الخميس، 1 ديسمبر 2016

قراءة في خطاب الرئيس في المؤتمر السابع لحركة فتح - د. رياض عبدالكريم عواد

خطاب الرئيس في المؤتمر السابع لحركة فتح

د. رياض عبدالكريم عواد
في خطاب طويل استمر لساعات، استطاع حكيم الوطن، الرئيس ابو مازن، الذي يبلغ من العمر ٨١ عاما، ان يقدم للمؤتمرين في المؤتمر السابع لحركة فتح ول ٦٦ وفدا من دلالاتها على احد. حشدا دوليا وعربيا يظهر للقاصي والداني قيمة هذه الحركة التي ستعقد مؤتمرها الثامن في القدس عاصمة دولة فلسطين .
استطاع الرئيس ان يقدم خطاب رجل دولة، واقعيا صادقا، بعيدا عن العنتريات او الوعود الكاذبة، وا ضحا لا يحتمل التأويل، بعيدا عن الردح والاسفاف والمناكفة.الضيوف الذين شرفوا فلسطين في مظاهرة تأييد لا تخفى 

كان الرئيس كعادته واثقا بنفسه وشعبه وقضيته ومنهجة، يتمتع باردة عالية على الصمود والاستمرار على نفس المنهج، مرتاحا نفسيا، قويا، يمتلك ارادة القتال، خطابا يمكن اختصاره بكلمات قليلة، هذه ارضنا لن نتركها، هذه دولتنا سنقيمها ونعزز مؤسساتها ونطورها، في الداخل والخارج، نحن لانمتلك الا سواعدنا العارية، شمروا عن سواعدكم، لن نتخلى عن مبادئنا وهويتنا وقرارنا المستقل. 

وردا على المشككين والمزاودين قال الرئيس "نتحدى اننا تراجعنا عن ثابت واحد من الثوابت، التي استلهمناها من انتفاضة الحجارة وقيادتها الميدانية، هذه الثوابت التي تم اعتمادها في المجلس الوطني ١٩٨٨، سنحميها حتى تتحقق.

وبالنسبة لاتفاقية اسلو، اكد الرئيس كما فعل مرارا وتكرارا، انها كانت خطوة هامة حققت عودتنا نحو الى الوطن. عاد من خلالها مئات الالاف، لا يقل عن ٦٠٠ الف مواطنا فلسطينيا وعربيا او غير عربي، منهم ٥٤ الف عائلة، بقوا بدون هوية لسنوات ومن ثم حصل جميعهم على الهوية الوطنية.
وتأكيدا على نهج مواصلة النضال السياسي والدبلوماسي، اوضح الرئيس اننا في سبتمبر ٢٠١١ قررنا الذهاب الى الامم المتحدة، بعد توقف المفاوضات، لنحصل على عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة، لكننا أُفشلنا ولكن لم نيأس. أعدنا الكرة في ٢٠١٢، رجعنا مرة اخرى الى الامم المتحدة وحصلنا على عضوية دولة فلسطين كمراقب بالرغم من كل العراقيل، عندما تكون هناك ارادة يتحقق المراد. وبالرغم اننا دولة مراقب، لكننا نؤثر اكثر من كثير من الاعضاء، وسنذهب الى مجلس الامن لنطالب بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين.
لا ندعي اننا حررنا او حققنا حق العودة او حققنا الاستقلال، نحن تحت الاحتلال، نحن نراكم خطوات الى الامام، التحرير يتم طوبة طوبة وخطوة خطوة، واللي عنده اكثر من هيك يتفضل؟!

الان من حقنا ان ننظم الى ٥٢٢ منظمة، انظممنا الى ٤٤ منها، مثل الانسكو والمحكمة الجنائية الدولية، ورفعنا علم فلسطين على الامم المتحدة بالتنسيق مع الفاتيكان ، هذه خطوات تراكمية ، ونحن مستمرون في العمل.

قصتنا طويلة وصعبة، لكن ليس هناك مستحيلا، سنصل الى الاستقلال، لن نترك بلادنا رغم كل اجراءات الاحتلال، تجربة ٤٨ و ٦٧ لن تتكرر، وهذا الاستيطان سيزول غصبا عن دولة الاحتلال.

نرفض اي حلول مؤقتة او الدولة ذات الحدود المؤقتة، ولن نعترف بيهودية الدولة، واعترافنا باسرائيل ليس ابديا، ان لم يعترفوا بدولتنا من الممكن ان نتراجع عن هذا الاعتراف.

عربيا، اكد الرئيس أنه ضد ما يطلق عليه الربيع العربي، لانه لا هو ربيع ولا هو عربي، هذا سايكس بيكو جديد من اجل تفتييت المنطقة. لذلك، على الفلسطيني الا يتدخل في الشأن العربي، ونقول للاخرين، لا تتدخلوا في شؤوننا الوطنية نحن ضد التطرف والعنف والارهاب بكل اشكاله ومنابعه محليا ودوليا، لذلك نحن اول من تضامن مع فرنسا، ونحن ضد قصف الحرم ، هناك محرمات يجب الا يتم تجاوزها

نرفض التطبيع قبل الانسحاب الاسرائيلي وقيام دولة فلسطين، هذه دولة فلسطين وليس سلطة فلسطينية، ولا يجوز اخراج اي اسير خارج الوطن. الوحدة الوطنية هي درعنا وسننهي الانقسام ولادولة بدون غزة، لاطريق غير المصالحة على اساس انتخابات ديمقراطية رئاسية وتشريعية ومجلس وطني.

وكأمثلة على النضال السياسي والدبلوماسي المستقبلي، وعد بلفور ، سنطرح هذه القضية ضد بريطانيا في الامم المتحدة لان هذه جريمة كبرى ضد شعبنا. كما ان قرار التقسيم ينص في احدى فقراته على استخدام القوة ضد الطرف المعتدي على الطرف الاخر، هذا هام . يجب ان نناضل من اجل ان يصحح التاريخ بعيدا عن الشعارات والمزاودات، بدنا نعمل بصلابة وعقل.
نرفض ان تكون القدس عاصمة لدولتين، كما نرفض ان تكون عاصمة فلسطين في القدس. عاصمة فلسطين هي القدس الشرقية، وستبقى مفتوحة للعبادة لجميع المؤمنين. نتمنى على العرب ان يزوروا القدس او ان يرسلوا لها زيتا لاضاءة قناديلها.

التواصل المحتمعي مع المجتمع الاسرائيلي، لا بد من مواصلته داخل اسرائيل ومع الجميع ، يجب ان نحاور الجميع ، نريد ان نقول للشعب الاسرائيلي اننا نريد سلام وفقا للشرعية الدولية. هذا نضال هام سنستمر به وسنواصل القيام بمثل هذه الاعمال، المشاركة بجنازة بيرس واطفاء حرائق الغابات، القائد يجب ان يكون عنده قرار من اجل حماية شعبه. المقاومة الشعبية هي الطريق، وعلى الجميع فلسطينيا، كوادر وقادة وافراد، ان يشاركوا فيها. مستلهما الدرس الاساسي من ما يسمى الربيع العربي اكد الرئيس انه لن يسمح بالفلتان الامني وسيقطع يد من يلعب بالامن.

لقد كان تفائل الرئيس بالنصر واضحا لا يعرف له حدود، مؤكدا انه يريد ان يسلم الراية وهو مطمئن. تفائل يترافق مع البناء والتطوير والتنمية داخليا وخارجيا، في الصحة والتعليم. 90 سفارة في العالم ملك لنا من مجموع 130 سفارة فلسطينية، 2500 طالب فلسطيني من سكان لبنان استفادوا من مؤسسة ابو مازن وواصلوا تعليمهم العالي، نتمنى ان نرى الطاقة المتجددة في كل فلسطين، التميز في التعليم هو هدفنا ومستقبلنا واملنا.




ليست هناك تعليقات: