الخميس، 20 ديسمبر 2012

أمينة الزعيم: 39% من حاملي فيروس السيدا بالمغرب متزوجون

أمينة الزعيم: 39% من حاملي فيروس السيدا بالمغرب متزوجون
منال الأخضري 
تشير تقديرات وزارة الصحة المغربية إلى أن 29 ألف مغربي حامل لفيروس فقدان المناعة المكتسبة، 80% منهم يجهلون أنهم مصابون بهذا المرض، و6828 هي نسبة المتعايشين معه. ممن يقدرون على البقاء في صحة جيدة ويستمرّون في العمل والعطاء لفترات طويلة، حتى في البلدان المنخفضة الدخل.
النسبة هي في ارتفاع ما لم تتخذ جميع الاحتياطات أو عن طريق التقيّد بالعلاج القائم على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية والاستمرار فيه لمواجهة هذا الداء، داء العصر.
أمينة الزعيم رئيسة جمعية محاربة السيدا
في هذا الحوار تكشف أمينة الزعيم رئيسة جمعية محاربة السيدا فرع فاس الدور الذي لعبه المجتمع المدني في مواجهة داء العوز المناعي المكتسب.
-أسست جمعية محاربة السيدا سنة 1988 سنتين بعد اكتشاف أولى حالات الإصابة بهذا الداء في المغرب سنة 1986، ماهي حصيلة 26 سنة من عمل الجمعية ؟

أنشئ أول فرع لجمعية محاربة السيدا في مدينة الدار البيضاء سنة 1989، ليتحول عدد الفروع سنة 2004 إلي 11 فرعا ثم 19 فرعا في سنة 2011. ومنذ تأسيسها عملت الجمعية على جلب العلاج الثلاثي للمغرب، وتخفيض ثمنه من 12 ألف درهم إلى 950 درهما للمريض شهريا. وجمعية محاربة السيدا هي الجهة الوحيدة في المغرب التي تضمن التكفل الطبي للأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي المكتسب، وتوفر أدوية للأمراض الانتهازية، والتكفل بمصاريف تنقل المصابين . فحمعيتنا تقوم بأكثر من 80 في المائة من تحاليل الكشف عن فيروس العوز المناعي المكتسب على الصعيد الوطني، ويرجع الفضل في ذلك لـ350 متطوع و70 موظفا و120 متدخلا في المشاريع عن قرب.

-لماذا اختارت الجمعية محاربة داء العوز المناعي المكتسب دون غيره من الأمراض التي تهدد المغاربة ؟
عند تأسيس الجمعية لم تكن هناك أي جهة في المغرب تعمل على محاربة فيروس العوز المناعي المكتسب لان هذا الداء كان يندرج ضمن الطابوهات، وعدد من الدول المجاورة لم تعره الاهتمام الكافي وهي تعاني اليوم وبشدة كنتيجة لذلك.

-تركز الجمعية في نشاطها على تحديد الفئات العمرية، المهن والطبقات المهددة بهذا الداء، فما هي المعلومات المتوفرة لديكم بهذا الخصوص ؟
51 في المائة من الأشخاص المصابين بداء السيدا في المغرب تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة ، ففئة الشباب إذن هي الشريحة الأكثر تهديدا ولهذا اختارت الجمعية هذه السنة "الشباب والسيدا" كشعار لسيدا أكسون 2012. بالنسبة للمهن، فعاملات الجنس ،العمال، مستعملو الطريق عموما والحافلات وسائقو الشاحنات خصوصا مهددون بشكل كبير بالإصابة بهذا الداء. وتجمل الإشارة كذلك إلى متعاطي المخدرات عن طرق الحقن الذين يمثلون فئة جد هشة معرضة باستمرار للعدوى. ومن أهم ما جاء في التقرير السنوي للجمعية تأنيث المرض فحوالي نصف المصابين نساء بنسبة 48 في المائة.
-في إطار التحسيس والتصدي لمرض يرتبط لدى العديد من المغاربة بالجنس بالدرجة الأولى، ماهي طبيعة الصعوبات والانتقادات التي تواجهونها ؟
أحيانا مجرد الحديث عن العازل الطبي يثير الجدل في بعض الأوساط المحافظة، لكن ما تعاني منه الجمعية بصفة خاصة أكثر هو مرتبط بالعار والوصم الذي يلحق المصابين.

-هل لوصول حزب العدالة والتنمية إلى رئاسة الحكومة أي أثر على عمل الجمعية وأنشطتها ؟
ليس هناك أي تأثير والدليل على ذلك التظاهرة الكبرى "سيدا أكسيون" التي بثتها القناة الثانية يوم 14 دجنبر الجاري، وكذا سهولة ولوج مختلف المؤسسات والشركات في كل أنحاء البلاد.
-هناك من يتساءل عن دور إجراء فحص السيدا قبل الزواج، هل سبق للجمعية ان ناقشة هذه الإمكانية مع وزارة الصحة ؟
فحص السيدا هو فحص سري ، مجاني واختياري ليس من صلاحيات الجمعية اقتراح إجباريته، حيث سبق لوزارة الصحة القيام بتجربة في هذا الصدد لكنها تراجعت عنها فيما بعد نظرا لعزوف الشباب عن الزواج.

-من هم شركاء جمعية محاربة السيدا ؟
تعمل الجمعية على تحقيق أهدافها بشراكة مع كل من : وزارة الصحة،وزارة التربية الوطنية،وزارة العدل، الجمعيات المحلية ووكالات التنمية الاجتماعية وجمعيات حقوقية ونسائية على الصعيد الوطني، وعلى الصعيد الدولي الصندوق العالمي لمحاربة وباء السيدا ومنظمة الصحة العالمية يمثلان أهم الشركاء.
-تخصص الجمعية عدة برامج لمتابعة حالة الأشخاص المصابين بالعوز المناعي المكتسب، من هم المصابون الأكثر استفادة ؟
توفر الجمعية لجميع حاملي الفيروس دون استثناء علاج الأمراض الانتهازية ، والوساطة العلاجية والدعم النفسي والاجتماعي والتربية العلاجية، في هذا الصدد نتوفر على برنامج "أملي" لمساعدة حاملي المشاريع المدرة للدخل من المصابين بشراكة مع وكالة التنمية الاجتماعية وحركة بدائل مواطنة.
-ورد في تقرير جمعيتكم أن 39 في المائة من حاملي الفيروس متزوجون، علما أن العلاقات الجنسية غير المحمية تبقى هي الطريقة الأكثر تسببا في انتقال الفيروس في المغرب. ما هي دلالة هذه النسب ؟
نلاحظ أن الأزواج ينقلون الفيروس إلى زوجاتهم بسبب تعدد الشركاء الجنسيين وعن طريق العلاقات الجنسية غير المحمية وهو ما لا يبرئ بعض السيدات اللائي ينقلن الفيروس لأزواجهم، للأسف ف39% من حاملي الفيروس متزوجون.

-ماهي رسالتكم اليوم للمتعايشين مع الفيروس ؟

ندعو جميع المتعايشين مع الفيروس إلى الالتزام بالتتبع الطبي لأن حامل الفيروس في مراحله الأولى يستطيع التعايش مع المرض كباقي الأمراض المزمنة من قبيل السكري وارتفاع الضغط الدموي. كذلك أدعو جميع المغاربة إلى تقبل المصابين بالسيدا وحسن معاملتهم لأننا جميعا مهددون بنفس الداء .

ليست هناك تعليقات: