الاثنين، 6 مايو 2013

الأرواح جنود مجندة - سحر حمزة

الأرواح جنود مجندة  
 سحر حمزة

في كثير من الأحيان نجلس في عالمنا الخاص منفردين شاردي الذهن ،نعيش ذكريات معينة مضت قد تكون حلوة أو مرة ،تفرحنا أو تحزننا أحيانا ،ونستذكر خلالها بعض أحبتنا ممن جمعتنا وإياهم الأقدار والأماكن سواء في وطننا أو خارجه ،قد يكون معلمنا أو صديق لنا عابر سبيل أو زميل دراسة مضى الزمان به إلى خارج الحدود ،لكن تبقى الروح تستذكر هؤلاء تحلق في حنايا المكان تبحث عنهم ،وتتفقدهم بعينهم حين إلتقينا بهم بمكان ما في هذه المعمورة العامرة باهل الخير والأطياب الذين غابوا عن حياتنا لكن ذكراهم عطر وشذى ينعشها دوما بكلمتهم الطيبة وأبتسامتهم، ،تبقى الروح تسافر إليهم ، وقدألفت وجودهم وتعلقت بهم في وقت ما في الماضي الغابر ، لكنهم غابوا بأجسادهم وهم حاضرون بأرواحهم ،فالبرغم من تباعد الأجساد إلى أن الأرواح تبقى جنود مجندة،من تلاقى منها إئتلف ،ومن تباعد منها إختلف ،وتبحث الروح عمن وجدتهم يشكلون توأما لها وتلقى فيهم الشيء الذي أحبته وشعرت بالراحة بوجودهم معها ،وعلى نقيض منهم تجد البعض على خلاف دائم مع من يشاركهم الحياة بمكان ما سواء في محيط الاسرة أو العمل ومع من نتعامل معهم يوميا ،ذلك لوجود فوارق سلوكية وأطباعهم التي تجعلنا ننفر منهم ولا نألفهم ونرفضهم لغياب الإبتسام عن محياهم ولنظراتهم المريبة لنا ، وعدم تشجيعهم او تثمين جهودنا البسيطة التي نقدمها بحكم طبيعة الحياة القائمة على العطاء والحب المتبادل والإيثار وحسن التعامل مع الآخرين ،بحكم التربية والخلق الحسن ،وحين يشعر الفرد بالتنافر بروحه عن مثل هؤلاء ،فليس لشعوره بأنهم أقل منه أو لوجود مؤامرة تحاك ضده ، فيعتقد البعض بأن نظرية المؤامرة تسيطر عليه ، لتجاربه الملموسة معهم ولسلوكهم بإبعاده وتجاهله من محيطه لغيرة ،وحسد منه أو عدم رغبتهم في أن ينسب النجاح له ،ومثل هذه تحدث مع الجميع سواء في الجامعة أو العمل و من أقرب المقربين ،مثل الاخت أو الزوج الذي يعتبر رفيق الدرب من الرجال ممن يكرهون لزوجاتهم النجاح ، لا سيما إذا كانت الزوجة منتجة، وأكثر إنجازا من زوجها ،قد يحبطها، ويكسر مجاذفها لمجرد سلوك عفوي صدر عنها ،وأمتدحت نفسها أمام مجموعة من الناس أحس فيه بطغيانها عليه ،فيعمل على تحطيمها ويهدم أحلامها بطرق عدة أدناها نعتها بألفاظ تؤذيها نفسيا وأقساها خلاف مستديم يؤدي إلى الفراق والإنفصال عنها بطلاق تعسفي أو طلاق للضرر أو للتقصير معها وحرمانها من حقوقها ،وهذا بلا شك يجعلها تعيش وحيدة ،بعيدة عمن تحبهم لتحقق أحلامها بمنأى عن أسرتها وأولادها لتثبت ذاتها ،ومثال ذلك بعض الشباب ممن تحطمت أحلامهم مع هبوب أول عاصفة عاتية إقتلعتهم من جذورهم فعاشوا بغربة ، لإنهم لم يجدوا من يؤازرهم ويشد عليهم كي يواصلوا طموحهم ،و يتحدوا الصعاب في المحصلة ،وتبقى وحدها الأرواح المجندة التي تشجعنا وتساعدنا نفسيا في الوقوف مرة ثانية رغم التحديات وقلة قليلة قد تنجح في عصر طغت عليه المادة والمصالح الشخصية .

ليست هناك تعليقات: