السبت، 27 أكتوبر 2012

مداخلة سيدي محمد الشيخ إسماعيلي أمام اللجنة الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار

مداخلة سيدي محمد الشيخ إسماعيلي 
أمام اللجنة الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار



سيدي الرئيس ، السيدات و السادة
إن القيم التي تجمعنا ، والتي من أجل صيانتها والمحافظة عليها ، أنشأ المجتمع الدولي هيئة الأمم المتحدة وفروعها ، لتنوب عنا جميعا في المشترك الذي يجمعنا ، وخاصة المحافظة على السلم والطمأنينة الإنسانية لكل إنسان ، وترقية منظومة القوانين ذات الصلة. وإن مسؤولية الأمم المتحدة لا تسقط مسؤولية أي منا لا بصفته الفردية ولا الجماعية ، في الدفاع عن القيم الإنسانية الكونية ، بل أوجبت القوانين الدولية ذلك، وخاصة الإعلان المتعلق بحق ومسؤولية الأفراد والجماعات وهيئات المجتمع في تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية المعترف بها عالميا .    
وقد جئتكم اليوم لأنقل صورة ما يجري في مكان من العالم ، قليلون منكم من رأوه.
في مخيمات فوق الاراضي الجزائرية منذ عقود يعيش صحراويون ، كان من المفروض أن يكونوا تحت حمايتنا جميعا ، لأنهم يوصفون بلاجئين ، لكنهم لا يعرفون من هذه الصفة غير الاسم ، فلا يوجد فرد واحد منهم يحمل وثيقة صادرة عن المفوضية السامية لغوث اللاجئين تثبت وضعيته كلاجيء ، ولا يستطيع أي فرد منهم ممارسة حقه في التنقل خارج الاحزمة الرملية التي  تخنق حياة سكان المخيمات إلا فرارا ، لأنهم ببساطة لا يملكون جوازات سفر ، كما أنهم لا يتمتعون بحق العودة الطوعية إلى بلدهم الأصل بل يحاكمون و يسجنون لمحاولتهم العودة إلى أرض الوطن أما الحق في التعبير عن الرأي فيمنعه دستور منظمة البوليساريو التي تحكم المخيمات بقبضتها الامنية ، إذ ينص في مواده : 31 و 32 على أن تشكيل الجمعيات ممنوع ، وأن جبهة البوليساريو هي الاطار الوحيد المسموح به ، الذي ينضوي فيه الصحراويون سياسيا. أما الكلام في ما يخالف رأي قيادة البوليساريو فتجربة أخي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود خير تعبير عن ذلك ، ففي21 من شتنبر 2010 تم اختطافه من طرف مليشيات البوليساريو من منطقة أمهيريز مسقط رأسه بعد عودته من رحلة زار خلالها والده بمدينة السمارة المغربية التي تم اختطافه منها قبل ذلك بكثير سنة 1979 على أيدي نفس المجموعة و كأن التاريخ يعيد نفسه ، ليجهل مصيره لمدة 72 يوم تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب و التنكيل و الوعيد ليبعد بعد ذلك إلى منفاه بموريتانيا على أيدي منظمة غوث اللاجئين التي وعدته بإيجاد بلد يلم فيه شمل عائلته كلاجئ لكنها وبمرور الوقت تنصلت من كل وعودها له منتظرا سنتين من الفرقة و الشتات عن الأحباب و الأولاد و زوجة شابة تخوض هذه التجربة لأول مرة وسط المضايقات الأمنية و المراقبة المستمرة من طرف مخابرات الجزائر و صنيعتها البوليساريو ، ليظل أسير منفاه بالدولة موريتانيا التي لا تقبل إقامته الدائمة بها و الدولة الجزائرية التي ترفض دخوله أراضيها و حنين الأب لأطفاله الصغار بمخيمات على الاراضي الجزائرية يدعي البوليساريو إدارة شؤونه بها و تدعي مفوضية غوث اللاجئين من جهة أخرى تبعيتهم لها كلاجئين بلا هوية أو إحصاء يثبت ذلك.
السيدات و السادة
الفنان الناجم علال حالة أخرى من معانات الشباب الصحراوي بمخيمات تيندوف الجزائرية يعاني المضايقات اليومية من توقيف و إستنطاق و تر هيب على خلفية إصداره أشرطة غنائية تعارض سياسة البوليساريو و تكشف انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان وتحدد موقفه الرافض لأبدية أللجوء و الإقامة في تلك المخيمات  و تكشف ما كانت قيادة البوليساريو تتستر عليه من تحويل للمساعدات الإنسانية للمتاجرة بها وهذا مادفع مجموعات من شباب هذه المخيمات للإرتماء في أحضان الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل و الصحراء و هو ما إعترفت به البوليساريو نتيجة لفترة الانتظار الطويل وضبابية حلول الأحلام التي كانت تصور لهم من طرف قيادات البوليساريو و حليفتها الجزائر.
وتمثيل المفوضية السامية لغوث اللاجئين التي كان عليها توفير الحماية للاجئي المخيمات محدود على مكتب الرابوني حيث توجد مقرات البوليساريو الرسمية ، وحتى من لجأ اليه من الصحراويين طلبا للحماية أو المساعدة لم يحصد غير الخذلان ، فقد تقدمت زوجة أخي المبعد من المخيمات الى المكتب المذكور تطلب وثائقها كلاجئة لتتمكن من أخذ أبنائها الخمسة الصغار لزيارة والدهم ، ولكن موظفي المكتب المذكور صدموها بقولهم أنهم لا يمنحون للاجئين الصحراويين أية وثائق وأن عليها أن تطلب وثائقها لإدارة البوليساريو
السيدات و السادة
نحن أناس مسالمون نحب التعايش و السلام فرضت علينا الصراعات و الشتات من تنظيم دخيل علينا مدعوم من جارة لم يكن بيننا وبينها أي روابط تذكر لا من الجانب الاقتصادي و لا من الجانب الاجتماعي أجدادنا منتشرون من مولاي إدريس بفأس إلى عبد السلام بن مشيش بجبل العلم شمال المغرب إلى سيدي احمد الرقيبي و سيدي احمد لعروسي و سيدي أحمد بوقنبور و منصور و غيرهم بتخوم الصحراء ، بالسمارة و العيون و بوجد ور و الداخلة  ، ساعدونا على رفع الظلم و الحيف عنا ساعدونا لنبني حياة ملؤها التسامح و التعايش ساعدونا لنكون مثلكم  لنكون مثل الولايات المتحد الأمريكية في وحدتها لنكون مثل الاتحاد الأوربي في تكافئه الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي ، فإننا بإتحادنا سنخدم العالم أكثر من تشرذمنا إلى دويلات و كيانات تسودها العداوة و التطرف و التكالب على امتلاك القوة مما يهدد الأمن والسلم العالمي.

ليست هناك تعليقات: