الخميس، 3 أكتوبر 2013

لا تعودي - شعر المستشار / عماد أبوهاشم

 لا تعـــودي
شعر المستشار / عماد أبوهاشم
لَيْسِ لِلْأَمْوَاتِ حَــــــــقٌ فِىْ الحَيَاةِ
وَلَقَدْ أَحْرَقْــــــــــتُ عَمْدًا ذِكْرَيَاتِىْ
أَنْثرُ المَاضِىْ ، رَمَادَ الصَّــــفَحَاتِ
ذِكْرَهَا ، تَمْضِىْ بِهَا مُسْـــــــتَبِقَاتِ
هَكَذَا الرِّيْــــــــــحُ حَشَاهَا غَيْرُ آتِ
فَسَأَبْقَىْ فِىْ قُــــــــــــيُوْدٍ مُحْكَمَاتِ
وَاعْتِزَالِىْ عَنْ عُيُــــــــوْنٍ خَائِنَاتِ
هَذِهِ عُقْبَىْ الـــــــهَوْىَ قَبْلَ المَمَاتِ
وَهَوْتْ سِكِّيْنُهَا بِالطَّعَــــــــــــــنَاتِ
مَكْرُهَا فِــــــــــــــعْلُ بُغَاةٍ حَاذِقَاتِ
بَيْدَ أَنَّ الــــــــــحُبَّ كَأْسُ الغَانِيَاتِ
سَلَّطَتْهُ فى خَـــــــــــبَالِ  الكَاهِنَاتِ
هَكَذَا سِـــــــــحْرُ العُيُوْنِ الكَاذِبَاتِ
وَأَقَالَ النَّــــــــــفْسَ شَائِكَ العَثَرَاتِ
وَفُؤَادِىْ وَعُرُوْقِىْ النَّابِـــــــــضَاتِ
بَعْدَمَا ضَــــــاعَتْ جَمِيْعُ الْأُغْنِيَاتِ
فِىْ الفَــــــــلَا كَانَتْ فُلُوْلًا نَازِحَاتِ
سَاحِرُ الجِنِّ ، وَسـِـــــحْرُ الْكَلِمَاتِ
وَارْجِعِىْ مِنْ دُوْنِ حُـــــبٍّ لِلشَّتَاتِ
وَدَخَلْتِ فِىْ غِــــــــــمَارِ الحَادِثَاتِ
وَتَمَنِّىْ غَيْرَخَالِىْ أُمْنِــــــــــــــيَاتِىْ
سَوْفَ تَأْتِىْ مِنْ سَتَـــــهْوَانِىْ لِذَاتِىْ
مَا تَبَقَّىْ بَـــــــــــــــعْدَهُ غَيْرُ الرُّفَاةِ

 لَا تَعُوْدِىْ ، قَدْ رَحَلْتِ مِنْ حَــيَاتِىْ
لَمْ تَكُوْنِىْ غَيْرَ شَطْــــبٍ فِىْ كِتَابِىْ
فَوْقَ شَوْكٍ ، يَوْمَ رِيْــــــــــحٍ لِحُفَاةٍ
تَسْتَخِفُّ الرِّيْحُ أَشْــــــــــيَاءً فَتَمْحُوْ
مُسْتَـــــــــحِيْلٌ أَنْ يُعِيْدَ المَوْتُ حُبًّا
إِنْ يَكُنَ فِىْ رَاحَتَيْكِ فَكُّ قَـــــــيْدِىْ
غَيْهَبُ السِّـــــجْنِ نَعِيْمٌ فِىْ ابْتِعَادِى
مَزَّقَتْنِىْ وَاسْتَـــــــعَاذَتْ مِنْ دِمَائِىْ
أَدْمَنَتْ وَاسْتَـــــعْذَبَتْ إِيْلَامَ جُرْحِىْ
لَسْتُ أَدْرِىْ كَيْــفَ خَانتْنِىْ ، وَلَكِنْ
فِىْ تَعَاطِىْ الــــــــحُبِّ إِدْمَانٌ عَلَيْهِ
أَىُّ شَيْطَانٍ أَتَىْ بِالـــــحُبِّ عِنْدِىْ ؟
لَمْ أَجَدْ مِنْ سِحْرهَا فِىْ الطّبِّ رُقْيًا
قَدْ شَفَانِىْ غَـدْرُهَا مِنْ زَيْفِ عِـشْقٍ
وَاسْتَفَاقَتْ فِىْ صَـدَىْ النُّوْرِجُفُوْنِىْ
وَاسْتَــــــــعَادَ الشِّعْرُ أَوْزَانَ التَّغَنِّىْ
وَاسْتَوَتْ فِىْ الرُّوْحِ أَفْوَاجُ المَعَانِىْ
أُتْرُكِيْنِىْ وَارْحَلِىْ ، مَا عَادَ يُـجْدِىْ
أُطْلُبِىْ مَا شِـــــــئْتِ إِلَّا أَنْ تَعُوْدِىْ
قَدْ حَجَبْتِ أَىَّ وَصْــــــلٍ يَوْمَ خُنْتِ
هَاهِىَ الدُّنْيَا فَعِيْـــــــشِىْ دُوْنَ ظِلِّىْ
وَاسْلُكِىْ دَرْبًا بَعِــــــيْدًا غَيْرَ دَرْبِىْ
بَيْنَنَا شَـــــــــــيْئٌ تَوَارَىْ فِىْ زِحَامٍ


ليست هناك تعليقات: