حناء عروس الليل
خليل الوافي |
أضواء تخرج من عريها البدائي
امرأة تدق باب بيتي
حناء تستحضر لونها الدافئ
تحت بياض القمر
خرج الليل
يشعل مواقد الحجر
كاد الماء
أن يطفئ نار القدر
في بكاء المطر
تخضبت بألوانها الزهية
وشاح شعرها المخملي
الطافح بالإثارة
رموشها عزف قيثارة
يسرق الليل همس الجفون
تركت عطرها
ينداح ربيع الشوارع الحالكة
اختفت في حضن الصمت
دون أن تراها عيون القافلة
في هذا التصاعد الملحمي
يزداد فضولي إليك
أسمع وقع خطوك في الأعالي
يهجرني النوم شاخصا
نجوم تراقب غدي
تومئ الفراشات في لقاحها
ـ متى يحين قطافها ؟
ترمقني من حلم
يواري بابه شمع دمعها في السهر
تمد أناملها في الماء
يزيد عطشي
بئر أسراري
تفضحها عيون القمر
كلما رأت حسنها في الماء
يرجع صدى الزغاريد
شهية الطبول
إلى رنين الوتر
في إبتسامتها دمع دافئ
يوحي بعودة المطر
إلى أرضه البكر
كم لبثت تحت نجمك
أنتظر طلوع فجرك
غروب هجرك
دون أن تأتي
يختزل لونك
لون الشفاه الشاردة
في فتيل الإحتراق
ينهمر نهر وجعي
جداول الولادة
في إختفاء شرفة البيت
أراك بثياب المطر
تنسجين غابات ولعي
في الإحتراق
في مهبط القرى الليلي
أسترجع فطرتي الأولى
و أشعل حطب الذاكرة
لعلي أتذكر إسمي في نقش الشجر
تشي عينيها المارقتين
وهج السؤال العنيف
ـ متى كنت هنا
تغازلين قلبي الضعيف
تقفز ظلالها القرمزية
في سحاب الأمكنة
ـ متى ينجلي عنك الغطاء
عربية أنت أم قمر الضياء ؟
تتماهى في الحسن
خصلة شعر
تسربلت ضفائرها
ليل طويل الأغاني
علمتني عيونك
كيف أمشي
فوق أهدابك
دون كلل
ـ منذ متى تنتظرين خلف الباب ؟
أجاب الباب : منذ وضعت ها هنا على جدار البيت
أرى وجهها في الشحوب
في إكتئاب العندليب
صغيرة أنت
في هذا البعد الأسطوري
أروي قصصي
لحلم هذا المساء
تزينت بألوان الطيب
في عرسها الليلكي
و إلتفتت نحوي في كبرياء فرعوني
تلخص جاذبية الشجر
نحو تمارها الناضجة
كشفت عن حنائها
ربيع الروابي في خلاء جسدها
إمتداد يدي قرب حوضها الثائر
لم تشفع لي جسارتي القديمة
في إمتلاك طريق العبور
تقابلنا صدفة على خط الأثير
ركبت صحوي في خيال المستحيل
إنتظرت كل هذا الزمن الطويل
أرقب ولادة حلم عسير
بياض ثوبها الملائكي
طائر يحلق في سماء حلمها
دون أن أرى
في عينيها وجعي
صبري عليك بلا حدود
في قصة الأخدود
يتعالى إيماني برب الوجود
ــــ قلت لها يوما : إقتربي ما شئت
فأنت الآن حرة
ظلت بعيدة
بين ليل و صبح قريب
خليل الوافي ــــــ كاتب و شاعر من المغرب
كتبت في طنجة بتاريخ : 2013/03/16
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق