قراءة في ديوان كوكب الربيع للشاعر عايي لحسن
محسين الدموس |
الشعر شكل بسيط لقول أشياء معقدة وليس شكل معقد لقول أشياء بسيطة هكذا تكلم جان كوكتو،وعلى هدي هذا الحديث سارالشاعر لحسن عايي .
فكان ما كان:أضمومته البديعة كوكب الربيع. يعتمد الشاعر عايي تصميما جماليا بسيطا في بناء قصائده عماده:الإيجاز/الوضوح/التوهج/التناسب الصوتي،وهويبرع في اختياره هذا من دون أن
ينجر إلى جاذبية "سقط المتاع"،فهو إن كان غير مبال بالتجريب والصنعة في اللغة و الشكل،أي غير منجذب بعبارة أخرى ،إلى ما أسماه عبدا لقاهر الجرجاني ب"الغلي"بفتح الغين وتسكين اللام،فانه من منظور آخر،يبدو متصالحا مع جمالية الطبع التي ترى الشعر "لمحا تكفي إشارته.
ينجر إلى جاذبية "سقط المتاع"،فهو إن كان غير مبال بالتجريب والصنعة في اللغة و الشكل،أي غير منجذب بعبارة أخرى ،إلى ما أسماه عبدا لقاهر الجرجاني ب"الغلي"بفتح الغين وتسكين اللام،فانه من منظور آخر،يبدو متصالحا مع جمالية الطبع التي ترى الشعر "لمحا تكفي إشارته.
ولست أبالغ إذا قلت إن الشاعر في نزوعه هذا يصالحنا نحن أيضا مع النزعة "الشفاهية"للشعر التي تجعل الصوت في خدمة الصورة ،وليس نشازا كما نجده في نماذج عديدة من قصائد النثر
هنا أتساءل:كيف تمكن الشاعر لحسن عايي من ربح رهان البساطة من دون أن يسقط في السهولة والضحالة؟وكيف استطاع أيضا
أن يناى عن مسلك السذاجة؟هل الانحيازالى التعقيد بدل البساطة،والميل إلى الإيغال عوض العفوية،هو مايخلق الحداثة في الشعر؟
لنسيخ السمع للشاعر حينما يقول:ان كنت أرى فيك كل ألوان الطيف والغروب
فأنت شفق في كأسي يذوب
أحتسي من نظراتك زلزالا يعلن كل الحروب
قديبدو لحسيري البصر أن هذا من قبيل "بلاغة الفدم"اوطوع بنان الزعانفة والأفاضل،لكني أتصورأنني مدعو من خلال هذا القول الى الانضمام الى عشيرة "بغاة الندى"الذين يستمطرون الوارد والصادر فيما يركبه شاعرنا من مماثلة مائزة بين اطراف الصور الشعرية
ولما أقول "مماثلة"لا أقصد المطابقة،بل أعني قدرة الشاعر على حملنا على تصديق المشترك بين أطراف الصور الشعرية:(الشمس/النفس،الأضلع/الشراع،القلب/الشلال العزلة/الخيمة،الأنا/الرياح،قلق السؤال/لذةالمضاجعة
هذه نتف من مماثلات الشاعر أتيت بها تمثيلا لا حصرا.وهي تخلق في نفسي على الأقل فضيلة الشعر ومزيته ألا وهي:البهجة
ان البهجة ههنا ليست أحادية ذات أفق عمودي،وانما هي محفل انتاج ومشاركة بامتياز،اذ أنها من جهة أولى تتيح للشاعر
الوعي بما كان جاهله،وتهب من جهة أخرى،للمتلقي فرصة اعادة انتاج و اكتشاف ما كان محفورا في أخاديد اللاشعور
انها بهجة الفرح بالصنع وبهجة التعرف في آن كما قال ذات يوم الخبير ابن طباطبا العلوي في عياره،لكونهاتؤكد علاقة
الغرض الشعري بالاختيار الأسلوبي الذي يتأسس عليه،والامكانيات الجمالية التي يختزلها.علاقة ليست غفلا أو
في درجة الصفر من القصدية،لأنهاتعزز مبدا"الاسلوب هو الرجل"كما قال شارل بوفون
وعلى سبيل الختم،أقول:ان اسلوب لحسن عايي في الشعر هو عينه في الحياة،فطوبى له ،وطوبى لبغات نداه .
هنا أتساءل:كيف تمكن الشاعر لحسن عايي من ربح رهان البساطة من دون أن يسقط في السهولة والضحالة؟وكيف استطاع أيضا
أن يناى عن مسلك السذاجة؟هل الانحيازالى التعقيد بدل البساطة،والميل إلى الإيغال عوض العفوية،هو مايخلق الحداثة في الشعر؟
لنسيخ السمع للشاعر حينما يقول:ان كنت أرى فيك كل ألوان الطيف والغروب
فأنت شفق في كأسي يذوب
أحتسي من نظراتك زلزالا يعلن كل الحروب
قديبدو لحسيري البصر أن هذا من قبيل "بلاغة الفدم"اوطوع بنان الزعانفة والأفاضل،لكني أتصورأنني مدعو من خلال هذا القول الى الانضمام الى عشيرة "بغاة الندى"الذين يستمطرون الوارد والصادر فيما يركبه شاعرنا من مماثلة مائزة بين اطراف الصور الشعرية
ولما أقول "مماثلة"لا أقصد المطابقة،بل أعني قدرة الشاعر على حملنا على تصديق المشترك بين أطراف الصور الشعرية:(الشمس/النفس،الأضلع/الشراع،القلب/الشلال العزلة/الخيمة،الأنا/الرياح،قلق السؤال/لذةالمضاجعة
هذه نتف من مماثلات الشاعر أتيت بها تمثيلا لا حصرا.وهي تخلق في نفسي على الأقل فضيلة الشعر ومزيته ألا وهي:البهجة
ان البهجة ههنا ليست أحادية ذات أفق عمودي،وانما هي محفل انتاج ومشاركة بامتياز،اذ أنها من جهة أولى تتيح للشاعر
الوعي بما كان جاهله،وتهب من جهة أخرى،للمتلقي فرصة اعادة انتاج و اكتشاف ما كان محفورا في أخاديد اللاشعور
انها بهجة الفرح بالصنع وبهجة التعرف في آن كما قال ذات يوم الخبير ابن طباطبا العلوي في عياره،لكونهاتؤكد علاقة
الغرض الشعري بالاختيار الأسلوبي الذي يتأسس عليه،والامكانيات الجمالية التي يختزلها.علاقة ليست غفلا أو
في درجة الصفر من القصدية،لأنهاتعزز مبدا"الاسلوب هو الرجل"كما قال شارل بوفون
وعلى سبيل الختم،أقول:ان اسلوب لحسن عايي في الشعر هو عينه في الحياة،فطوبى له ،وطوبى لبغات نداه .
شريككم في عشق الشعر
محسين الدموس
نشر في بوابة قصر السوق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق