثم ، وهو أمر ليس مدهشا ، فالعرب والمسلمون ومنذ أزيد من قرن مضى ، طالما أعادوا أمجاد الأمة ، حرروا القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية ، بأسلحة الشعارات الفتاكة ، البيانات البلاستية ، الإحتجاجات الصاروخية والإعتصامات النووية .
         - على إيقاع ما سبق عُدت لحالتي الطبيعية فاقدا للدهشة ، لأختم رسالتي لفضيلة الشيخ زكي بن ارشيد ، الذي أتاح لجماعته التحدث بإسم الشعب الأردني ، فأنا بصفتي شيخ مشايخ قبائل وعشائر فاقدي الدهشة <<أو بمعنى آخر شعوب الأمة كاملة>> ، وبعد المشاورة والإتكال على الله القدير ، فإن مضمون الرسالة كلمتان ،،،شي غاد.
هامش:آخر معلومة وحسب الكاتب ، الدكتور حسام الدين الخلاصي ، وبالوثائق أن حكام قطر ""آل ثاني"" الذين يسيطرون على جماعات الإخوان المُتأسلمين ، هم من أصول يهودية ...!""يا حبيبي...!"" والجميع يعلم فصة اليهودي الليبي الذي أُجبر على الإسلام ، وكلما مر بالكنيس كان يردد <والله في البال ياكنيس ، في البال> ، فماذا بعد ذلك سيقول لنا إخوان غزة والشيخ اسماعيل هنية ، وبقية المتأسلمين في الأرجاء ...؟
 نبيل عمرو-صحفي أردني

ليست هناك تعليقات: