الاثنين، 29 أكتوبر 2012

خرافات حقيقية سارة طالب السهيل

خرافات حقيقية      سارة طالب السهيل
سارة طالب السهيل - العراق

 طبعاً لا أشكك أبداً بوجود بعض الغيبيات التي آمنا بها ولم نرها بالعين المجردة كالملائكة والشياطين والجن الذين ذكروا فى القرآن الكريم ، وكيف أنهم كانوا يسترقون السمع حتى نزل القرآن الكريم وجعل لهم بالسماء رصداً يمنعهم باستراق السمع مرة أخرى بعد نزول الرسالة المحمدية ، وهذا ما تعلمناه فى دروس الدين الذن كان يعطينا إياها أساتذتنا فى المدرسة . كل هذا آمنا به من منطلق أساس ديني قبله العقل والقلب من خلال ورود ذكره فى القرآن الكريم . فمن المسلمات أن نؤمن بكل الكتاب ولا نكون كالذين . يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض .

لاجدال فى إيماننا بالعلم كاساس لتطورالبشرية وفهم الكثيرمن الظواهر الغامضة عبرأجيال ، ورغم ذلك فإن النفس البشرية تتوقف دائماً للبحث فيما ورائيات الطبيعة لتجنح بسفن الخيال . فالخيال يشبع احتياجات نفسية كثيرة .. فهل يعد ارتباطنا بالخرافات والخزعبلات محاولة منا للهروب من رتابة الواقع ؟ أم أننا نحاول إلقاء همومنا فى طريق المجهول ؟ وهل عجزنا عن تفسيرما كان يغمض علينا علمياً أو واقعياً لجهلنا فك رموزه فنحوله إلى أسطورة ؟
فلو تخيلنا أن شخصاً ما قد نام ألفي عام كقصة أهل الكهف مثلاً ، واستيقظ فجأة ليجد أمامه جهاز تلفاز ، فهل سيحاول تحليل هذا الجهازعلمياً واستكشاف كيفية عمله ، أم سيعتقد أنه مندل لساحرعظيم ؟
أنا طبعاً لا أشكك أبداً بوجود بعض الغيبيات التي آمنا بها ولم نرها بالعين المجردة كالملائكة والشياطين والجن الذين ذكروا فى القرآن الكريم ، وكيف أنهم كانوا يسترقون السمع حتى نزل القرآن الكريم وجعل لهم بالسماء رصداً يمنعهم باستراق السمع مرة أخرى بعد نزول الرسالة المحمدية ، وهذا ما تعلمناه فى دروس الدين الذن كان يعطينا إياها أساتذتنا فى المدرسة . كل هذا آمنا به من منطلق أساس ديني قبله العقل والقلب من خلال ورود ذكره فى القرآن الكريم . فمن المسلمات أن نؤمن بكل الكتاب ولا نكون كالذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض .
ولكن هناك ظواهرأخرى يصعب تفسيرها وعجزالعلم عن توضيح أسباب حدوثها ، فعلى سبيل المثال : إذا نظرنا إلى مثلث برمودا فى غرب المحيط الأطلنطي في الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية ، فمن المعروف عن هذا المثلث بأنه مثلث الموت حيث توجد ظواهرغريبة جداً لاختفاء الطائرات والسفن التى تمربهذه المنطقة ، وبعض السفن تختفي وتعود لتظهربعد مدة ولكن دون الركاب الذين كانوا على متنها ودون أن يستطيع أحد تحليل وتفسيرهذا الأمر، بالرغم من محاولة بعض العلماء لإيجاد تفسيرات كانت بعيدة عن استيعابنا ، والأكثرغرابة وجود نظير لمثلث برمودا وهو مثلث بحر الشيطان « البحر اليابانى » الذى تتكرر به حوادث مشابهة .
منذ اكتشاف هذه الظواهرالغريبة والناس تحاول إيجاد أسباب فلايجدون سوى تحميلها على الجن والعفاريت والوحوش ، فبعضهم ذهب للاعتقاد بأن بيت الشيطان يقع فى هذه المنطقة بالذات ، وحتى أبسط الأمورنجد قلة ثقافتنا ومعرفتنا وإطلاعنا وقراءاتنا جعلتنا نحللها تحليلات بعيدة عن الواقع ، فنلاحظ أن في بعض الأماكن أوالأحياء الشعبية يعالجون أولادهم بالزاروذبح الدجاج وتلطيخ الطفل بدمائه ، وبعض العادات الغريبة التي يتبعونها ظنا منهم أن ولدهم مريض بمس من الجن ، بينما لو اختصروا المسافة وذهبوا بابنهم للطبيب لوجدوا العلاج المناسب دون اللجوء للخرافات والخزعبلات ، ولجنبوا أنفسهم نصب الدجالين والعرافين والذين يستغلون عقول البسطاء وجيوبهم فى آن واحد .
وكما يعتقد البعض أن الأطباق الطائرة وسيلة نقل العفاريت من كوكب لآخر! حيث إنني شخصياً لا استبعد فكرة وجود كائنات أخرى تعيش فى هذا العالم ربما على كوكب آخرغيرالأرض . ولكنني لم أتعود أن أجزم بأي أمربلا دلائل أو وقائع حقيقية ، لذلك تبقى هذه الفكرة مجرد شك طريف قابل لـ « لا » أو « نعم » .
وبالرغم من فضولي كغيري من الناس لمعرفة ما يحدث بالفضاء وبالكواكب الأخرى ، ولكني ضد إنفاق المبالغ الطائلة على أبحاث علوم الفضاء ، لأننى أرى أن فقراء العالم والمصابين فى الكوارث والمجاعات والأطفال المشردين والمرضى بالأمراض المستعصية أولى بهذه الأموال ليعيشوا حياة كريمة ، وهذا فى رأيى أبسط حقوق الإنسان .
فلنبدأ بأنفسنا أولا ، ونحل مشاكلنا قبل الخوض فى معمعة أخرى.

سارة طالب السهيل - العراق
شاعرة وكاتبة وقاصة عراقية

_ الأثنين 29 أكتوبر 2012 _






ليست هناك تعليقات: