الأحد، 30 ديسمبر 2012

أسد بلا رأس ولا ذيل - د -محسن العبيدي الصفار

أسد بلا رأس ولا ذيل -  د - محسن العبيدي الصفار
 د - محسن العبيدي الصفار

قديما كان الوشم أو مايسمى اليوم بالتاتو من الأشياء التي تميز مدعي البطولة والقبضايات كما يسميهم أهل الشام وكان كل منهم يرسم على ذراعه أشكالاً أو يكتب كلمات تعبر عن بطولاته المزعومة فكانت تمثل رسالة لإخافة الأعداء وعلامة تجارية تميزه عن غيره .

وفي احد الأيام جاء شاب إلى المدينة من الريف وسرعان ما اختلط ببعض القبضايات وصار كل منهم يحكي له وشومه ومناسبة كل منها حتى بدا يشعر بالحرج كونه الوحيد بينهم الذي يخلو جلده من أي رسوم أو إشعار أو اسود أو نمور أو ذئاب .

ولكي يرفع عن نفسه الحرج ويصبح في مصاف الرجال ويحمل لقب قبضاي قرر أن يضع وشما على ذراعه على شكل صورة أسد كي يرمز لقوته ويعطيه هيبة بين جماعته .

وقديما كان محل الوشم هو الحمام العمومي في المدينة وكانت طريقة الوشم رسم شكل الوشم ثم وضع صباغ خاص عليه ثم وخزه بالإبر مرة تلو الأخرى حتى ينغرس الصباغ في الجلد ويبقى فيه .

ذهب الشاب إلى الحمام واخبر الرجل الذي يقوم بالوشم عن رغبته ورسم الرجل صورة الأسد على الذراع ووضع الصباغ وبدأ الوخز بالإبرة وبعد وخزتين أو ثلاثة صاح الشاب بعلو صوته :

ياويلي ما هذا الألم الفضيع ما هذا الذي ترسمه ؟

أجاب الرجل :

مازلنا في ذيل الأسد

أجاب الشاب

لا حاجة لي بذيل الأسد اتركه واذهب إلى جزء آخر

بدأ الرجل بالعمل ومرة أخرى صرخ الشاب

أخ ما هذا الألم القاتل ما الذي ترسمه ؟
أجابه الرجل :

هذه سيقان الأسد

فقال الشاب ممتعضا

ومالي أنا وسيقان الأسد ؟ هل هو أسد أم راقصة ؟ اترك السيقان واذهب إلى جزء آخر

عاد الرجل إلى العمل وبعد بضع وخزات صاح الشاب مجددا

لقد قتلتني ألماً ماهذا يارجل ؟ مالذي ترسمه ؟

أجاب الرجل :

هذا رأس الأسد

وهنا قال الشاب :

وماحاجة الأسد للرأس هل سيدخل الجامعة مثلا ؟ اتركه واذهب لقسم اخر

وهنا قال الرسام وقد وضع جانبا كل أدواته :

ياصديقي إذا كان أسدك بلا ذنب ولا رأس ولا سيقان ولا مخالب فهو إذا ليس أسداً بل مجرد شبح خفي لايراه احد سواك فأذهب وجد لنفسك تسلية أخرى ودع الوشوم لأهلها 

ليست هناك تعليقات: