السبت، 11 مايو 2013

جيل من الفرسان يرحل ( الشهيد الفريق الركن عبد الرزاق المجايدة ) اللواء مازن عز الدين

جيل من الفرسان يرحل  
اللواء مازن عز الدين
أيها الفارس في كل الميادين , أيها الفارس في كل الساحات , ايها الفارس في كل الحروب و المواجهات ايها الفارس الشجاع في كل مفاصل قواتنا التي كانت بك تنموو بك تكبر , بك تتعزز روحآ متدفقة بطاقتك المعنوية التي هي قدرتها الجماعية في لحظات النزال . ايها الفارس يا قائد الفرسان لا نعرف من اين نبدأ معك فانت عبقرية الأماكن كلها التى لا حدود لمسافاتها و اتساع فضائها فانت اول المندفعين من جيل التمرد على النكبة و اول من اندفع لتغيير نتائجها فانت الشاهد على تنامي عزة غزة 

الشهيد الفريق الركن عبد الرزاق المجايدة 
, عزة فلسطين عزة عروبتنا عزة ودفيء و تنامي روح المقاومة فينا , إن تحدثنا عنك نراك ببندقية الضابط الشجاع في الخندق الاول في القطاع متصديآ لتوغلات العدو الاسرائيلي في عام 1956,1955 و اول المندفعين و المدافعين عن حدودنا , عن خنادقنا , عن انتمائنا ,عن عزتنا عن مجدنا عن شجاعتنا التي كانت تتدفق بك حيث تكون , فأنت التيار الذي يعطي للمكان الدفئ فان تزكرناك نتزكر فيك و منك مواقف العز القومي لقوات عين جالوت البطلة و هي تقاتل لوحدها ودون غيرها متصدية لعدوان1967 في قطاعنا الابي و نراك من فرسانها متصديآ معهم للهجمات الاسرائيلية اليائسة على ضفاف قناة السويس فشاركت معها و بها في التصدي لها و شاركت في نصر اكتوبر المجيد نتذكرك و نتذكر جيل معك يأتي الينا في ميادين التصدي لظلم الاخوة الذين كانت قسوتهم كبيرة على ثورتنا و كفاحنا فكنت معهم و بهم و على رأسهم تأت بقواتك و سلاحك لتدافع عن انتمائك لاعظم حركة , و اعظم ثورة لاعظم شعب انجبك و انتميت اليه .

يا اخي ابو العبد ، يا سيادة الفريق ، نعم كنت فينا دائما الفريق الذي لم ينفرد بقرار إلا كان صائبا ، كنت فينا الفريق الذي كان يكسب فينا و نكسب به كل معاركنا ، نعم لقد كنت من أبرز من جاؤوا للدفاع عن وجود ثورة تكالب عليها كل اولئك الذين انطفأت سمعتهم ولم تحميهم اسمائهم البراقة و القابهم الطنانة .
نعم يا سيادة الفريق ،اذا تحدثنا عن جبروت التمايز الذي كنت احد ابرز رموزه في ميادين التصدي للاحتلال و ابرز رموزه في ميادين الدفاع عن الثورة في مواجهة القوى المعادية لها ، و ابرز رموز الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل ، نعم عندما نقول انك جيل يرحل فهذا اعتراف قد غرسته فينا و الان نحن نعترف بالفراغ الكبير الذي تركه رحيلك عنا ، فانت فينا ومنا و بيننا ، ذلك الضابط و القائد المتميز الذي منحنا شجاعة امتلاك اللحظة و التفوق و المنافسة بين الرجال الرجال يوم تضعهم حرارة و لهيب المعركة في موضع الاختبار ، نعم لن ننسى يا سيادة الفريق تلك اللحظات الصعبة في مواجهة زحف القوات الاسرائيلية بعد ان تجاوزت ضفاف الاولي شمال صيدا ,لن ننسى روحك الخلاقة و المبدعة, و المبادرة مع اخوانك, فانت من ساهم و شجع و تابع و خطط للدفاع عن بيروت و تحصينها , الم تقل لي اسمع يامازن لتكتب شهادتي للاجيال , و استمعت اليك بكل مالكلماتك من قوة امتلاكها لظروف حدوثها فقلت ( كنا نمضي قدما في استعداداتنا داخل المدينة و ناخذ احتياطات لمعركة قد تطول , و التحصينات ليست خنادق , و حقول الغام و متاريس فقط بل تتعدى ذلك الى التحصين الوقائي و هو ادامة مخزون الوقود , والمواد التموينية و المياه و الكهرباء . لن انسى كلماتك , وانت تقول لقد صمدنا في بيروت لان اهتمامنا لم يكن منصبآ على القوات الفلسطينية و اللبنانية و السورية المدافعة عنها بل تعداه الى كل الشعب اللبناني و الفلسطيني في المدينة , نعم لقد شددت على اننا نفذنا اجراءات صارمة , و كانت روحنا المعنوية هي زادنا و اهم تحصين للنفس شحنها بالصبر و الايمان و الصمود , نعم كنت دائمآ تردد الاية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فأنت ياسيادة الفريق القائل , لقد وضعنا مسميات لن تغيب من الذاكرة ابدآ , كانت و رفيق دربك القائد العام ياسر عرفات , و سعد صايل , و خليل الوزير و محمود عباس و غيرهم من رفاق الدرب الطويل وضعتم خطة شاملة لكل ماهو عسكري على ارض بيروت و رسمتم حدود المسؤوليات , نعم ياسيادة الفريق كنت و قواتك غرب القنال و شرقها عنوان نصر و صمود , كنت في بيروت عنوان نصر و صمود , الى الحد الذي نقلت فيه الينا كيف الانهيار المعنوي قد اصاب شارون و طلائع قواته ألم تقل لي لقد جلسنا نمازح بعضنا بما يرشح لنا من كلمات تأتي من شارون و أهمها كيف كان يطمح و يخطط لاخذنا بالشباك و يمربنا فوق المستوطنات ثم كيف ارسل لنا عبر فليب حبيب شارحآ ما اصابه من احباط قائلا ( ابلغو عرفات و رفاقه انني قذفتهم بكل شيئ برآ و بحرآ و جوآ و لم يبقى لدي سوى قنبلتي الزرية) نعم لقد انتصرتم علىه بحكمتكم و شجاعتكم و روحكم التي كانت هي روح الفريق .
ايها الاخ الخالد فينا


انت تنتمي لجيل جميع رموزه كالجبال الراسخة في ثباتها و كالصقور في حدة اندفاعها .. لن انسى و جميع رفاق الدرب الطويل تلك اللحظات التي اشتد فيها الحصار علينا في طرابلس برآ و بحرآ و جوآ و ممن؟؟ من الاشقاء و من اسرائيل ايضآ و بعد ان خسرنا معركة البداوي .. لن ننسى ذالك اللقاء في قيادة فارس الفرسان ابو عمار عندما خاطبنا جميعآ اريدكم ان تتواجدو في الخنادق الامامية . لم يبقى معنا مساحات و الدائرة تضيق كثيرآ كثيرآ . لن ننسى كلماتك المبادرة نعم عندما قلت : يا اخ ابو عمار سأذهب و اضع قيادتي في اول موقع في منطقة التبانة و استاذنت للتنفيذ و تبعك حسين الهيبة و بدأت روح الشجاعة تتفاعل فينا جميعآ و صنعنا بعدها اسطورة الصمود ... بل تدفقت فينا طاقة لا حدود لها لا يمكن وصفها و لايمكن رسمها . لا يمكن الوصول لحدودها انها الكرامة انها الانتماء انها شجاعتكم التي تحولت الي شجاعة الفريق فاستحققتم عن جدارة ان تكونوا الفريق الركن عبد الرزاق المجايدة و استحققتم عن جدارة ان تكونوا رحيل جيل يستحق كل الاوسمة على صدور الاجيال التي يجب ان تعرف عنا شيئآ
وداعآ يا رمز البطولة في بيروت, و داعآ يا رمز البطولة في طرابلس , وداعآ يارفيق الدرب الطويل , وداعا يامن كنا نستظل بشجاعتك
اللواء.
 م / مازن عزالدين

ليست هناك تعليقات: